إن محافظة الشخص على العلاقات الطيبة واحترامه الذكريات الحسنة بينه وبين من يلتقي بهم ويخالطهم لمن مكارم الأخلاق ومحاسن الخلال، وإذا ما كان الشخص الذي التقيت به وعاشرته قد قام بينك وبينه مقتضيات الود كأن يكون والداً أو ذا رحم أو زوجاً أو جاراً أو صديقاً أو زميلاً فإن يكتسب بذلك مزيد منزلة في الحب والود والوفاء، كلٌّ بحسب منزلته
جاء في الأثر: عليك بصاحبك الأقدم فإنك تجده على مودة واحدة وإن قدم العهد وبعدت البلاد.
ويأتي تطبيق حفظ الود بيناً بين الزوجين لأن الله جعل هذا الود بينهما من آياته العظيمة: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم:21].
فمهما بلغ الزوجان في الخصومة والافتراق فإن الله يذكِّرهما بساعات ودِّهما ولحظات صفائهما، وبخاصة الرجل الذي قد يطأ تلك المشاعر ويتناساها فيتوجه إليه العتاب فيما يتعلق بالمهر: ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21] فتتضاءل حينئذ الماديات... فهي صغيرة وإن كانت بالقناطير.. إذا وضعت إزاء الماضي الأثير وذكريات العشرة.. في لحظة الفراق الأسيف!
اعلم أن الألم الذي تحيد عنه وتخشى منه، هو في أصله نعمة، لا يعلمها كثير من الناس، فهو يعلمك الصبر ويصقل نفسك، وينذرك بوجود علة في جسدك ويلزمك بأن تكون واقعياً فيجعلك تشعر بآلام الآخرين، وفوق هذا فهو يقربك من خالقك فتشعر بحاجتك الماسة إليه.
إفإلى كل من قام بيننا وبينه ودٌّ.. ودُّك باق... وحرمتك مصونة... والسلام عليك.