تشاكى صديقان يوماً ما , وهم جلوس’’ على مقهى الحياه ,فظلوا يتحدثون فى دهشاٍ وعُجاب عن هذا وعن فلان ,فهذا لايساوى فى العلم شيئاً وأصبح بالمال فى العنان ,وذاك عنده العلمُ ولكنه فقيرُ المال راضٍ فى جميع الأحيان,فيصمتون قليلاً مفكرين فى حال الدنيا بإمعان,جاهلين فهم الحياةِ وحكمة الرحمن ,فيسألُ أحدهم مرةً والأخرُ يقولُ حمداً لله على الأحزان,فيظلون هكذا وتعكسُ الأدوارُ مراراً وتكرار , وفى وسط الصمتِ حيناً والدهشةُ أحيان, قال أحدهم فى رضاً أصاب قلبه لبرهةٍ من الزمان:. صديقى لا تحزن فعسى وقتُنا لم يحن له بعدُ الأتيان ,صديقى قد أكونُ مفعماً بالمال ولكنى مكبلٌ اليدان , فهكذا ياصديقى الأيام فلكل وقتٍ أذان , فلا تعتل ياصديقى هماً ولا تجعل حياتك كلها أحزان , ألم تسمع أن من استعجل الأشياء قبل الأوان عوقبَ بالحرمان, فياصديقى أنا مؤمنين والمؤمنون لا ينساهم المنان , فأخبرنى إذاً؟ مافائدةُ أن يكون بيدك مال ولكنك جليسُ المكان,لا تستطيعُ حِراكاً ولا تذوقُ لذة الإنعام؟…ياصديقى ألم تسمع ما قال الشاعرُ البنان:. ليست السعادة جمع مالٍ ولكن التقى هوالسعيُد على مدار الأزمانفهيا ياصديقى بنا نسعى فى الحياه فعسى أن تصيبنا نفحة’’ من الرحمان ,تُسعِدُنا أنا وانت على مدار الزمان )