العودة   منتديات كلك غلا > ۩ المنتدى الأدبي ۩ > ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑

๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ ۞ قصص وروايات لتمتعو بها قلوبكم وعقولكم ۞

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-03-2018, 03:58 PM
النجاح
كلي حلا غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 2397
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4784 يوم
 أخر زيارة : 08-25-2019 (06:13 AM)
 المشاركات : 2,044 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : كلي حلا is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصة الاعور الدجال




قصة الاعور الدجال ، المسيح الدجال القصة كاملة يرويها الرسول عليه السلام .


بسم الله الرحمن الرحــــيــم



عن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب .. ألا إنّه أعور ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه : " ك . ف . ر" متفق عليه .
بهذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه عن المسيح الدجال .
فقال له أصحابه : يا رسول الله ؛ أكثرْتَ الحديث عنه ، فخفنا ، حتى ظنناه قريباً منا ، وكأنه سيطلع علينا بعد قليل من ناحية هذا النخيل .
قال صلى الله عليه وسلم : غيرَ الدجال أخوفني عليكم ، إذا خرج فيكم فأنا حجيجه دونكم – أكفيكم مؤونته - ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيجُ نفسه – فكل منكم مسؤول عن نفسه - ، والله خليفتي على كل مسلم .
قالوا : يا رسول الله صفه لنا .
قال : إنه شاب شديد جعود الشعر ، عينه اليمنى بارزة ناتئة كأنها عَنَبةٌ ، قد ذهب نورُها ، أعور ، يدّعي الألوهية ، مكتوب على جبينه : كافر ... يرى المؤمن ذلك واضحاً .
قالوا : فمن أين يخرج يا رسول الله ؟.
قال : يخرج من طريق بين الشام والعراق ، فيعيث فساداً في الأرض أينما ذهب .
قالوا : فما لبثه في الأرض ؟ - كم يبقى في الأرض –
قال : أربعون يوماً : يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم .
قالوا : يا رسول الله ؛ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ - فالصلاة للمسلم كالماء للحي ، لا يعيش دونها .
قال : لا : اقدروا له قدْرَه ... - فلا بد من تقسيم الوقت في هذا اليوم ، وكأنه سنة - .
قالوا : فمن يتبعه ؛ يا رسول الله ؟ .
قال : يتبع الدجالَ - من يهود أصفهان – سبعون ألفاً عليهم الطيالسة " ثياب اليهود المزركش بالأخضر " .
قالوا : يا رسول الله ؛ كيف سرعته في الأرض ؟.
قال : كالغيث استدبرته الريح – إسراع المطر الذي تسوقه الريح بشدة ، فيصل إلى كل بقاع الأرض - .
قالوا : أيدخل كل البلاد ويفسدها؟! .
قال : ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال ، إلا مكة والمدينة ، تحول الملائكة بينه وبينهما صافـّين يحرسونهما . فإن وصل المدينة نزل بالسبخة القريبة منها ، فترجف المدينة ثلاث رجَفات ، يُخرج الله منها كل كافر ومنافق .
قالوا : فماذا نفعل ، إن ظهر ونحن أحياء ؟
قال : انفروا في الجبال ، ولا تقفوا في طريقه ، فما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف .
قالوا : فما الذي يفعله ؟!
قال : يأتي على القوم ، فيؤمنون به ، ويستجيبون له . فيأمر السماء ، فتمطر، والأرضَ فتنبت، وتعود عليهم إبلهم وبقرهم وأغنامهم ضخمة الأجسام ، ممتدة في الطول والعرض سِمَناً ، ويكثر لبنُها . – وهذا استدراج كبير نسأل الله الثبات على دينه - .
ويمر بالخِربة التي هجرها أهلها منذ غابر الأزمان ، فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كذكور النحل المجتمعة ، فيزداد أتباعُه به ضلالاً .
ويأتي على القوم ، فيدعوهم ، فيردون عليه قوله ، ويثبتهم الله على الإيمان ، فينصرف الدجال عنهم ، فيصبحون ممحلين ، ينقطع الغيث عنهم ، وتيبس الأرض والكلأ ، ليس في أيديهم شيء من أموالهم ولا أنعامهم ، نسأل الله أن يثبتهم على دينهم .
قالوا : يا رسول الله ؛ أمعه شيء غير هذا ؟.
قال : نعم .... فمن ذلك أن الدجال يخرج ومعه ماء ونار . فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد وعذب . فمن أدركه منكم فلْيقعْ في الذي يراه ناراً ، فإنه ماء عذب طيب .
قالوا : يا رسول الله ؛ أفلا نحاجه ، ونكذّبه ؟ .
قال : لا يظنّنّ أحدكم أنه قادر على ذلك . فإذا ذهب إليه فتنه ، فتبعه ، فضلّ وكفر .
