ما تسرب من أرض فلسطين وعبر 64 عاما من 1884 : 1948 للصهاينة هو 5.5 % أو 6% من أرض فلسطين رغم قوة الصهيونية العالمية وقوة الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس . وقد تسربت هذه الأرض عبر وسائل عديدة فمنها ما هو أرض حكومية أو مشاع سُربت عبر الإدارة البريطانية للصهاينة ومنها أملاك يهود فلسطين ومنها أملاك لعائلات غير فلسطينية أو لمؤسسات وشركات أجنبية ومنها ما هو لفلسطينيين سُرب للصهاينة بخيانة وطمع أو خوف أو جهل أو عن طريق سماسرة عرب وفلسطينيين . كل ذلك وعبر 64 سنة من الترغيب والترهيب وسطوة الحكم البريطاني وبكل السبل ما تسرب للصهاينة هو 5.5% أو 6% من أرض فلسطين . الشعب الفلسطيني وقع تحت الإحتلال البريطاني 31 سنة من 1917 : 1948 في هذه الفترة قام الشعب الفلسطيني ب 15 هبة وثورة أشهرها هبة البراق في عام 1929 والتي إمتدت من جنوب فلسطين لشمالها ، وكان حصيلتها 116 شهيدا و232 جريحا فلسطينيا ، و133 قتيلا و339 جريحا صهيونيا ، وأعتقلت سلطات الإحتلال البريطاني 900 فلسطيني وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطيني خُفّفت الأحكام على 24 منهم ونفذ حكم الإعدام في 17 يونيو 1930 بسجن مدينة عكا في ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي ومحمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير . أما عن ثورة العام 1936 ففي هذه الثورة التي استمرت 3 سنوات والتي تُعد من أعظم الثورات في التاريخ والتي تآمر عليها حكام مصر والسعودية والعراق وشرق الأردن خدمة لبريطانيا ، تمكنت هذه الثورة في بعض مراحلها من السيطرة على كل الريف الفلسطيني ، بل والسيطرة على عدد من المدن ، بينما انكفأت السلطات البريطانية في بعض المدن الهامة وقدمت هذه الثورة نموذجا عالميا هو أطول إضراب يقوم به شعب كامل عبر التاريخ الحديث حيث استمر الإضراب 178 يوماً ، وربما لو كان الأمر مقتصراً على الصراع بين شعب فلسطين وبين الإستعمار البريطاني لنالت فلسطين حريتها وإستقلالها منذ تلك الثورة إذا ما قارنا هذه الثورة بثورات الشعوب التي نالت إستقلالها ، ولكن وجود العامل الصهيوني وتأثيره القوي داخل فلسطين وفي بريطانيا والدول الكبرى جعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيداً، في هذه الثورة كان يبلغ معدل العمليات 50 عملية في اليوم الواحد بل وأوفدت بريطانيا أحد أشهر قادتها العسكريين للقضاء علي الثورة وهو الفيلد مارشال مونتجمري الذي قهر روميل ثعلب الصحراء الألماني في الحرب العالمية الثانية لاحقا ورحل مونتجمري عن فلسطين عام 1938 وقد فشل في القضاء علي الثورة الفلسطينية ، في هذه الثورة قُصفت القري الفلسطينية من الجو بالطائرات البريطانية وكان عدد الشهداء مفجعا والخسائر المادية للشعب الفلسطيني قدرت بملايين الجنيهات الإسترلينيه آنذاك ، ورغم شدة القمع البريطاني والصهيوني المتحالف معه لم تفلح بريطانيا وحلفاءها الصهاينة في قمع الثورة ولم تنفع الرسائل السياسية والعسكرية البريطانية في إيقاف الثورة بما في ذلك إعلان بريطانيا في 18 مايو إرسال