آخر 10 مشاركات
لو كان يعلم أن الموت أجل محتوم لكبح جماح نفسه (الكاتـب : - )           »          1 (40) التدبر في ايات الله (الكاتـب : - )           »          1 (40) هل القراءة بين الأذان وبين الإقامة، أم يستحسن أن تسبق الأذان (الكاتـب : - )           »          1 (40) ما هو كرت الشاشة (الكاتـب : - )           »          Tmark يامدركاذالنون في كبد الدجى أدرك فؤاد العبد بالرحمات (الكاتـب : - )           »          1 (40) طريقة عمل عجة بالطماطم (الكاتـب : - )           »          1 (40) تحضير الأرز بالروبيان (الكاتـب : - )           »          1 (40) سامي الجابر يعلق على خروج الهلال من الآسيوية (الكاتـب : - )           »          1 (40) كاسترو يعود لقيادة مران النصر (الكاتـب : - )           »          1 (40) تعديل في أسعار تذاكر قمة الاتحاد والشباب (الكاتـب : - )


العودة   منتديات كلك غلا > ۩ المنتدى الأدبي ۩ > ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑

๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ ۞ قصص وروايات لتمتعو بها قلوبكم وعقولكم ۞

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-07-2018, 04:52 PM
حكايه عاشقه غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 953
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5077 يوم
 أخر زيارة : 07-10-2018 (01:46 PM)
 المشاركات : 799 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : حكايه عاشقه is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في زمن المجاعة




استخدم لاستكمال تمثاله الصخري الشعر الآدمي والأظافر البشرية وبقايا الملابس المهترئة , الباقي الوحيد بعد الموت من أولئك الذين سقطوا في قبضة الموت بعد هذه المجاعة الشرسة , التي طرقت بيوت الفقراء


والمعدمين , وعاثت تحطيما في أجسادهم , وقعدت بهم دون الهرب أو الاستغاثة أو الثورة عليها , واكلت م أجسادهم حتى بشمت , وظلموا جائعين , بأجساد ذات جلد تهدل وتقضيت على عظام وهنة بعد أن ذاب دهنهم


كان نحاتا موهوبا في زمن الضنك والفقر , ولكن الآن ليس أكثر من حفا قبور أو حانوتي قاتم يحترف تشييع الموتى , ويتقن إهالة التراب على الأجساد التي اقتاتها الجوع , ويستثمر الباقي القليل مما لن يمانع الموتى


بسلبهم إياه في إكمال تمثاله الصخري , الذي قده من الصخر منذ زمن , وأضني ذهنه تفكيرا وتدبرا في أي الأشكال سينحت منه , فكر في أن ينحته على شكل جواد السلطان ,لكنه تراجع عن الفكرة , إذ إن السلطان


يحب الخيل البرية لا الصخرية , وفي مرة أخرى فكر في أن ينحته على شكل حسناء ممشوقة القوام , لكن الحرمان الذي تحرك في داخله أورثه غصة خنقت أنامله , فمنعته من أن ينحته كما يحب , وآلا قراره إلى


أن ينحته على شكل طفل صغير يستجدي المارة بدموع صخرية خلابة , وخمن أنه سيجني الكثير من المال من هذا التمثال الحزين , إذ إن الأغبياء يسعدون باقتناء فنون الحزن , ويكلمون بها فالفقر بالمجان .


والفقراء هم من يبدعون الفنون في حين أن الأغنياء هم من يستمتعون بها .


لكن المجاعة المفترسة جعلته يتراجع عن تمثاله الصبي المستجدي , وشغلته بالموت وبالموتى , فقد داهمت المجاعة المكان على حين غرة , فقد كان من المتوقع أن الأمور ستزداد سوءا ما دام الوالي يضيق


الخناق على المواطنين ويرهقهم بالضرائب المضنية , ويشاركهم حتى في سعاداتهم وفي لحظات الجماع اللذيذة , في حين أن السلطان يمارس رياضاته المفضلة مثل ركوب جواري الفتنة , ومطاردة الشهب في


المجرات البعيدة .


أما الشباب من الرعية فقد كانوا نذورا وقرابين لحروب يعز أن تحصى لكثرتها تشتعل في بلاد غريبة , ولأسباب لا تعني أمهاتهم , ولا تستفز نخوتهم , وإن كانت أسبابا كافية لكي يحتكر التجار والمرابون السلع


والأغذية , ويقصروها على أصحاب الدراهم الذهبية , ويبقى الهواء الموجود المجاني الوحيد ملاذا للبطون الفارغة .


المجاعة كانت أقوى من أن تهزمها المدخرات القليلة والمؤن القديمة والأعمال ذات الأجور المتدنية , والحدود الصحراوية التي تختنق البلاد أشرس من أن يقطعها الجياع فارين لائذين بالعدم مما هم فيه , لذا فقد


استكان الجميع أمام الجوع , وتراجعوا أمام الحراب ذات الأتصال اللامعة إثر تتبعهم لروائح موائد الأغنياء والمترفين , فأحكم الجوع قبضته المهترئة على الجياع , ومحقهم دون رحمة أو نظرة عطف .


المشهد الرهيب هون من احتل قريحة النحات وأملى على طرقات أزميله الصغير أن ينحت تمثالا كبيرا على شكل مشهد موت عجيب , إذا إن الموت عملاق أسود ديلوك أجسادا غضة , وتتنزى من بين قبضتيه


أشلاء وأعضاء شبه مهروسة , وتحت قدميه تجثو غربان سمينة تلتهم بشهوة ما يسقط من بيد يديه , ولكي يكون التمثال أكثر صدقا واستحضارا لهيئة الموت البغيضة فقد استعان النحات الملهم بشعر بعض الموتى


وبأظافرهم وملابسهم , وثبتها بين يدي التمثال الموت , فكان التمثال حقيقة مجسدة للموت الذي يصهر المستضعفين دون رحمة .


المجاعة والموت الرهيب وأنات المنكوبين لم تمنع المترفين من أن يستمتعوا بما تجود به قرائح الملهمين الجياع , وأيدي الفنانين الفقراء , ديوان الثقافة أقام معرضا تسجيليا للمجاعة , شارك فيه الفنانون


الجائعون من كل البلاد وفي قلبه انتصب تمثال المجاعة الموت الذي حصد الكثير من الجوائز والصور والمقابلات التلفزيونية والصحافية .


اقتربت تلك الإعلامية الثرية المترفة من النحات , وسألته بفضول ضاربة صحفا عن حذائه المهترئ الذي تتفلت منه أصابع قميئة متسخة , وقالت له : ((أأنت من صنعت هذا التمثال ؟)). ابتسم النحات ابتسامة


كسيرة ساخرة , وقال لها بلا أدنى اهتمام : (( بل أنتم )).


الموضوع الأصلي: في زمن المجاعة || الكاتب: حكايه عاشقه || المصدر: منتديات كلك غلا

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





td .lk hgl[hum





رد مع اقتباس

أخر 5 مشاركات حكايه عاشقه
المواضيع المنتدى المشارك الاخير الردود المشاهدة آخر مشاركة
اعداد دجاج محشي بالفريك والكبدة ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1011 07-10-2018 01:46 PM
غزل البنات بالفستق الحلبي ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1187 07-10-2018 01:46 PM
عمل شاورما لحم ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1019 07-10-2018 01:45 PM
مقادير عمل قوزي الشام ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1015 07-10-2018 01:45 PM
عمل ماكرون بجوز الهند ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1001 07-10-2018 01:44 PM

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجاعة, زمن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


All times are GMT +3. The time now is 01:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا
This Forum used Arshfny Mod by islam servant