قالوا : فمن أعظم شهادة عند رب العالمين إذ ذاك ؟.
قال : يتوجه إليه رجل من المؤمنين ، فيتلقّاه مقدّمة جنود الدجال ... فيقولون له : إلى أين تذهب أيها الرجل ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه إله ... فيتعجبون من جوابه ، ويسألونه : أوَ ما تؤمن بربنا ؟! فيقول : هذا ليس رباً ، إنما ربكم الذي خلق السموات والأرض ، وما هذا إلا مارق كافر .
فيثورون فيه ، ويتنادَون لقتله ، ويهمّون بذلك ، لولا أن كبيرهم يذكّرهم أن الدجال أمرهم أن لا يقتلوا أحداً حتى يُعلموه بذلك . فيقيّدونه وينطلقون به إلى الدجال .
فإذا رآه المؤمن صاح بأعلى صوته : أيها الناس ؛ لا يغرنكم هذا الشيطان ، فإنه أفـّاك دجال ، يدّعي ما ليس له ، هذا الذي حذركم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فيشتد غضب الدجال ، ويأمر زبانيته ، فيوثقونه مشبوحاً ، ويوسعون ظهره وبطنه ضرباً . فيقول الدجال مغضباً آمراً رجاله أن يُؤذوه ويشجوه ، فيزداد الرجل المؤمن إيماناً .
حينذاك يأمر الدجال رجاله أن ينشروه بالمنشار من رأسه إلى أن يفرق بين رجليه ، فيفعلون ، ويُبعدون القسمين أحدهما عن الآخر ... فيمشي الدجال بينهما مستعرضاً ألوهيته ، فيخر الناس ساجدين له ـ فينتشي عظمة وخُيلاء .
ثم يقول له : قم .. فيقترب النصفان ، فيلتحمان ، فيعود الرجل حياً ، فيقول له الدجال : أتؤمن بي إلهاً ؟ . فيتهلل وجه المؤمن قائلاً : ما ازددت فيك إلا بصيرة ، وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنك ستفعل بي ذلك .
ينادي الرجل بأعلى صوته : انتبهوا أيها الناس ، إنه لن يستطيع أن يفعل بعدي بأحد من الناس شيئاً ، لقد بطل سحره ، وعاد رجلاً مسلوب الإرادة كما كان . فيأخذه الدجال ليذبحه ، فلا يستطيع إليه سبيلاً ، لأن الله تعالى جعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً ، فيأخذ الدجال بيديه ورجليه فيقذف به . فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار ، وإنما ألقي في الجنة .
فهذا أعظم شهادة عند رب العالمين .
قالوا : يا رسول الله ؛ كيف ينقذنا الله من فتنة الدجال ؟
قال : في هذه اللحظة – حين يبلغ السيل الزبى – يرسل الله أخي عيسى ، ليكون السهم الذي يصمّ به عدوّ الله وعدوّكم .
قالوا : وأين يكون عيسى عليه السلام ، يا رسول الله ؟.
قال : إنه في السماء ، رفعه الله تعالى إليه حين مكر اليهود به ، وأرادوا قتله . ورعاه هناك ليعود إلى الأرض في الوقت الذي قدّره الله تعالى ، وللأمر الذي يريده سبحانه .
قالوا : صفه لنا ، يا رسول الله ؟ .
قال : ينزل عند المنارة البيضاء ، شرقيّ دمشق ، يلبس ثوبين جميلين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه انحدر منه ماء الوضوء ، وإذا رفع رأسه انحدر منه قطرات الماء كأنها اللؤلؤ الصافي . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا أن يموت ،وينتهي نفَسُه إلى حيث ينتهي طَرْفُه.
قالوا : أليس في ذلك الوقت جماعة للمسلمين ؟.
قال : بلى ، إنه المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، بعد أن مُلئت جَوراً وظلماً . ينصر الله المسلمين على يديه ، إنه من آل بيتي ، من ولد الحسن بن علي ، وهو الذي يفتح روما عاصمة الروم " الإيطاليين " ، يبيد جيوش أوربة الكافرة .
قالوا : ولم يجتاح الدجال البلاد ، والمسلمون أقوياء إذ ذاك ؟! .
قال : ألم أقل لكم : إنها الفتنة الكبرى ، حيث يرتد كثير من المسلمين على يد المسيح الدجال .
قالوا : وأين يكون المهدي ؛ يا رسول الله ؟
قال : في القدس يحاصره الدجال ، ويحاول اقتحامها ليجعلها عاصمته الأبدية ، عاصمة اليهود ودجالهم . والمهدي وجنوده يدافعون عنها ، ويقاتلون ما وسعهم القتال .
قالوا : وماذا يفعل المسيح عليه السلام حين ينزل في دمشق ؟.
قال : ينطلق إلى القدس ، فيدخلها ، فيتعرف المهديّ عليه والمسلمون ، ويفرحون لنزوله ، فيستلم قيادة المسلمين ، ويهاجم الدجال .
قالوا: فماذا يفعل الدجال حين يسمع بعيسى عليه السلام قادماً ؟.
قال : يفر من بين يديه إلى اللد ؛ وهي مدينة في فلسطين ، قريبة من القدس ، لكنّ عيسى عليه السلام يتبعه ، ويطعنه برمحه ، فيذوب بين يديه كما يذوب الملح في الماء ... ويرفع الله الهمّ والغمّ عن المسلمين ، ويحدثهم عيسى رسول الله بدرجاتهم في الجنة ، ويمسح عن وجوههم بيده الشريفة ، فما في الدنيا إذ ذاك أعظم سعادة منهم .

رواه مسلم


الدجال موجود منذ حياة النبي عليه الصلاة والسلام الي أيامنا هذه وهو قريب عهد بالخروج ولا يخرج حتى يأذن الله بذلك والدليل على حياته منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام الي أيامنا هذه ما أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرعا فصعد المنبر ونودي في الناس الصلاة : جامعة فاجتمع الناس
فقال : (( يا أيها الناس إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن تميما الداري أخبرني أن نفرا من أهل فلسطين ركبوا البحر فقذف بهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة أشعر لا يدرى ذكر هو أم أنثى لكثرة شعره )).
فقالوا : من أنتَ ؟
فقالت : أنا الجساسة .
فقالوا : فأخبرينا .
فقالت : ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم ولكن في هذا الدير رجل فقير إلى أن يخبركم وإلى أن يستخبركم .
فدخلوا الدير فإذا هو رجل أعور مصفد في الحديد .
فقال : من أنتم ؟
قالوا : نحن العرب .
فقال : هل بعث فيكم النبي ؟
قالوا : نعم .
قال : فهل اتبعه العرب .
قالوا : نعم .
قال : ذاك خير لهم .
قال : فما فعلت فارس هل ظهر عليها ؟
قالوا : لا .
قال : أما إنه سيظهر عليها .
ثم قال : ما فعلت عين زغر ؟.
قالوا : هي تدفق ملأى .
قال : فما فعل نخل بيسان ؟
هل أطعم ؟
قالوا : نعم أوائله .
قال : فوثب وثبة حتى ظننا أنه سيفلت .
فقلنا : من أنت ؟
فقال : أنا الدجال .
أما إني سأطأ الأرض كلها غير مكة وطيبة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أبشروا معاشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها )).
وأما هل ابن صياد هو المسيح الدجال فالجواب : لا
وقد اختلف أهل العلم من السلف والخلف في هذه المسألة على قولين :
فذهب بعضهم إلى أن ابن صياد هو المسيح الدجال واحتجوا بعدة أدلة :
الأول : أن ابن عمر وجابر رضي الله عنهما كانا يحلفان أن ابن صياد هو الدجال لا يشكان فيه فقيل لجابر : إنه أسلم .
فقال : وإن أسلم .
فقيل : انه دخل مكة وكان فى المدينة .
فقال : وان دخل .
وأخرج الشيخان عن محمد بن المنكدر قال : رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصائد الدجال .
قلت : تحلف بالله ؟!!!
قال : إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج أبو داود باسناد صحيح عن ابن عمر أنه : كان يقول والله ما أشك أن ابن صياد هو المسيح الدجال .
الثاني : ما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال : دعني يا رسول الله أضرب عنقه – أي ابن الصياد .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله .
وبالفعل لم يقتله عمر رضي الله عنه .
وأصرح من ذلك رواية ابن مسعود في مسلم بلفظ : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله .
الثالث : ما أخرجه مسلم في صحيحه عن نافع قال لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة .
فقال له : قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة .
فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها.
فقالت له : رحمك الله ما أردت من ابن صائد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما يخرج من غضبة يغضبها .
الرابع : ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن صياد قال له : أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كافر وأنا مسلم ؟
أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة ؟!!
أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة ؟!!!
قال أبو سعيد الخدري : حتى كدت أن أعذره .
ثم قال : أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن.
قال : قلت له تبا لك سائر اليوم .
والشاهد : قوله : قال أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن .
وفي رواية أخرى عند مسلم : أما والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه .
قال : وقيل له أيسرك أنك ذاك الرجل ؟
قال : فقال لو عرض علي ما كرهت .
الخامس : ما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن صياد : تشهد أني رسول الله ؟
فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين .
فقال ابن صياد : للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله ؟
فرفضه .
وقال : آمنت بالله وبرسله .
السادس : ما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن صياد ماذا ترى ؟
قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خُلِّط عليك الأمر .
وهذه هي حاصل ما استدل به أهل هذا المذهب .
وذهب آخرون إلى أن ابن صياد غير المسيح الدجال وهذا القول أقوى وأرجح وله أدلته وفيها ما يرد أدلة المخالفين :
أولاً : أنه لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يفيد أن ابن صياد هو المسيح الدجال رغم عظم فتنته واشتداد موقفه ومعارضته لرسول الله عليه الصلاة والسلام بمحضر الصحابة ولو كان هو المسيح الدجال لأخبر عنه الصحابة وما أخر بيانه عن وقت الحاجة وخصوصاً أنه عاش بين أظهر صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام والوحي يتنزل بل أعرض النبي عليه الصلاة والسلام عن أن يشبه الدجال به فضلاً عن كونه هو الدجال وشبهه بغيره .

ففي صحيح البخاري عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر ولكن قال بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء .
فقلت من هذا ؟
قالوا : ابن مريم .
فذهبت ألتفت : فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية .
قلت : من هذا ؟
قالوا : هذا الدجال وأقرب الناس به شبهاً ابن قطن .
قال الزهري : رجل من خزاعة هلك في الجاهلية .
قلت : فأكثر ما يؤخذ من الأدلة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان متوقفاً في أمره ومما يؤكد ذلك ما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال : دعني يا رسول الله أضرب عنقه – أي ابن الصياد .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله .
فظاهر الرواية أنه عليه الصلاة والسلام كان متردداً في أمره .
وقد قال النووي في الشرح : قال العلماء وظاهر الأحاديث أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يوح اليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره وانما أوحى اليه بصفات الدجال وكان فى ابن صياد قرائن محتملة فلذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ولهذا قال لعمر رضى الله عنه ان يكن هو فلن تستطيع قتله أ.هـ
وقال البيهقي في كتاب البعث والنشور : وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى الله تعالى بها عباده فعصم الله تعالى منها المسلمين ووقاهم شرها .
وليس فى حديث جابر أكثر من سكوت النبى صلى الله عليه وسلم لقول عمر فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان كالمتوقف فى أمره ثم جائه البيان أنه غيره كما صرح به فى حديث تميم أ.هـ
ثانياً : أخرج الشيخان عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر .
وقد جاءت الروايات الأخرى في شأن ابن الصياد خلاف ما جاءت في المسيح الدجال من حيث هذه الأوصاف .
ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أن ابن صياد قال له : يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كافر وأنا مسلم؟.
ولتمام الفائدة قال ابن صياد أيضا له : أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة ؟
أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة ؟
فالمسيح الدجال كافر وليس له ولد وابن صياد أعلن اسلامه وله ذرية .
ثالثاً : أن أحاديث المسيح الدجال تثبت أنه حي وسيخرج في آخر الزمان وروايات ابن الصياد تُثبت أنه فُقِد يوم الحرة وفي بعض الروايات أنه لما مات كشفوا عن وجهه فرآه الناس .
وتوضيح ذلك أنه جاء في شأن المسيح الدجال ثبوت حياته في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وأنه لا زال حياً حتى الآن وأنه سيخرج في آخر الزمان ما سبق في قصة تميم ومن معه من حديث الجساسة .
و خلافه تماماً ما جاء في شأن الصياد ففي سنن أبي داود باسناد صحيح عن جابر قال فقدنا ابن صياد يوم الحرة .
فكيف يكون مفقوداً إلا وقد عاش بين أظهرهم وبدليل حديث أبي سعيد السابق بخلاف حديث تميم فإنه يثبت أنه مقيد ولم يؤذن له بعد بالخروج حتى مات النبي عليه الصلاة والسلام.
رابعاً : أن الناظر إلى أحاديث المسيح الدجال يجد أنها تحدد زمانه وحياته وعيشه بين الخلق بخلاف مدة حياة ابن صياد فإنها لم تكن محددة بنص .
ففي صحيح مسلم يتحدث النبي عليه الصلاة والسلام عن المسيح الدجال بوضوح لا يحتاج لا مزيد فعن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا .
فقال : ما شأنكم ؟
قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل.
فقال: غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا .
يا عباد الله : فاثبتوا .
قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟
قال : أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم .
قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟
قال : لا اقدروا له قدره .
فلو كان المسيح الدجال هو ابن صياد لكان نبينا حجيجه ولقال هذا هو الدجال فاحذروه ولكن ما حصل ذلك منه وحاشا أن يخفي أمره وخصوصاً أنه عاش بعد هذا الحديث فترة من الزمن والوحي يتنزل .
ولو كان المسيح الدجال هو ابن صياد لانطبقت أوصاف الدجال عليه تلكم الأوصاف التي ذكرها نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله : إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن .
ولكن مع ذلك لم يرد ما يفي أن هذه هي أوصافه .
ولو كان المسيح الدجال هو ابن صياد لقال لأصحابه إنه الدجال فاقرأ عليه فواتح سورة الكهف .
ولو كان المسيح الدجال هو ابن صياد لأقدر الناس لصلاتهم قدراً في المدة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ولكن هناك بوع كبير بين ابن صياد وبين الدجال الأعور .