لجنة ملكية " لجنة بيل " للتحقيق في أسباب " الأضطرابات "، ورفع التوصيات لإزالة أي " ظلامات مشروعة " ومنع تكرارها ، بريطانيا اتبعت كل السبل لوقف تلك الثورة ولم تفلح ، حتي أن الزعيم النازي الألماني أودلف هتلر أُعجب بتلك الثورة حيث قال هتلر لخالد القرقني مستشار الملك عبد العزيز آل سعود في مقابلة رسمية له عام 1938 من أنه معجب كل الإعجاب بكفاح عرب فلسطين وبسالتهم ، وكذلك جاء في بيان رسمي وجهه هتلر إلى الألمان في السوديت حينما كانوا يحاولون الخلاص من حكم تشيكوسلوفاكيا عام 1938 والإنضمام إلى ألمانيا : "إتخذوا يا ألمان السوديت من عرب فلسطين قدوة لكم إنهم يكافحون إنجلترا أكبر إمبراطورية في العالم، واليهودية العالمية معاً، ببسالة خارقة، وليس لهم في الدنيا نصير أو مساعد، أما أنتم فإني أمدكم بالمال والسلاح، وإن ألمانيا كلها من ورائكم"، وطبعا إنتهت هذه الثورة بوعود من ملوك مصر والعراق وشرق الأردن والسعودية بأن فلسطين مشكلتها ستُحل بعد إنتهاء بريطانيا من الحرب العالمية الثانية التي كانت توشك علي دخولها ، وصدق بعض زعماء فلسطين هذا ولم يصدقه البعض الآخر ودعم ملوك الدول العربية الزعماء الفلسطينيين المتهاونين ضد الزعماء الفلسطينيين الشرفاء الذين كانوا يعلمون تمام العلم أن بريطانيا وأنظمتها العميلة لا تكن لفلسطين وشعبها إلا الغدر ، وإنقسم الشعب الفلسطيني لنشاشيبيون - نسبة لآل النشاشيبي - مؤيدون لإنهاء الثورة ، وحسينيون - نسبة لآل الحسيني - مؤيدون لإستمرار الثورة حتي إستقلال فلسطين ، ووقع الإقتتال الفلسطيني / الفلسطيني بين من هادن المحتل بدعم الأنظمة العميله ومن رفض مهادنة المحتل وأنتهت الثورة ، وكان حصادها إستشهاد 5000 وجرح 15000 وإعتقال 108 فلسطينيا ، وكانت خسائر الجيش البريطاني 262 قتيل وجرح 550 بريطانيا ، وكانت خسائر الصهاينة 300 قتيل وجرح 469 وأسر 4 صهاينة. وأتت حرب العام 1948 وكانت نتائجها المعروفه ، وللعلم الجيوش العربية هي من كانت تطلب من الفلسطينيين الخروج من قراهم ومدنهم حتي تنتهي الحرب ويعودوا إلي ديارهم ، بل وفي بعض الحالات جردت الجيوش العربية الفلسطينيين من سلاحهم وتآمرت علي المقاتلين الفلسطينيين والمتطوعين العرب الشرفاء غير النظاميين الذين أتوا للقتال إلي جانب إخوتهم وأشقاءهم الفلسطينيين ، وأيضا بعض الجيوش العربية دخلت فلسطين لأطماع البعض في فلسطين ، وأيضا أسلحة البعض الفاسدة أو كما قيل أنها فاسدة وتواطؤ البعض الآخر ، كان كل ذلك كالطعنة أو قُل الطعنات في ظهر شعب فلسطين والأمة العربية كلها فكانت الضحية من كل هذا التواطؤ والتآمر منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتي اليوم هو شعب فلسطين الذي أُنشئت إسرائيل علي أرضه والشعب العربي المحيط بهذا الكيان الذي عاني من غطرسة وتوسع هذا الكيان ، بس هانت العد التنازلي لكيان العدو إن شاء الله بدأ والربيع العربي - رغم تبعاته الحالية - ستكون نتائجه مستقبلا سوداء علي كيان هذا العدو.
04-27-2018, 12:45 AM
قضيه فلسطين الابديه
أخر 5 مشاركات ضيعتني العاطفه
العرض العادي
