رواية الأنذار الأخير 2

الأنذار , الأخير , رواية

رواية الأنذار الأخير 2

العجوز :- ده أحنا لسه في البداية , و بعدين لازم تخافي مني لان أنا فعلاً بخوف و صدقيني أنا بدي الإنذار مرة واحده بس الاوله هي الأخيرة و الإنذار بتاعك انك لو فكرتي انك تتكلم مجرد التفكر مع حد في الكلام إلي أنا قولته و هقوله هزعل و أنا زعلي وحش .
الدكتورة في محاولة لطمأنة :- متخفش أنا أسرار ألمرضه بتوعي أمانه ليوم الدين ؟
العجوز :- هو لو في حد قتل و هرب من العدالة و جه و اعترافك انه قاتل و فيه حد تاني برئ هيتعدم مكانه هتعملي أيه ؟
الدكتورة باندهاش :- هو أنت قتلت !
العجوز ضاحكاً :- ها ها ها أنت مجوبتيش علي السؤال بس أنا عرفت الإجابة .
الدكتورة بصدمة :- عرفت أيه .
العجوز :- مش مهم , المهم أني أنا دافع فلوس علشان أفضفض .
الدكتورة :- ماشي و حببتك كانت ايه اخبرها .
العجوز :- كنت بشوفها قليل جداً بسبب إني في المدرسة بالصبح و في الشغل بليل أرجع علي النوم حتى الأجازة كنت بنزل الشغل أو اذكر فيها مفتكرش أني لحد الثانوية شفتها و أتكلمت معاها مرتين علي بعض كانت كبرت و بقت ذي القمر كانت بيضة و شعرها أسود صحيح كانت محجبة بس أنا عارف لون شعرها من قبل ما تلبس الطرحة بس أجمل حاجه فيها إنها كانت بتتكسف مني أو هو ده إلي أنا كنت فكرة سعتها .
الدكتورة :- و أبوها .
العجوز :- مجاش ولا مرة من بعد كده حتى المرتين إلي أنا رحت فيهم علشان اشفها مقبلنيش لدرجة أني حسية لأول مرة في حياتي بالكره نحيته أحساس غريب و متناقض خلاني مأرحش تاني نحيتهم علشان كنت خايف أن كرهي ليه يأثر علي حبي ليها .
الدكتورة :- و أخواتك ؟
العجوز :- الكبير سعتها خلص و اشتغل في شركة عربيات كبيرة, هو ديماً بيفكر كويس و أخد مرتب كويس قدر يصرف علينا منيه و يحوش علشان يشتري شقة و يتجوز أما التاني فدخل كلية طب و ساب الشغل كان بيعتمد في المصاريف علي الكبير , الاثنين كانوا عرفين طرقهم في التعليم كويس لو كان أبويه عايش كان افتخر بيهم كان ديماً يفتخر بأخويه الكبير لما دخل هندسه و الوسطاني كان ديماً بيشجعه علشان يخش طب .
الدكتورة :- و أنت
العجوز :- كان نفسي اطلع ضابط .
الدكتورة مبتسمة :- لا أنت عملت إيه .
العجوز :- فشلت طبعاً دخلت معهد سنتين و سقطت في أول سنه كمان بس في الشغل اشتغلت جرسواً في محل كبير و مشهور كنت بأخد مرتب عالي و بقشيش كتير شوفت أن الفلوس أهم من الشهادة أحنا كان معانة في المحل مهندسين و محامين و دكاترة الشهادة عملتاهم إيه يعني .
الدكتورة :- بس الشهادة مهمة يرضوه يعني أخوك الكبير بقي معه شهادة و بيشتغل شغلانه محترمة .
العجوز : علشان هو عرف وسطه جوه الشركة أخواتي كانوا أذكية اعترفلهم بالذكاء عرف كل واحد فيهم يخش في العالم بتاعوا , علشان كد نجحوا مش مهم يتنزلوا عن بعض من مبدأهم بس أهم حاجه يكسبوا .
الدكتورة :- كلامك عنهم معني انك مكنتش بنحبهم .
العجوز :- بالعكس كنت بحبهم و بحترمهم بس أنا سعتها محترمتش اسلبهم .
الدكتورة :- أنت حساس أن اسلبهم في نوع من الوصولية .
العجوز :- سعتها ايوه لكن دلوقتي لو بصيت علي نفسي بنفس النظرة إلي كنت ببص عليهم بيها كنت هعتبرهم ملائكة , الإنسان بيتولد و معاه الخير و الشر جوه ديماً في صراع مع بعض علي كل قرار بيخده أو حتى كل سؤال بيتساله , في إلي الشر بيسيطر عليه و في الخير يقدر يدفن الشر المهم أن الواحد ميكدبش علي نفسه ميعملش الغلط و يوهم نفسه انه بيعمل الصح علشان كده هو بيقتل الخير من غير محس و هو ده سعتها إلي كان بيزعلني منهم .
الدكتورة :- صح , اظهر انك مش محتاج دكتور نفسي .
العجوز :- علي العكس كل واحد فينا محتاج لحد يسمعه و يشكله همومه يعرف يشوف المشكلة من بره علشان يعرف يحلها أو حتى لو معرفش يحلها يحسس صاحب المشكلة انه شيال الحمل معاه .
الدكتورة :- أنت فعلاً دكتور نفسي بتعرف تعبر عن الحجات ببساطة و وضوح .
العجوز :- أنا مش مستريح علي الشزلونج ممكن اقعد علي الكرسي .
الدكتورة :- برحتك العيادة عياتك اعتبر نفسك في بيتك .
العجوز :- شكراً .
ليقوم العجوز و يجلس علي الكرسي المقابل للمكتب و تجلس الدكتورة أمامه و تستجمع قوتها و تقول :- و حبيبتك درها أنتهي علي كده هي دخلت كلية ولا لا .
العجوز و هو يفكر أن كان يجيب عن سؤاله أم لا :- ايوه داخلة كلية اللسان قسم انجليزي سعتها حسية إن طريقي معها فرصه بتقل فأنا شاب فقير يتيم شغل جرسون في مطعم هياخد دبلوم تجارة و سقط أول سنة كمان , الشهادة مهمة في الجواز أنا بيتهيقلي أن الواحد بياخد شهادة في البلد ده علشان حجتين الجيش و الجواز صحيح .
لتضحك الدكتورة ثم تقول :- أنت شايف أن ده بس هي لازمت الشهادة .
العجوز :- ايوه طبعاً إنما الشغل محدش بيبص علي الشهادة يعني في كام مهندس أو دكتور أو محاسب اشتغل في شغل تاني غير شغله .
الدكتورة :- و بعدين .
ليكمل العجوز :- كان كل يوم الآمل بيقل , كانت حياتي بدأت تبقي أصعب الواحد لما بيكبر بحس بمسئولية و كل يوم الأحساس بهي بزيد و الأحلام الوردية بتبدد و تتحول لكابوس مخيف بالنسبة للزاي كان ممكن انحرف , كان ممكن أخد طريق سهل شوية بالتأكيد بس مكانتشي هوصل للأنا وصلته دلوقتي صحيح أنا لو بصيت عليه من نظرتي زمان كنت هحكم علي نفسي إني شخص قاسي شرير و فاسد بس يمكن إلي أنا شفته في حياتي كان كتير جداً لدرجة انك ممكن تحسي إني ببالغ شوية .
الدكتورة :- مش عرفة بس أنا حسه انك قاسي علي نفسك قوي .
العجوز :- علشان ضميري صاحي مش عارف ادفنه .
الدكتورة :- و أنت جي هنا علشان تدفنه .
العجوز :- لا علشان ادعمه و أقويه .
الدكتورة :- طيب أنت مقبلش بنت عمك بعد كده .
العجوز :- لا طبعاً في يوم لقتها جيه لوحده بصرحه أنا اتكسفت من أنها تشوفني بس كان نفسي اقبلها فقررت إني أغير هدومي و استنها بره المحل كأني كنت معدي ولا حاجه أو حتى امشي من غير ما تشفني أهم حاجه إنها متشفنيش و أنا لابس لبس الجرسون ده .
الدكتورة :- أنت كنت بتستعر من شغلانت الجرسون .