وقد يقول قائل وقد قيل : إن ما أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام آخر الزمان من أمر الدجال لا ينافي أن يظهر ابن الصياد في آخر الزمان ويكون هو المسيح الدجال فيرد عليه بأن حديث الجساسة كان في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام وفيه أن تميماً رأى المسيح الدجال مقيداً ولم يخرج بعد فهلا قال النبي عليه الصلاة والسلام قد خرج إنه ابن صياد فاثبتوا يا عباد الله فقد وصفته لكم وإنه هذا وسيظهر بأوصاف أخرى آخر الزمان غير أوصافه هذه وإنه سيوصف بالمسيح الدجال وما إلى ذلك مما يندرج تحت هذه التساؤلات وقبل ذلك كله عندنا قاعدة مطردة وهي قول علماءنا : لا يؤخر نبينا عليه الصلاة والسلام البيان عن وقت الحاجة .
والصحابة كانوا من أشد الناس حاجة لمعرفة هل المسيح الدجال هو ابن صياد أم لا ؟
مع أنهم اختلفوا وخلافهم ليس بحجة على بعضهم بل الحجة مع الطرف الأقوى الذي يسنده الدليل .
خامساً : أن ابن الصياد رجل ضعيف لا يملك ما يملكه المسيح الدجال من القوة التي فطره الله عليها فتأمل في الروايات السابقة في ابن صياد وواقعه في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام وواقعه في زمن الصحابة مع نظرك في واقع الدجال من خلال ما أخرجه مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا وفي الحديث :قال الصحابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وما إسراعه في الأرض ؟
قال :كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ .
فالدجال يطارد الخلق ويهلك الحرث والنسل ويفسد العقائد ويدعي الربوبية وابن صياد رجل يهجره الخلق ويشكي حاله منهم ويطلب من يعطف عليه وليس له قوة تقهر الخلق وتذلهم .
سادساً : أن ابن الصياد رجل من أهل المدينة عاش في أوساط الناس منذ الصغر وعرف بذلك واسمه عبد الله بن صياد كما صح ذلك مصرحاً باسمه .ويقال له ابن صياد أو ابن صائد وجاء أن اسمه : صافي ولعل هذا وصفه إذ يطلق الإسم على الوصف في اللغة والعكس أو أن اسمه صافي وغيَّره إلى عبد الله - كل ذلك - محتمل .
وقد سبق ذكر كافة هذه الروايات .
وأما الدجال فلا يصح في اسمه إلا ما عرف به من كونه ( المسيح الدجال ) وصح أن المدينة تحرم عليه ولا يدخلها أبداً
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق .
لكن قد يقول قائل : وما جوابك عمن قال إن ابن صياد هو الدجال وما ردك على أدلتهم ؟
والجواب : ما سبق وكذا ما يأتي :
أولاً : احتجاجهم أن ابن عمر وجابر رضي الله عنهما كانا يحلفان أن ابن صياد هو الدجال لا يشكان فيه فقيل لجابر إنه أسلم .
فقال : وأن أسلم .
فقيل : انه دخل مكة وكان فى المدينة .
فقال : وان دخل .
وكذا ما ذكروا عن محمد بن المنكدر قال رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصائد الدجال .
قلت : تحلف بالله ؟
قال : إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذا ما جاء عن ابن عمر أنه : كان يقول والله ما أشك أن ابن صياد هو المسيح الدجال .
فجواب ذلك كله : أنهم لم يجدوا من النبي عليه الصلاة والسلام ما يقطع أن بينهما فرقاً وخصوصاً أن ابن الصياد كان كثير الكذب والدجل فشابهت بعض دعواه دعوى الدجال الأكبر ومن أعظم ذلك قوله للنبى صلى الله عليه وسلم أتشهد أنى رسول الله ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب وأنه يرى عرشا فوق الماء وأنه لايكره أن يكون هو الدجال وأنه يعرف موضعه وقوله إنى لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن وانتفاخه حتى ملاء السكة ونحوها من الموهمات لبعض سلفنا في كونه المسيح الدجال.
وهذه لا تكون كافية عند التحقيق في كونه المسيح الدجال وخاصة أنها عورضت بما أسلفنا ولو لم نذكر سوى حديث الجساسة وهو الذي اعتمده كدليل قطعي البيهقي في كتابه البعث والنشور.
ولكن لماذا لا تكون كافية ؟
الجواب :
لإ مكان دفعها بما هو أقوى منها وأرجح ومن ذلك ما سبق ذكره آنفاً ، بالإضافة إلى أن ابن صياد لم يكن واضحاً في تخاطبه مع السلف بل كان رجلاً دجالاً رغم أنه أعلن إسلامه فقد كذب كثيراً حتى أوقع الشك في نفوس بعض السلف الأمر الذي جعل بعضهم يقطع في كونه الدجال وفي مقدمة ذلك عمر ابن عمر وجابر رضي الله عنهم .
ومن دجله وكذبه ما يأتي :
الأول : ما أخرجه الشيخان عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب ابن صياد الحلم فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال لابن صياد تشهد أني رسول الله ؟
فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين .
فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله؟
فرفضه وقال آمنت بالله وبرسله .
فقال له ماذا ترى ؟
قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت لك خبيئا .
فقال ابن صياد هو الدخ فقال اخسأ فلن تعدو قدرك .
فقول : ابن صياد (أشهد أنك رسول الأميين ) يدل على أنه يهودي دجال لا يعترف بالحق الذي في كتاب التوراة .
وقوله : أتشهد أني رسول الله يدل على دجله وإفكه .
وقوله : يأتيني صادق وكاذب . يدل أنه يدعي علم الغيب .
فهذه قرائن محتملة أوقعت الشك فيه في كونه الدجال الأكبر الأعور .
أما قوله عليه الصلاة والسلام : إني قد خبأت لك خبيئا فقال ابن صياد هو الدخ فقال اخسأ فلن تعدو قدرك .
فظاهره أن ابن صياد كان يتعامل مع الكهنة والدجالين فأراد من قوله : الدخ الدخان وغالبا أن المشعوذين يثيرون الدخان عند الكهانة والشعوذة وفيه إشارة إلى آية الدخان .
قال الخطابى : وأما امتحان النبى صلى الله عليه وسلم بما خبأه له من آية الدخان فلأنه كان يبلغه ما يدعيه من الكهانة ويتعاطاه من الكلام فى الغيب فامتحنه ليعلم حقيقة حاله ويظهر ابطال حاله للصحابة وأنه كاهن ساحر يأتيه الشيطان فيلقى على لسانه ما يلقيه الشياطين الى الكهنة فامتحنه باضمار قول الله تعالى : (( فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين )) .
وقال : خبأت لك خبيئا.
فقال : هو الدخ أى الدخان وهى لغة فيه .
فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : اخسأ فلن تعدو قدرك أى لاتجاوز قدرك وقدر أمثالك من الكهان الذين يحفظون من القاء الشيطان كلمة واحدة من جملة كثيرة بخلاف الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فانهم يوحى الله تعالى اليهم من علم الغيب ما يوحى فيكون واضحا كاملا وبخلاف ما يلهمه الله الأولياء من الكرامات والله أعلم أ.هـ
الثاني : ما أخرجه مسلم في صحيحه عن نافع قال كان نافع يقول ابن صياد قال قال ابن عمر لقيته مرتين .
قال : فلقيته فقلت لبعضهم هل تحدثون أنه هو ؟
قال لا والله .
قال : قلت كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا فكذلك هو زعموا اليوم .
قال فتحدثنا ثم فارقته .
قال : فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه .
قال : فقلت متى فعلت عينك ما أرى ؟
قال : لا أدري .
قال : قلت لا تدري وهي في رأسك .
قال : إن شاء الله خلقها في عصاك هذه .
قال : فنخر كأشد نخير حمار سمعت .
قال فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت وأما أنا فوالله ما شعرت .
قلت : فَكَثْرَتُ كذباته على ابن عمر ودجله عليه أوقعت فيه شيئا من القطع في كونه الدجال الأعور.
وهناك قرائن أخرى اعتمدها السلف سيأتي ذكرها والجواب عليها إن شاء الله .
ثانياً : احتجاجهم بما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال دعني يا رسول الله أضرب عنقه – أي ابن الصياد .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله .
وبالفعل لم يقتله عمر رضي الله عنه .
وأصرح من ذلك رواية ابن مسعود في مسلم بلفظ : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله .
والجواب : أن قوله عليه الصلاة والسلام : دعه فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله .
له مقامان :
المقام الأول : أن النبي عليه الصلاة كان متوقفاً فيه أنه لم يوح إليه في أمره ما يرفع عنه هذا التوقف حتى جاءه تميم الداري بأمر الجساسة والذي فيه كما في رواية أبي داود : فإذا أنا بامرأة تجر شعرها .
قال : ما أنتِ ؟
قالت: أنا الجساسة اذهب إلى ذلك القصر فأتيته فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ينزو فيما بين السماء والأرض .
فقلت : من أنت ؟
قال : أنا الدجال خرج نبي الأميين بعد ؟
قلت : نعم .
قال : أطاعوه أم عصوه .
قلت : بل أطاعوه .
قال : ذاك خير لهم .
وفي رواية أخرى :حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه فذكر الحديث وسألهم عن نخل بيسان وعن عين زغر وعن النبي الأمي ؟؟؟؟
قال : إني أنا المسيح وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : وإنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو مرتين وأومأ بيده قبل المشرق .
وكل هذه الروايات صحيحة تؤكد خلاف ما كان يظنه بعض السلف وتوافق البعض الآخر من سلفنا ممن يقول : إن ابن صياد ليس بالدجال الأعور .
المقام الثاني : أنه أراد أن يبين له أن أمره كوني أزلي في كون عمر يستطيع قتله أو لكونه يتعلق بمشيئة الله فذكر له الحكم ليس غير وهذا محتمل ولو أخذناه على إطلاقه لقلنا نبينا حجيجه لأنه هو الذي يقول كما في صحيح مسلم : إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم .
ثالثاً : احتجاجهم بما أخرجه مسلم في صحيحه عن نافع قال لقي ابنُ عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة .
فقال له : قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها .
فقالت له : رحمك الله ما أردت من ابن صائد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما يخرج من غضبة يغضبها .
فهذا اجتهاد من حفصة رضي الله عنها فقد حملت بعض كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام على ما حصل من ابن صياد كما يجاب على ذلك أن ظاهره كان يتعامل مع بعض الجان وهذا شأن كثير من السحرة والمشعوذين .
ومثل ذلك قد شُهِر عن المردة والكهنة والشياطين وهذا ما أجاب به بعض مشايخنا رحمهم الله .
وكلام حفصة رضي الله عنها يوحي أنه قد خرج في زمان الصحابة وهذا يخالف واقع الأدلة فإنه لا يخرج حتى تنقضي علامات الساعة الصغرى ولم تنقض بعد في زمن السلف بل ولا زال بعضها يتسلسل إلى زماننا هذا علامةً علامةً .
ثم الدجال لا يخرج إلا بعد ظهور المهدي وقد توسعنا في ذلك في غير هذا الموضع فليراجع .
