تراتيل الوداع الحزين

الوداع , الحزين , تراتيل

تراتيل الوداع الحزين

يتذكر القصة بعد أربعين عامآ من الزمن :
ثم يطلق العنان لعينيه أن تتحولا إلى صنبورين..
يبكيها كلما حانت لحظة سحور الأول من رمضان ولكن بلا نحيب. يتذكر:
كنا بقرية على حافة الأرض ..
بالقرب من نهايات الطين لأننا كنا في قرية نائية ..
كان المساء المظلم الحالك يخنق القرية ويقتل فيها كل وريد ..
إلا من بضعة كلاب ضالة تنبح في الأطراف طوال الليل..
كنا نتناوب معها النحيب ويتداخل بين أصواتنا الحزينة حفيف الريح الشرقية الجافة تلعب بين نوافذ
الخشب المهترئة في بيت من طين..
لليوم الرابع على التوالي كانت أمي تواصل نزف الولادة..
تذوب أمامنا وتزداد صفرة وجهها وتتحول إلى مومياء متخشبة..
كل يوم يمر يفقدها حاسة أو عضلة..
كنا من حولها أب وثلاثة أطفال..
ظل والدي (يرخي) ضوء الفانوس كي يبعد عنها رؤية وجوهنا في سويعات رحيلها الحزين..
وكانت على العكس تطلب نورا تدفن به في عيونها الراحلة آخر صورة لنا تشاهدها من رحلة حياة..
يتذكر: كنت يومها في الثامنة من العمر..
وسطاً بين أخ صغير وأخت كبرى كانت فقط من بيننا تدرك معنى الأم وسلطنة الموت..
كانت أختي تدس رأسها بين ركبتين ناحلتين وتواصل البكاء بصوت متوسط كي لا تفجع كومة اللحم الحزينة من حول روح تقترب من ملامسة النفس الأخير..
فجأة، أطفأ والدي الفانوس ..
ولم تعد أمي مطلقا تطلب النور:
غطى جسدها ببطانية مهترئة ثم قفز بجسده إلى النافذة..
كان يبكي بشهيق تغالبه الريح القوية الجافة..
تسللت أختي إلى تحت البطانية ثم تمددت فوق جسد طاهر راحل وكنت مع أخي الصغير نسمع خليط البكاء بالقبلات التي تصبغها أختي على آخر وجه عرفناه
في هذه الأرض..
دخلنا وراءها تحت البطانية..
نام أخي الصغير على نحر أمي وكان يدعوها فلا تجيب..
يشتاط غضباً فيلكمها على وجنة من عظام ..
ولأن أختي الكبرى تدرك القصة لم تتحرك ..
سحبوا الجثة بعيد صلاة الفجر وتحول بيتنا مع الجهرة إلى قلعة من بكاء..
عند الضحى، أخذتنا زوجة عمي
بعيداً خارج القرية
وكانت أختي تمضي للأمام ولكن برأس ينظر للخلف:
إلى منزلنا ..
حيث الرجال يحملون الجثة على ذات السلم الخشبي الذي صعدت
به أي من قبل إلى السطوح ألف مرة..
عدنا للمنزل بعيد الظهر..
طفلان حول أخت كأنها تسحب الدموع بدلو من بئر الحارة..
أذن المغرب وبدأت
تراتيل الإفطار الحزين ..
تذكرنا آخر فطور من يد راحلة لن تعود..
أفطرت أختي الكبرى بتمرة تمزجها بقطرات من دموع..
فجأة أخذتنا لآخر القبور.
تمددت عليه في غيبوبة بكاء..
كنت وأخي ننبشه من الأطراف..
أحدثنا فيه حفرتين بحجم الكف..
أطبق علينا الظلام فمازلنا فيه منذ أربعين عاماً ..
وما زلنا في حتى اليوم ...!!!

الموضوع الأصلي: تراتيل الوداع الحزين || الكاتب: تعبت الظلم واجحافك || المصدر: منتديات كلك غلا

https://www.klk-gla.com/vb

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات

قصه احداثهااا حزينه

متسلسلة الحروف

اوصاف حال الاسره جعلتني اعيش الواقع الحقيقي ,,,

دائما تعبت الظلم واجحافك ,,,يبهرنا بكتاباته المميزه

تقبل اطلالتي بمتصفحك

قصة حزينه

بارك الله فيك اخوي تعبت

تحياتي

أخي تعبت الظلم واجحافك


منذ دخولي إلى هذا المنتدى وأنا لا أكف عن قراءة كتاباتك التي ابهرتني بجمالها وروعتها


دمت رائعا كروعة قلمكـ

قصه رائعه تحمل في طياتها الم الحزن والفراق


مشكور اخوي تعبت تقبل مروري

قصه قمه في الحزن والروعه
يعطيك العافيه اخوي

تحياتي

آآآآآآهــ


جدا اثاارتني وادمعت عيني


قصه في قمة رووعتهاا وشووجوونهاا




تحيتي




سما الريااض

تنآثرت من عينآي آلدموع لموت آلحبيبه
ولكـن آشـتد آلنثــر على آلحيآهـ آلتي سوف
يعيشهآ آلطفلآن بعد موت آغلى آنسآنه
تعبت آلظلم وآجحآفكـ
آبدعتـ في جمع حروفـ آلقصـه
لكـ آلشكـر وآلتقديـر ع آلطرح
ودي