العجوز :- لا , بس قدمها طبعا الواحد لما بيحب حد بيحب يظهر قدامه بحسن مظهر .
الدكتورة :- و بعدين قبلتها بره .
العجوز :- لا و أنا بغير لاقيت واحد زميلي ببقول في وحدة مزة مستنيك بره فانا قلتلة بزعيق احترم نفسك ده بنت عمي بصراحة الوأد أتصدم من رد فعلي نحيته , المهم اتشيكت و استلفت برفان من زميلي روحت و قبلتها و قعتها علي طربيزة , كان وشها اصفر و عينيه حمرة كانت عملة زى الوردة الدبلانه حسية سعتها أنها في مصيبة فسألتها "عمي جراله حاجة " فجوبتني بصوت ضعيف " لا هو كويس" فقولتها " الحمد لله " نديت علي محمود زميلي و قلتله " أتنين ليمون لو سمحت" فقالي " ماشي يا عم " فسألتها تاني " أمال مالك " قالتلي " مليش " بس أنا كنت حساس أنها في مشكلة كبيرة علشان كده أنا بدرت و قلت في نفسي أنها محتجالي فانا انتهز الفرصة و أصارحها بمشاعري نحيتها شعور انتهزي مش صح يا دكتورة ده أنا لسه منتقد أخواتي عليه أقوم أنا عامل زيهم .
الدكتورة :- لا أنت مش زيهم الأمر مختلف هنا لأن إلي بيحب حد بيعمل أي حاجه علشانه ممكن يقع في أخطاء علشان إلي بيحبه و علي الرغم من انه عارف أن إلي بيعمله غلط بس بيعمله المهم كمل .
العجوز :- أنا قلتلها " أنت شكلك في مشكلة أنا صحيح مش عارف مشكلتك بس أنا حساس بيكي لان إلي بيحب حد بحس بيه لو كان فرحاً أو زعلان زايك كده " لقتها قعده بتعيط فلاقتني بقولاها من غير ما أفكر " دموعك غليه عليه خلاص بتطلي عياط لحسن كمان أنا هعيط لأني ما اقدرش أشوفك بتعيطي قدامي " فتبتدي تمسح دمعها بالمنديل إلي أنا اددتهلها و محمود جاب الليمون و هو بيقولى " براحة يا عم علي البنه " فقولتله " امشي و أنت ساكت " يضحك و يمشي من غير ولا كلمة لتبدءا باستجماع قوتها و تقول " أنا عرفه الكلام إلي هقوله ليك دلوقتي هيبقي سر بس سواء أنت وفقت تساعدني ولا لا لازم توعدني أن الموضوع يفضل سر " فقولتها " وحياتك عندي ما هقول لحد حاجة من إلي أنت هتقوليه دلوقتي " فقالت " أنا كنت بحب واحد زميلي في الكلية و كنا متفقين علي الجواز " فانا قلت بصدمه و أنا عارف أنها هتقول مصيبها متوقعها " و بعدين " فهي قالت " و أنا غلط معاه و حامل منه " فقولتها و وشي احمر من الغضب " هو فين الحيوان ده علشان اشرب من دمه " بصتلي و قالتلي " مات " حسية سعتها أن دماغي اتشلت عن التفكير مكنتش عارف اعمل إيه أو أقولها أية .
ثم ينظر إلي الدكتورة :- بيتهيقلي كده الوقت اتاخر , الجلسة التانية أمتي .
الدكتورة :- ها .
العجوز :- الجلسة التانية أمتي يا دكتورة .
الدكتورة :- بكرة في نفس المعاد ينسبك .
العجوز :- ايوة ينسبني .
لينصرف العجوز و يترك الدكتورة في حيرة و شغف لما سوف يحدث معه لتنظر من نافذة العيادة لتجد العجوز يركب السيارة وسط حراس مشدد لتنطلق السيارة الثلاثة بعيداً عنها .

الموضوع الأصلي: رواية الأنذار الأخير 2 || الكاتب: حكايه عاشقه || المصدر: منتديات كلك غلا

https://www.klk-gla.com/vb

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات