رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثاني ..الجزء 4

...الرجل , ..الجزء , ..الفصل , الثاني , الظل , القرن , رواية

رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثاني ..الجزء 4

الجزء الربع

"غميضة و إنتظار "

طوال حياتي حاولت أن أضع هذا الموضوع عن رأسي قائلا ... كن معقولا فأنت لا زلت صغيرا, و لم تجرب بعد كل شيء, لم أكن أعرف للسكون سبيلا و لم يكن الهدوء يستهويني, بقدر الحماقات و الحركات الغريبة.. ذاك ما كان الناس يسجلون ظاهريا, لكني بنفس القدر كنت أعيش فوضى داخلية و زوبعة فكرية منذ الصغر, و فكرة الموت تشدني و تسألني, لم استطع الإجابة عن كل التساؤلات المتعلقة بها, ما هو الموت؟ و ماهو مصير الموتى الذين نحملهم فوق أكتافنا نحو قبورهم؟ متى سيأتينا الموت؟ هل الموت هو النهاية؟ و كيف نسعد أو نحس بطعم للحياة مادام ضيف إسمه الموت سيزورنا يوما ما ؟... كنت في قمة التشاؤم عندما أخفقت في الإجابة .. منذ ذاك الحين و حال الانطواء و الابتعاد عن الآخر أهم شيء عندي, عدم مصارحته إجتناب البوح له .. حقا أحسستني جد مختلف عن الآخر في مظهري في مشيتي في طريقة كلامي, فلم يكن صمتي وحده من يثير انتباه المخاطب بل حتى نوع العبارات المستعلمة و محل اقحامه إن تكلمت ..و الآن هل تغيرت ؟ أم أنني لا أقبل بالتغيير و أرفضه, أعتقد أنني سأختار أيسر الحلول و أقول أنني لم أتغير لكي لا أجتر كل هذا الكلام, هذا أفضل لي في الوقت الحالي, و لكن يجب علي أن أعترف أنني معرض في أي وقت لتغييرات مرحلية و جزئية مثل المكان و اللباس, و طول الذقن, و النفس, و الأحلام .. الأحلام ؟؟ لا لا هذا غير ممكن لأنني لا أملكها أصلا, و هذا ما لا اتنبه له غالبا حتى يفاجأني أحدهم بسؤالي عنها: هل لديك أحلام .. في البدء تكون لدي ثورة معتقدا أنني أملك الجواب, لكن سرعان ما أتراجع و أصمت, هذا ما أعطى حياتي هذا المظهر اللامنسجم .. ها قد بدا لي هذا الحديث سئما و عقيما, و أحس أنني لا أستطيع المواصلة فيه, أعتقد أنني إن حالفني الحظ و كان رأيي صحيحا فإن جميع العلامات تنذر بانقلاب جديد في حياتي, كما حدث لي سابقا لكن بشدة أقوى هذه المرة لذا سأكف و أصمت .

بعد مرور مدة طويلة في صمت عميق و كل واحد ينظر أمامه و لا يقدر على الإلتفات للآخر كنا نفكر على ما أعتقد ..

