آخر 10 مشاركات
أهمية الوقت في حياة المسلم (الكاتـب : - )           »          حال السلف في رمضان (الكاتـب : - )           »          عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) (الكاتـب : - )           »          Tmark اناقة ومظهرادم تحكي فخامتك (الكاتـب : - )           »          Tmark لاتضع حدود لنفسك تعيقك (الكاتـب : - )           »          ◄ ... سجـــل حضــورك بأســم ولـد ... ◄ (الكاتـب : - )           »          1 (40) 13رمضان (الكاتـب : - )           »          وأشرقت الأرض بنور ربها (الكاتـب : - )           »          محاسن الصيام (الكاتـب : - )           »          الاعتصام بالله في زمن غربة الإسلام (الكاتـب : - )


العودة   منتديات كلك غلا > ۩ المنتدى التعليمي ۩ > ๑۩۞۩๑ تاريخ وحضاره ๑۩۞۩๑

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-05-2017, 06:05 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
BAYALA غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Red
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5595 يوم
 أخر زيارة : 12-26-2019 (01:38 AM)
 المشاركات : 3,366 [ + ]
 التقييم : 11
 معدل التقييم : BAYALA is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قوافل الحج في العصر العثماني




لقد كانت السمة الدينية من أهم السمات التي اتسمت بها تشريعات الدولة العثمانية؛ فقد كان للهيئة الإِسلامية وضع معترف به، وكان يطلق على رئيسها لقب المفتي أو مفتي إستانبول، ثم تَغير هذا اللقب إلى "شيخ الإِسلام" الذي كان يشرف على الهيئات القضائية والهيئات ذات الطابع والنشاط الديني. وكان السلاطين أنفسهم حريصين على تدعيم سلطته، فقد كان شيخ الإِسلام يصدر فتوى تجيز الحرب، دفاعا، أو هجوما، وعقد الصلح، وغير ذلك من الأحداث الجسام.

وقد كان من مظاهر اهتمام الدولة العثمانية بالدين والعالم الإِسلامي اهتمامها بمنصب نقيب الأشراف.

الحجاز في العهد العثماني:
كما كان الاهتمام الكبير بالحجاز من السمات التي حافظ عليها كل السلاطين العثمانيين؛ فقد كان الحجاز وما يحويه من أماكن إسلامية مقدسة تابعا للدولة العثمانية، مما أضفى عليه مركزا دينيا مرموقا في جميع أرجاء العالم الإِسلامي. وقد أعفت الدولة العثمانية منطقة الحجاز من أداء الضرائب، بل أقر لها سليم الأول ثلث ما كان يجبى من مصر. كما أوقف خراج اليونان عند فتحه على الحرمين الشريفين. ولم يكن الاهتمام وقفا على الأماكن، بل تعدّاها إلى المواطن، فقد أُعفِي سكان الحجاز من التجنيد، وأبقت الدولة على الحكم الذاتي المتمثل في نظام الشرافة؛ وكل ما كانت تفعله أن ترسل فرمانا تحدد فيه إمكانات واختصاصات وواجبات الشريف الجديد عند تعيينه، وتوصيته ببعض الوصايا التي كانت تنصب في أغلبها على حماية الحجاج في أموالهم وأرواحهم، وأن يقسم بالعدل الصرة الهمايونية بين الأهالي، وكذلك المؤن القادمة من مصر، وأن يسعى لبسط الأمن على الطرق. وكان أمير مكة المكرمة يتمتع -في التشريفات- بأسمى مقام في صف الصدر الأعظم في الآسِتانة والخديوي في مصر وترتب له العطايا من قبل السلطان.

ولكن الشيء الذي أولته الدولة العثمانية جل اهتمامها، هو قوافل الحج والإشراف المباشر والفعلي على الحج، واعتبرت هذا العمل واجبا يقع على عاتقها، باعتباره الركن الخامس من أركان الإِسلام، وأن عليها تيسير الحج أمام الراغبين فيه، فأنشأت قوافل الحج، واهتمت بالطرق؛ فأقامت الحصون، وحفرت الآبار على طول طرق الحج، وشجعت على إقامة الخانات، وأقامت المخافر، وكانت تشرف على قوافل الحج الرئيسية التي كانت تخرج من أنحاء الدولة كافة في مواعيد محددة كل عام، وتضع لها قوة تحرسها، يقودها أحد كبار العسكريين، الذي كان يسمى "سَرْدَارُ الحج". وكان على رأس كل قافلة أمير للحج، وكثيرا ما كان أمير الحج يتولى قيادة الجيش المرافق للقافلة، وخاصة قافلة الحج الشامي.

