رفعت رأسي و فتحت عيناي،الوقت صباح باكر, قمامة نفايات, واد جاف, سيارة خردة مكتوب فيها ممنوع الدخول ..المشهد هذا مألوف لحظة!
لقد جاء بي رجل النفايات إلى غرفتي، إلى واقعي البالي، نهضت و انطلقت، انسى كم أبلغ من العمر، و في كل ما حدث لي أخيرا، لا أجد ما يستحق أن يذكر فلا هو اللحد و لا هو المهد كل ما في الأمر إني ضائع. لكن أين كنت البارحة، سويت قبعتي على رأسي، و مشيت بضع خطوات نحو باب السيارة الخردة التي أسكن بداخلها.
أنا بحاجة المفتاح، لكن أين ذهب ؟ لا فائدة من البحث فأنا أفشل عادة في ذلك، ساقف حتى أتذكر مكانه دون أن أحاول التفكير في مكانه..تبا لا جدوئ ..غلبني اليأس عدت خطوات نحو الوراء و جريت باندفاع نحو الباب لإسقاطه. .لم تجد نفعا، أنه محكم الإقفال ،أنا لا أعرف لماذا أحكمت إقفاله لأني لا أملك شيئا يستحق حتى أفكاري هذه لا تستحق أن تحتجز داخل جمجمتي بل عليها أن تضيع و تذهب عني.
ما المعمول الآن .. لاحت أمامي قطعة حديدية صغيرة تناولتها بين يدي و أدخلتها في فتحة الباب وبحركة واحدة و انفتح ..وقفت اندهاشا لهذا الغباء الغير مبرر ليس لعدم اسطتاعتي فتح الباب و لكن لأن مهاراتي في الإقفال انهزمت بإشارة واحدة ..دخلت .. رائحة الأجوندا الورقية التي أسجل بها هذه المذكرات تهيمن على الغرفة، الدولاب فارغ لا يحمل شيئا لأنني أخدت معي كل شيء، السرير مرتب بعناية كأنها خادمة فندق هي التي قامت بذلك .. انبطحت عليه لشدة اعيائي تمددت على ظهري و واجهت السقف المتواضع بعيناي الصامتتين.
و توالت علي الرسائل من ذلك السقف الحقير أعرف أنه يريد أن يذلني و أنا على يقين أنه قد نجح في مسعاه و احتجزني داخل هذه العلبة الفولاذية الصدئة الوضيعة، كم أرغب في النهوض و الانتقام منه لكني سأندم بعدها فلربما ستمطر اليوم أو غدا، و عندها ستتبلل أشيائي المتواضعة، و سأعود للتصالح معه، و طلب السماحة منه وبعدها ساضمد جراحه ..لايخفى على أحد و لا عليكم أن هذا الكائن المتكلم الآن يعيش قمة الحقارة و التعاسة، لأنه يبحث على لا شيء بل عن شيء غريب ليس ببعيد عني، لكني لا أصل اليه أيقظني الحذاء .. إنه يؤذيني ..انحنيت من سريري، هناك شيء بداخله، مددت يدي لنزعه و ظهرت جزرة، انتزعتها انتزاعا و وضعتها بين عيناي لأتفحصها جيدا من أين أتت ؟ و كيف وصلت إلى هنا؟ قمت من السرير و ذهبت ناحية الطاولة وفتحت الأجوندا على آخر صفحة و أسرعت لأصل لآخر كلمة..