- لابد أنك من محبي الكلاب.
- ( موجها وجهي للأرض )... ربما.
- جميل إبني كان مثلك
- و ما المشكلة هل تريد أن تقول أنني إبنك الذي تبحث عنه أنت و أبحث عنه أنا أيضا.
-نعم لكي نجد حلا لهذه المشكلة ,و نتخلص من هذا العبث.
أنهض من مكاني و أتمشى إلى الأمام بضع خطوات أرفع رأسي و أنزع قبعتي أنظر بداخلها ..
- كم الساعة الان؟
-ربما نحن في وقت الغروب لأن الشمس سقطت من أعلى السماء و وجهي الذي كان مضاءا قبل مدة لم يعد كذلك
-هل تعلم ؟
-ماذا؟
-أنني تعبت من الجلوس في هذا المكان بلا هدف ..
-و ما المعمول علينا أن ننتظر الطفل الذي تنتظره أنت لأنك قلت أنه إبني
-لا أعتقد أنه سيأتي اليوم ربما أجل مجيئه إلى غد أو ربما ..
-ربما ماذا؟
-ربما كبر الطفل و أصبح شابا و لم يعد مجديا أن نناديه طفلا.
-مثلك ؟
-أجل
-إذا أنت هو إبني
-لا لا لا لأنه إن صح أنني هو إبنك هذا فسأصبح أبحث عن نفسي إذا أنا مجنون على هذا الأساس
-و إبني أيضا كان مجنونا
-أتدعي أنني مجنون هذا غير صحيح لأنني قدمت للكلب جزرة محاولا إنقاذه من الموت ..
-نعم هذا صحيح
-هيا لنذهب الآن و نعود غدا
سكون لا أحد يتحرك .. تمر مدة
- لا نستطيع ..
-ماذ أعتقد أننا أنهينا عملنا اليوم هنا هل بقي شيء آخر لم نفعله.
-علينا أن ننادي على أحدهم ليرى هل أنت هو إبني أم لا لكي نتأكد هل نعود غدا أم لا.
-على من ننادي إذا ؟
-سننتظر أول من يظهر ننادي عليه
-أنت من محبي الانتظار أيضا.
-نعم مثلك.
-في الإنتظار ماذا سنفعل ؟
-لنلعب لعبة ما
-نلعب الغميضة ما رأيك؟
-متفق أنا سأختبأ أولا.
ينهض من مكانه

و يجري اإى مخبأه الذي اختاره .


و أبدأ العد
واحد إثنان نلانة أربعة خمسة ...عشرة لقد إنتهى العد

أنا من الذين يتجاهلون الكثير من الأمور, و لا أنبش جيدا في خباياها, فقط أعيش في سلام لكي لا أتسبب في ألم الآخرين, و لا أبحث كثيرا و لا أجيد البحث أصلا, و بالتالي كيف سأصل لهذا الرجل المختبأ, إن الأمر جد متشابك أمامي هل أبدأ يمينا أو يسارا, هذا هو منتهى العبث أبحث عن رجل مختبأ لا أعرفه و يقول إنني إبنه في انتظار من يأتي ليرى هل أنا كذلك, و بعدها سأصبح إبنه الوحيد الذي فر منه و الذي يبحث عنه و أبحث عنه أنا, و بالتالي سنجد ما نبحث عنه نحن الإثنين لكي لا نعود غدا لهذا المكان, لقد تعبت من هذا العبث وعلي لن أجد الرجل لأتخلص منه فورا
- أين أنت ؟
-لا أعتقد أنك ستجدني
-أنا كذلك
أبحث بجد لكن دون جدوى أبتعد عن موقعنا قليلا و أرفع رأسي و أحدق بعيناي و أديرهما لا فائدة ..أعود لمكاني و أجلس لأستريح ..
-(بصوت عال) لقد استسلمت حاول أن تظهر في أقرب وقت لا أريد أن أبقى وحيدا
-لا تستسلم لا تكن جبانا ابحث بجد أنا قريب منك
في الواقع كثيرا ما أستسلم قبل أن أخطو خطوة تريد أن تبحث عن شيء هو قريب منك و لا تستطيع قد تكون إما جهلا أو ضعفا يكون ما تبحث عنه قرب قدميك لكني لا أفكر في أن أنحني لأجده و يضيع وقتي بسرعة و تراودني أفكار سيئة عن نفسي لا أقدر على إيقافها
-لا أعتقد أنني سأنجح لست متشائما لكن هذا هو الواقع أعطني إشارة لأستمر في البحث
-أنت دائما في حاجة لمساعدة عليك الإعتماد على نفسك هذه المرة
-صمت في إنتظار الاشارة
-قرب الجزرة ..
-نعم أنت في غرفة الكلب
أمسك بحذائي الذي نزعته و أجري نحو الغرفة .. جثة الكلب لا زالت في مكانها و الرجل جالس القرفصاء بجنبها ..
-حدسك قوي بسرعة وصلت إلي لكن لماذا الحذاء؟؟
- لأضع فيه الجزرة كي لا تضيع مني
.. لماذا اخترت هذا المكان ؟

-لأنك لن تأتي إليه فجثة الكلب ستمنعك.
-انس الأمر
-أنظر ماذا وجدت

الموضوع الأصلي: رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثاني ..الجزء 4 || الكاتب: ضوء || المصدر: منتديات كلك غلا

https://www.klk-gla.com/vb

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات