شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقه.
وجوهكمُ كُلْفٌ، وأفواهُكم عدًى، وأكبادُكم سودٌ، وأعيُنُكم زُرْقُ وما بيَ طِرْقٌ للمَسيرِ ولا السُّرى، لأني ضريرٌ، لا تُضيءُ ليَ الطُّرقُ أغِربانُك السُّحمُ استقلّت مع الضّحى سوانحَ، أمْ مَرّتْ حمائمُكَ الوُرْق رَحَلتُ، فلا دُنيا ولا دينَ نِلتُهُ، وما أوبَتي إلاّ السّفاهةُ والخُرقُ متى يُخلصِ التّقوى، لمولاه، لا تَغِضْ عطاياهُ من صلّى وقِبلتُهُ الشّرقُ أرى حَيوانَ الأرضِ يرهَبُ حتفَهُ، ويُفزِعُهُ رعدٌ، ويُطمِعُهُ بَرْقُ فيا طائرُ ائمَنّي، ويا ظبيُ لا تخَفْ شذايَ، فما بَيني وبَينكما فرْق