أهم قوافل الحج:
وكانت أهم قوافل الحج في العهد العثماني:

أ- قافلة الحج الشامي:
وتضم حجاج بلاد الشام والجزيرة وأذربيجان والقوقاز والقرم والأناضول والبلقان، وحجاج إستانبول نفسها، وكان عددها يتراوح ما بين ثلاثين وخمسين ألفا. وقد كان السلطان العثماني يشرف بنفسه على ترتيب وإعداد هذه القافلة وخروجها من مدينة إستانبول. وكانت القافلة تقطع الطريق التجاري حتى تصل إلى دمشق، ومنها إلى أراضي الموآبيين القدماء، ومن بلاد معن عبر صحراء مزريب إلى مدائن صالح حتى تصل القافلة إلى المدينة المنورة.

وكان السلطان العثماني يصدر أوامره إلى الولاة لتسهيل مهمة مرور القافلة، وأن يتولوا مهام حراستها حتى تصل إلى حدود الولاية المجاورة، فيتولى الوالي الجديد استقبالها وتأمين مسيرتها عبر ولايته، حتى تصل سالمة إلى نهاية ولايته وهكذا.

وقد كانت القافلة وعلى رأسها أمير الحج تعبر هذه الولايات وسط حفاوة واهتمام بالغ، ويتسلم أمير الحج بصك شرعي أموال الأوقاف والهدايا المرسلة إلى أهالي الحرمين الشريفين، وإلى الحرمين الشريفين ذاتهما، من بسط وتحَف ومصابيح وشمعدانات ومواد غذائية وما شابه ذلك.

ب- قافلة الحج المصري:
وتضم حجيج مصر وشمال أفريقيا، وكانت من أهم القوافل خلال العصر العثماني، حيث كانت تضم المحمل المصري وكسوة الكعبة المشرفة الجديدة. وكانت تتحرك من القاهرة خلال الأسبوع الأخير من شوال من كل عام، وسط احتفالات عظيمة تتم تحت إشراف الوالي نفسه. وتقطع المسافة في 37 يوما، سالكة طريق السويس وسيناء والعقبة ثم تلتقي في بعض الطرق مع قوافل الحج الشامي، وفي بعض السنوات كانت تستقل السفن من السويس إلى جدة، أو من الموانيء المصرية الأخرى المواجهة لجدة.

ج- قافلة الحج العراقي:
وتضم حجاج العراق وفارس، وتسلك الطريق الذي يعبر جزيرة العرب نفسها. وكان كثير من حجاج فارس والخليج العربي واليمن يفضلون طريق البحر والسفن البحرية.

د- قافلة الحج اليمني:
وتضم حجيج اليمن والهند وماليزيا وأندونيسيا، وينضم إليهم حجاج الحبشة والصومال والأفارقة الذين يصلون إلى مصوع وسواكن وموانيء اليمن.

كانت القوافل تضم عناصر مختلفة؛ ففيها الأمراء، والأثرياء، والتجار ومعهم تجاراتهم، والفقراء والمعدمون. وكان كلٌّ حسب قدرته يرافق القافلة، ففيها الهودج وفيها الجمال والخيول، وفيها الرجالة من البدو والفقراء.

وقد كان الولاة يقومون باستئجار الجمال والخيول لحمل مهمات القافلة، ويتعاقدون على ذلك قبل موسم الحج بوقت كافٍ، ويتفقون على ذلك مع مشايخ الأعراب والبدو الذين يعيشون في المناطق التي تسلكها القوافل.

أهم طرق قوافل الحج:
وأهم الطرق التي كانت تسلكها القوافل بين الحرمين الشريفين هي:

1- الطريق السلطاني:
أي الطريق الرئيسي، وكان على حجاج القافلة التي تسلك هذا الطريق أن يتجمعوا عند وادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة للاتجاه إلى المدينة المنورة. ويتزود الحجاج فيها بما يلزمهم، ثم يتجهون إلى بئر عسفان، وتسلك طريقها حتى تصل إلى رابغ التي تفترق عندها الطرق، وإن كان أكثرها استعمالا هو الطريق السلطاني.

كان الحمّالة هم الذين يحددون أماكن التوقف، وكانوا يفضلون تلك التي تضم آبارا للتزود بالمياه. وتعودت القوافل أن تدخل المدينة في اليوم السادس من خروجها من رابغ. وهذا الطريق السلطاني كان هو الطريق المعتاد بالنسبة لقوافل الحج وقوافل المحامل. وبالرغم من قلة مياهه فإن مطالعه ومنازله الوعرة كانت شبه معدومة، ولكن كانت تبعد عنه بعض الشيء سلاسل جبلية مكنت بعض عربان البدو من مهاجمة هذه القوافل، مما دفع قوافل الحجاج المسلمين ومواكب التجار إلى أن يسلكوا الطرق المسماة بالطرق الفرعية لعمرانها وعدم خطورتها.

2- الطريق الفرعي:
هو الطريق المؤدي من رابغ إلى المدينة المنورة عن طريق "بريدة". والذين يودون السفر عن طريق "الطريق الفرعي" يتجمعون عند "المرحلة"، التي تسمى آنذاك "بئر رضوان"، وهي تبعد مسيرة ثنتي عشرة ساعة من رابغ، ويتزودون بالمياه والمؤن، ثم يسلكون الطريق مارين بقرية "أبي ضياعة" و"ريان" و"أم العيال" و"مضيق" و"صمد"، ثم تمر القوافل من المنطقة المنخفضة التي تسمى الغدير التي تتجمع فيها مياه الأمطار فتحولها إلى ما يشبه البحيرة.

الطريق الفرعي الثاني المؤدي إلى المدينة المنورة هو طريق غابر، وبالرغم من أن المسافة عبر هذا الطريق كانت تقطع في خمسة أيام من مكة إلى المدينة، فإنه طريق جبلي، كثير المطالع والمنازل، مما جعله صعب المنال بالنسبة للجمال التي غالبا ما تكون محملة بأشياء ثقيلة، وتجعل قطع الطريق مرهقا، كما أن كثرة الجبال تجعله مرتعا لقطاع الطرق والأشقياء، مما يدفع الجمالة إلى الابتعاد عنه وعدم سلوكه، إلا أن قِصَرَه بالنسبة للطريق السلطاني والطريق الفرعي تجعل منه معبرا مطروقا من قبل المشاة، أو من يمتطون صهوة الخيول، أو من قبل فرسان الخيالة والهجانة التابعين لقوة الدولة العثمانية، والمنوط بها حفظ الأمن وحماية مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتورد بعض كتب التاريخ أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد سلك هذا الطريق عند هجرته الميمونة إلى المدينة المنورة.

وهناك أيضا الطريق الشرقي الذي يربط المدينة المنورة ومكة المكرمة، وهو طريق كبير ومتسع إلى حد ما، وكثيرا ما تسلكه القوافل المترددة بين المدينتين المقدستين، وهو الطريق المفضل عند قوافل المحمل، والقوافل التي كانت تحمل الصرة، وخاصة في المواسم التي كانت تشتد فيها الحرارة، وتزداد فيها حملات الخارجين على القانون، وتسلطهم على الطرق الأخرى.

وعرف بهذا الاسم لوقوعه على الطرف الشرقي من بلاد الحجاز، وتصل القوافل التي تقطع هذا الطريق إلى مرحلة بئر الليمون بعد مسيرة أربع عشرة ساعة، ثم بئر برود الذي تفضل القوافل الاستراحة عنده، والتزود من مياهه العذبة. وبعد المرور من بضع آبار ومراحل أخرى تصل القوافل إلى "بركة زبيدة"، وهي البركة التي أمرت السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد بتشييدها لتجمع فيها مياه السيول في هذه المنطقة.

ومن الطرق الفرعية التي تسلكها القوافل بين المدينة المنورة ومكة المكرمة أيضا طريق ينبع البحر. فينبع البحر تعد مرفأ المدينة المنورة. والقوافل المتجهة إلى البلدة الطيبة تصل أولا إلى "بئر سعيد" ثم قرية "صفراء"، وعند هذه القرية يلتقي طريق ينبع البحر مع الطريق السلطاني؛ ومن ينبع حتى طيبة الطيبة خمس مراحل سيرا بقوافل الجمال. والمعروف أن المرحلة هي مسيرة يوم واحد بالجمال، أي مسيرة سبعة وعشرين ميلا. وتمر القوافل التي تسلك هذا الطريق بقرية بدر المباركة، ويقرأون الفاتحة على أرواح شهداء بدر الكبرى، وهذا الطريق سهل ومستوٍ مما يشجع القوافل على عبوره.

أشهر الطرق إلى مكة المكرمة:
أما أشهر الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة، وكانت تسلكها قوافل الحج القادمة من بلدان العالم الإسلامي فكانت سبعة طرق، وبيانها كالتالي:

1- طريق الشام:
هو الطريق الذي كانت تسلكه قوافل الحج القادمة من الشام وكذلك قافلة محمل الشام. وكانت قافلة الشام تتحرك في أغلب المواسم في الخامس عشر من شوال تحت رئاسة أمير الحج، وكان يتولاها في العادة والي سوريا. وقبل التحرك يجري احتفال كبير ينظمه قائد الجيش الخامس، وبعد القيام بالتشريفات المعهودة في مثل هذه الأمور تخرج القافلة من الشام من "قبة الحاج"، التي كانت تعد نقطة البدء للقافلة، ومنها إلى الكسوة حيث ينضم إليها الحجاج الذين تجمعوا في "مزريب"، ثم تتجه مجتمعة إلى المراحل التالية.

ومن المناطق التي تمر بها القافلة عبر هذا الطريق منتزه مزريب في حوران، وبجوار عين مزريب أمر السلطان سليم الأول ببناء قلعة -مازالت أطلالها باقية حتى الآن- لحماية قافلة الحج، ثم الزرقاء فالبلقاء، ثم القطرنة حيث القلعة التي شيدها سليمان القانوني بجوار البركة التي أمر بإعادة تطهيرها بعد أن كانت قد تساوت مع الأرض. ومن القطرنة تتابع القافلة سيرها حتى الكرك، ثم عنيزة، فقلعة معان. وهذه المنطقة تسجل كتب التاريخ أنها كانت مقر إقامة بني أمية، وأمر السلطان سليمان القانوني بإقامة قلعة وحفر بئر فيها. ومن معان إلى ظهر العقبة نحو »ذات الحج«، وفي ذات الحج أو حجر هذه أمر القانوني بإقامة قلعة لحماية القوافل من غارات البدو والأعراب، وتشتهر بتمورها وثمارها الجيدة. ومنها إلى »قاع البسيط« فتبوك ثم أخيضر التي تقع في منتصف المسافة بين مكة والشام.

وقد كلف السلطان سليمان القانوني عند جلوسه على العرش سنة (926هـ / 1520م) واليه على الشام مصطفى باشا ببناء قلعة أخيضر، وبعدها تصل القوافل إلى بركة المعظم، ثم جبل الطاق الذي عقرت فيه ناقة النبي صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. ثم مبرك الناقة، ثم قرى صالح، ثم ديار ثمود، وهي تلك المنازل التي نحتت في الجبال، وفيها مسجد النبي صالح عليه السلام، ومنها إلى العلا التي تبعد عن المدينة المنورة بست مراحل، وهي من ملحقات المدينة المنورة؛ وأمر السلطان القانوني بتجديد قلعتها وحصنها لحمايتها من غارات الأعراب. ومنها إلى شعب النعام ومنزل فحلتين، ثم وادي القرى الذي تكثر فيه المياه والغابات، وأبيار علي رضى الله عنه، وفيها يحرم الحجيج جميعًا. ومنها تمر القوافل بقبور الشهداء، ثم الجديدة وقاع البرو وبلاد طارق وعقبة السويق؛ ومنها إلى عسفان حيث الآبار النبوية المأثورة، وبعدها تدخل القوافل إلى مكة المكرمة في أوائل ذي الحجة من كل عام، بعد أن تكون قد قطعت المسافة من المدينة في مائة وست ساعات.

2- طريق مصر:
وقد جرت العادة منذ القدم أن يصحب أمير الحج المصري المحمل وسط احتفال كبير من القاهرة متجها إلى بركة الحاج. وهناك يلتقي بجموع قافلة الحج المصرية، حيث يتجهون سويا إلى هدف البويب، ثم يتجه الموكب بعد ذلك إلى الحمرا، حيث أقامت السلطات المعنية آنذاك عدة أبنية وسقاية ماء ليتزود منها الحجاج؛ ومنها إلى بركة عجرود التي تقع تجاه السويس وتسمى أيضا "عيون موسى"، وكان بها خان كبير منذ زمن قانصوه الغوري. ثم تتحرك القافلة إلى منصرف، وفيها بعض المنخفضات التي يظن أن ملوكا سابقين قد حفروها في العصور الغابرة للربط بين البحرين الأبيض والأحمر، وهي التي حفرت مكانها قناة السويس. ومنها إلى قبيبات، ثم أول التيه حيث على الجانب الأيمن جبل الطور والجانب الأيسر جبل العريش. وفي وادي النعمان قام والي مصر علي باشا بتوسيع الحصن والسقاية لخدمة الحجاج، ويقوم الحراس بملء حوض الفسقية قبل وصول الحجاج، وبعدها تتابع القافلة سيرها حتى مغارة شعيب وعيون القصب وشرم ومويلحة، وفيها دار قايتباي، ثم بطن كبريت فأزلم فالوجه فجبل الزيت حتى ينبع، وتستمر القوافل من العقبة حتى رابغ، ثم تواصل سيرها في الطريق المعروف حتى مكة.

3- طريق عدن:
تخرج القافلة وسط احتفال مشهود من لحج إلى يكرد، ثم تعز، ثم وادي الحسنا، ثم تنزل القوافل إلى "حيس". وكان المحمل اليمني يخرج من عدن عندما كانت تحت الإدارة العثمانية، ومنذ سنة 963هـ / 1556م بدأ الوزير مصطفى باشا والي اليمن في تنظيم موكب المحمل الشريف باسم محمل صنعاء اليمن على إثر صدور فرمان له بهذا الصدد.

يتحرك الموكب من حيس إلى زبيد فرفع، ومنها إلى بيت العقبة الصغير، ومنها إلى قطيع، ثم المنصورية، ثم يتابع الموكب سيره في الطريق المعهود.

أما حجاج شحر فإنهم يتجهون إلى حضرموت برا، ثم إلى صنعاء، ثم ينضمون هناك إلى قافلة صنعاء، ويتجهون سويّاً إلى مكة المكرمة، ومن شَحر إلى حضر موت خمسة منازل، ومنها إلى صنعاء أربعة منازل. وعلى حجاج ظفار الذين يودون الاتجاه إلى صنعاء برّاً أن يقطعوا خمس عشرة مرحلة سيرا، ثم ينضمون إلى جموع الحجيج التي احتشدت هناك لمواصلة السير سويا.

4- طريق عمان:
يمثل طريق عمان الطريق الرابع بين الطرق التي تسلكها قوافل الحج الإِسلامية. ويتجه حجاج عمان بعد أن يخرجوا من حصن المدينة إلى "تروى"، ثم إلى "عجلة"، ومنها إلى "عصوه"، ثم بئر السلاح، وبعد ذلك تشد الرحال نحو مكة. والطريق من الحصن حتى مكة عشرون مرحلة، ولكن لصحراويته وندرة مياهه فإن حجاج عمان يفضلون التوجه والعودة بطريق البحر.

5- طريق الحسا:
وهو الطريق الذي كانت تسلكه جموع حجاج نجد والجزيرة مارين بالدرعية فشعرا ثم مرقب، ومن هناك مرورا ببعض المراحل، حتى ذات عرق حيث مكان إحرام سكان نجد فساحة الكعبة المشرفة.

6- طريق البصرة:
تتحرك القافلة من البصرة إلى الدرهمية، ثم إلى صفوان، ثم إلى منـزل "جهر"، وتحط رحالها للتزود بالمياه والمؤن، ثم تتجه إلى حصن النبي موسى الموجود في "أضافا"، وبعدها تتحرك القافلة مارة بالعديد من المواقع والمنازل، حتى تصل أيضا إلى "ذات عرق"، التي تعد ميقات حجاج نجد والبصرة، حيث يحرمون فيها ثم يتجهون إلى بستان بني عامر، فمكة المكرمة حيث بيت الله الحرام.

7- طريق بغداد:
يتجمع حجاج فارس وأذربيجان وغيرها من هذه المناطق في بغداد، وتتحرك القافلة من بغداد حتى تنزل بهضبة (صرصران)، فينضم إلى الموكب جموع أخرى من الحجاج متجهين نحو هضبة (قراشر)، ومنها إلى شط الفرات، ثم إلى الكوفة، فمشهد علي المسمى (سد بيداء النجف)، ومنه إلى "متعب"، ومن هناك إلى "فرع" مرورا بكثير من المراحل، حتى يلتقي بقافلة واسط في المكان المسمى "ثعلب"، ثم تتابع القافلة سيرها.

ويزدان الطريق من بغداد إلى مكة المكرمة بالأبنية وأسبلة المياه والخانات وغيرها من الأبنية رفيعة المستوى، وخاصة تلك التي أمرت ببنائها السيدة "زبيدة" زوجة هارون الرشيد العباسي، والسلطان ملكشاه السلجوقي. وقد حافظ عليها وعني بها السلاطين العثمانيون جميعا.

حماية طرق الحج:
ولحماية طرق هذه القوافل كانت الدولة العثمانية تقيم الحصون والقلاع والمخافر على طول الطرق، وتوفر لها القوات التي تقوم بالحراسة وكسر شوكة قطاع الطرق والبدو والخارجين عليها. وأقامت في المدينة المنورة قلعة كبيرة وفرت لها القوات اللازمة لحفظ الأمن في المنطقة. كما كان محافظ المدينة يختار من بين كبار الضباط الذين يستطيعون القيام بالمهام المنوطة بهم على أحسن وجه، وكان يجمع في يديه بين السلطتين المدنية والعسكرية، وكان المحافظ يلقب أحيانا بشيخ الحرم النبوي. كما أنشأت الدولة العثمانية قلعة في مكان مناسب من مضيق الجديدة بناء على طلب من الأهالي لحفظ الأمن.

كما كان الجيش السابع الميداني خاصًّا بولاية اليمن، وكانت وحداته كلها تتألف من عساكر نظامية، وكانت فرقة الحجاز المرتبطة بهذا الجيش عبارة عن ثلاث آيالات مشاة ونصف آلاى خيالة وبطارية مدفعية. وقد حرصت الدولة على وضع محطات حراسة بجوار آبار المياه على طرق القوافل، وخاصة قافلتي الحج الشامي والمصري.

ولوقف التهديدات الخارجية لقوافل الحج والأماكن المقدسة قامت الدولة العثمانية بعمل حزام أمن حول الحجاز، يمتد هذا الحزام من سواكن وموانيء اليمن وخليج البصرة وجدة والسويس. ولقد وضعت الدولة في حسبانها أيضا حماية طرق التجارة الشرقية الوافدة من الهند.

وكانت الدولة العثمانية فيما بعد تسعى لتطوير وتنظيم موانيء جدة والحديدة وينبوع، وإقامة الأرصفة والمرافيء، وجعلت هناك أسطولا مقيما من السفن العثمانية للعمل بشكل منتظم بين السويس وعدن. وكانت هناك تقارير تقدم من حين لآخر إلى السلاطين العثمانيين تطالب بضرورة إصلاح وتنظيم وحماية الموانيء الممتدة من العقبة حتى باب المندب؛ كما كانت هناك سفن بريدية "بوسته" تعمل بانتظام بين إستانبول والحديدة، لنقل البريد والجنود بين موانيء البحر الأحمر والحجاز.

موكب الصرة السلطانية:
ثم تم استحداث "صُرَّه آلايي"، وهي القوات التي كانت تقوم بالإعداد للاحتفال لخروج الصرة والمحمل وموكب الحج من أمام القصر السلطاني، ثم يناط بها الحفاظ على الصرة والمحمل وقافلة الحج، حتى تصل وتعود في أمن وسلام. وكانت هذه القوات دائما في رفقة هذه المواكب، وكانت تسير برا حتى سنة 1281هـ / 1864م مستخدمة الجمال والبغال والخيول. وبعد هذا التاريخ شرعت الدولة بإرسالها عن طريق السفن الحربية إلى بيروت أو السويس ومنها إلى جدة أو ينبوع، ثم تكمل رحلتها برفقة قوات الحجاز إلى أماكن الشعائر الدينية.

وبعد افتتاح خط السكة الحديد الحجازي 1326هـ / 1908م كانت ترسل هذه القوات أيضا برفقة هذه المؤن والهبات والأوقاف، ولا تفارقها إلا بعد أن تصل إلى هدفها. وكانت هذه القوافل إذا ما خرجت برا تتحرك من إستانبول في الثاني عشر من رجب، ولكن بعد ما تقرر إرسالها عن طريق البحر أصبحت تخرج في الخامس عشر من شعبان من كل عام. كما كان أمين الصرة الهمايونية يُختار في معظم الأحيان من بين كبار العسكريين المشهود لهم بالتميز العسكري والتدين وحسن السير والسلوك والتقى الورع وطهارة اليد والعدل، حتى يشرف بنفسه على القوات المرافقة للمحمل، وقافلة الحج.

كما يقوم بتسليم الفرمان الخاص بتوزيع أموال الصرة الهمايونية على الحرمين الشريفين وأوجه التصرف والصرف منها إلى شريف مكة ومشايخ الحرمين الشريفين، بحضور رجالات الدولة العلماء وقادة القوات الموجودة في كل من مكة والمدينة وجدة والطائف، وأمراء قوافل الحج. وكان يشرف بنفسه باعتباره ممثلا للسلطان العثماني على أداء المناسك وحفظ الأمن والأمان خلال موسم الحج كله، إلى أن تغادر القوافل كلها المدينتين المباركتين عائدة إلى بلادها، فيعود أمين الصرة بعد أن يكون قد أشرف أيضا على توزيع الأوقاف والمخصصات على أهالي الحرمين، فيقدم تقريرا مفصلا إلى الصدر الأعظم وشيخ الإِسلام في الآسِتانة، وبعدها يمثل بين يدي السلطان ليقدم تقريره عما أنجزه في موسم الحج ومرئياته ومقترحاته للموسم القادم.

الموضوع الأصلي: قوافل الحج في العصر العثماني || الكاتب: BAYALA || المصدر: منتديات كلك غلا

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





r,htg hgp[ td hguwv hguelhkd hguelhkd hguwv




 توقيع : BAYALA


رد مع اقتباس

أخر 5 مشاركات BAYALA
المواضيع المنتدى المشارك الاخير الردود المشاهدة آخر مشاركة
استرجاع الصور المحذوفة من الايفون 7 ๑۩۞۩๑ جوالك وما يخصه ๑۩۞۩๑ 1 956 12-26-2019 01:38 AM
نقل الصور من الكاميرا الى الايفون ๑۩۞۩๑ جوالك وما يخصه ๑۩۞۩๑ 1 1038 12-26-2019 01:37 AM
مواصفات iphone X Plus الجيل الجديد ๑۩۞۩๑ جوالك وما يخصه ๑۩۞۩๑ 1 965 12-26-2019 01:37 AM
مواصفات الجوال ايفون se2 ๑۩۞۩๑ جوالك وما يخصه ๑۩۞۩๑ 1 852 12-26-2019 01:36 AM
حذف نهائي للصور و استعادتها داخل نظام ios 12 ๑۩۞۩๑ جوالك وما يخصه ๑۩۞۩๑ 1 982 12-26-2019 01:35 AM

قديم 07-14-2017, 09:46 AM   #2


الصورة الرمزية عطر الحب
عطر الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2263
 تاريخ التسجيل :  Feb 2011
 أخر زيارة : 04-25-2020 (03:55 AM)
 المشاركات : 4,949 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Purple
افتراضي رد: قوافل الحج في العصر العثماني



خالص تقديري للطفك وفائق إحترامي لسموك الراقي
أمنياتي لك
بسعادة مكللة براحة البال لا يطالها الزوال


 
 توقيع : عطر الحب



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, العثماني, العصر, قوافل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أروع اناشيد الحج بمناسبه اقتراب موسم الحج انشودة ياطير وين مراوح رائعة جدا ياسمين عبدالحي ๑۩۞۩๑ شجون مسموعه ๑۩۞۩๑ 1 12-12-2019 10:03 PM
مصر في العصر العباسي BAYALA ๑۩۞۩๑ تاريخ وحضاره ๑۩۞۩๑ 1 07-14-2017 09:49 AM
الأثر العثماني في بيوت وقصور فلسطين التاريخية نواف ๑۩۞۩๑ تاريخ وحضاره ๑۩۞۩๑ 2 08-21-2016 11:32 PM
الحج (( الترغيب في الحج ))... يوسفية الملامح ๑۩۞۩๑ نفحات ايمانيه ๑۩۞۩๑ 2 02-14-2014 06:50 AM
تواقيع الحج - صور رمزية لـ مناسك الحج - صور شخصية ذو الحجة مسريها ๑۩۞۩๑ نفحات ايمانيه ๑۩۞۩๑ 19 10-14-2011 10:47 PM


All times are GMT +3. The time now is 10:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا
This Forum used Arshfny Mod by islam servant