رابعاً : احتجاجهم بما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن ابن صياد قال له : أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن .
وفي رواية أخرى عند مسلم : أما والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه.
قال وقيل له : أيسرك أنك ذاك الرجل ؟
قال : فقال لو عرض علي ما كرهت !!.
فجوابه : ما سبق في كون من تعامل مع الجن والشياطين يأتي بما هو أدهى وأمر .
وقد قال بعضهم إن الأدلة تكذب ابن صياد ولعله من الجان أو تلبس بالجان .
لكن قال الخطابي كما في شرح مسلم : واختلف السلف فى أمره بعد كبره فروى عنه أنه تاب من ذلك القول ومات بالمدينة وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس وقيل لهم اشهدوا .
وقوله هذا يثبت أنه كان دجالاً من البشر وليس من الجان ثم تاب ومات على ذلك .
خامساً : احتجاجهم بما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن صياد تشهد أني رسول الله فنظر إليه ابن صياد ؟
فقال : أشهد أنك رسول الأميين فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله ؟
فرفضه وقال آمنت بالله وبرسله .
فجوابه قد سبق كما في الفقرات الآنفة الذكر .
سادساً : احتجاجهم بما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن صياد ماذا ترى ؟
قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب فقال النبي صلى الله عليه وسلم خُلِّط عليك الأمر .
وهذا سبق أيضاً الجواب عليه بما لا يحتاج إلى مزيد .
ويضاف إلى كل ما سبق أن ابن صياد رجل صاحب ذرية للأدلة السابقة ومن أبنائه التابعي أبو أيوب عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري المدني وهو ثقة من أهل الحديث وقد أخرج له بعض أهل السنن وأهل المسانيد شيئاً من الأحاديث الصحيحة وأما الأعور الدجال فلا ذرية له ولا أبناء كما في حديث أبي سعيد الذي سلف ذكره .
ثم لو كان ابن صياد هو الدجال الأكبر الأعور لأمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتله لأن فتنته عظيمة ولكنه ما أَمَرَ بل وعارض عمر في قضية قتله أو نقول ما شجعه .
وأما قول البيهقي : إن عدم أمره لقتله كان لأمرين :
الأول : أنه كان كالمتوقف فيه .
الثاني : أنه كان في أيام مهادنته لليهود .
فكلام حسن إلا أن الأمر الثاني لا يمانع قتله وإن وجدت الهدنة بينه وبين اليهود متى تيقن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن ابن صياد هو المسيح الدجال لخطر أمره وفتنته التي هي أعظم الفتن على الإطلاق إذ لا هدنة في الإسلام يغلب ضررها على الأمة ومن ادعى خلافه فليبين دليله من كتاب أو سنة هكذا عَلِمْنا من ديننا .
لماذا ؟
لأن الهدنة والمتتبع لأدلتها يجد أن أحكامها وتفريعاتها المسوغة شرعاً لا تضر الدين والعقيدة بقدر ما فيها من المصالح العظام .
مع أن البيهقي نفسه يقول بأن ابن صياد غير الدجال الأعور .
وأما جَمْعُ الحافظ في الفتح بين ابن صياد والدجال الأعور بقوله : أقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال : أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقاً ، وأن ابن صياد هو شيطان تبدّى في صورة الدجال في تلك المدة ، إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجيء المدة التي قدّر الله تعالى خروجه فيها.أهـ
فهذا جمع فيه ما فيه :
فقوله : إن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقاً . فهذا كلام صحيح مسلم له فيه لما سبق من الأدلة .
أما قوله : وأن ابن صياد هو شيطان تبدّى في صورة الدجال في تلك المدة فكلام مردود بل هو من البشر وله ذرية وقد ذكرنا أن من أبناءه المحدث الثقة أبو أيوب عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري المدني .
وأما قوله : أنه توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجيء المدة التي قدّر الله تعالى خروجه فيها . فهذا لا دليل عليه بل هو معارض لما سبق من الأدلة والآثار .
ثم لو رجحنا أنه فقد يوم الحرة فلا قرينة عندنا أنه ذهب إلى أصبهان ونحوها من التأويلات بل حديث الجساسة كافي في الرد على هذا القول وكونه يولد له وما إلى ذلك مما تم إيضاحه .
أما قول السائل : هل المسيح الدجال رجل يهودي؟ وهل هو من جنس الانسان
ام كان جنيا؟
فالجواب : قد سلف أنه كان يهودياً ثم أعلن إسلامه وأنه من البشر وليس من الجان إلا أنه كان من الكهنة والدجالين وقيل إنه تاب وفي النفس من توبته شئ كثير .
وأما أهم المصادر التي ينبغي لهذا الطالب الجامعي طالما وهو يحضر رسالة ماجستير في هذه المسألة فله أن يتصل بي لأعطيه المراجع التي يحتاج إليها إن شاء الله ولكن أقول في مقدمة ذلك شروح الحديث كفتح الباري للحافظ وشرح مسلم للنووي والتحفة للهندي ونحوها وكذا كتاب البعث والنشور للإمام البيهقي وكلما كانت الكتب قديمة تعتمد على السند كلما كان البحث أفضل كما أسأله تعالى أن يوفقك لتحضير هذه الرسالة فهي مهمة في هذا الباب الذي كثر فيه الخوض وأحذرك أيها السائل كل الحذر من مؤلفات من يتقول بلا علم ويتعامل مع الجن من خلال القراءة على الجان وما أكثرهم في زماننا لا كثرهم الله وبالله التوفيق .

الموضوع الأصلي: قصة الاعور الدجال || الكاتب: كلي حلا || المصدر: منتديات كلك غلا

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





rwm hghu,v hg][hg hg][hg





رد مع اقتباس

أخر 5 مشاركات كلي حلا
المواضيع المنتدى المشارك الاخير الردود المشاهدة آخر مشاركة
برودكاست ضيق للبى بى لـ iPhone‏ــــBlack Berry 0 2005 02-14-2019 08:43 AM
برودكاست للبى بى تذكر لـ iPhone‏ــــBlack Berry 0 1816 02-14-2019 08:43 AM
برودكاست بلاك بيري حزينة لـ iPhone‏ــــBlack Berry 0 1796 02-14-2019 08:42 AM
برودكاست بلاك بيري الم لـ iPhone‏ــــBlack Berry 0 1794 02-14-2019 08:42 AM
برودكاست بى بى اسلاميه حلوة لـ iPhone‏ــــBlack Berry 0 1741 02-14-2019 08:42 AM

قديم 04-04-2018, 01:28 PM   #2


الصورة الرمزية مزاجـيه
مزاجـيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 09-30-2023 (09:04 AM)
 المشاركات : 3,325 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: قصة الاعور الدجال



شكرا على الموضوع الرائع
يعطيكم العافية


 
 توقيع : مزاجـيه



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاعور, الدجال, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدجال هو االشيطان فاحذروا يااولي الالباب جنود الهدى ๑۩۞۩๑ نفحات ايمانيه ๑۩۞۩๑ 1 03-29-2018 04:45 PM
ام تقتل ابنها ظنها انه المسيح الدجال (قصه واقعيه) ‏【فـۈق مستہۈاگ】 ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 5 10-25-2009 11:35 AM


All times are GMT +3. The time now is 05:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا
This Forum used Arshfny Mod by islam servant