فنزل جبريل على الرسول صلَّ الله عليه وسلم وقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي . فقال الرسول صلَّ الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي : انطلقا فأتياني بثعلبة ولما رجعا به قالا هو ذا يا رسول الله ؟ فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟ قال : ذنبي يا رسول الله قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : قل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) . قال : ذنبي أعظم قال رسول الله : بل كلام الله أعظم ثم أمره بالانصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام فقال رسول الله : فقوموا بنا اليه ، ودخل عليه الرسول فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي فقال له : لمَ أزلت رأسك عن حجري ؟ فقال : لأنه ملآن بالذنوب . قال رسول الله ما تشتكي ؟ قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي . قال الرسول صلَّ الله عليه وسلم : ما تشتهي؟ قال : مغفرة ربي ، فنزل جبريل فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة فأعلمه النبي بذلك ، فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر الرسول صلَّ الله عليه وسلم بغسله وكفنه فلما صلى عليه الرسول جعل يمشي على أطراف أنامله فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله : يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟ قال الرسول صلَّ الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبه ...