العودة   منتديات كلك غلا > ۩ المنتدى الأدبي ۩ > ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑

๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ ۞ قصص وروايات لتمتعو بها قلوبكم وعقولكم ۞

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-15-2018, 05:56 PM   #1

 
الصورة الرمزية ضوء

? العضوٌ?ھہ » 726
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,426
?  نُقآطِيْ » ضوء is on a distinguished road
افتراضي رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثالث..الجزء السادس

الجزء السادس : في الغرفة
إنتصبت جيدا و رفعت رأسي كما في المرة الأولى دون أن أحاول فتح عيناي، و انطلقت في السفر الداخلي لاح أمامي و بداخلي ذلك العجوز الذي سأصيره يوما حتما سأصيره هذا مؤكد، إنسان لا جدوى منه، تتقاذفه لعنات الناس و يكرهه الجميع، حتى لباسه المتواضع لا يكف عن إحتقاره، مبديا إياه في حلة حقيرة و قذرة، و عصا أقل أمانيها أن لا يطالها مجددا الملمس الخشن ليديه.
حقيرا بين الناس و يفضل الوحدة في أماكن دنيئة، مثل زريبة السي موحا، فيها يلتقي بالعجزة أمثاله يشتركون الحقارة، و يقتسمون كؤوس اللعنات.
و يحدث أن يلتقي بشباب مثلي شاخوا قبل الآوان، يلعبون و يغنون و يمضون وقتا لا بأس به في إنتظار أحدهم في إنتظار صخرة أو حجرة، ربما في إنتظار الطفولة علها تعود .. لكنها لن تعود لذا علينا أن نبحث عنها .. هكذا إذا أنا أبحث عن الطفولة ..أعتذر لكم إن قلت لكم ذلك، لكن هذا كل شيء ..
بسرعة فتحت عيناي و حملقت جيدا في المرآة ..لقد مرت طويلة دون أن أرى وجهي فيها، أدير عيني بحذر شديد لأنني أمام أخطر خدعة قد يقع فيها المرء. إن وجهي ليس له معنى و لا يوحي بأي إحساس، فقط ملامح شائخة من الشيخ الذي حدثكم عنه، و أخرى طفولية من الطفل المتشرد الذي هو سبب هذه العبث- ولقد تكلمت عنه سابقا أيضا حسب ما أتذكره- لا أعتقد أنه عبث لأنني أستخدم فكري في كل لحظة. دعونا نعد إلى المرآة، الشعر قد إنقرض تقريبا و الباقي إنسلخ من لونه الأسود لذا لدي قبعة، حاجبين خجولان و متناثران، خدين طفوليين و الأنف ليس أفضل حالا محمر و منتفخ من شدة البرد. و العينان لا لا، لن أنظر فيها، لأنهما تلخصان كل هذه الألم، كلما نظرت ينطلق ذلك الشريط المشؤوم، شريط الماضي.عيناي لا تحملان أية دلالة أو شيئا من الحياة، و الأهم أنهما لا تريان شيئا.
هل هذا كل شيء؟ قليل من الطفولة و كثير من الشيخوخة، أما الشباب فلا أثر له . آه آه الوقت يمر و الإحساس الفارغ يزيد شرخي و يتفنن في إذائي، لقد تعبت فعلا، تمكن الشرك مني سأغادر ..
هذه الغرفة أسكنها منذ زمن بعيد لا أعرف بالضبط، ربما منذ وفاة أبي، أو ربما منذ أن غادرت بيتنا، أو ربما الإثنين معا فالأمران سيان لدي ..لا يوجد فيها ما أملأ به الوقت، فأنام معظم الوقت، و أحيانا أستفيق من النوم بدون سبب، لأجد نفسي ملتصقا بالحائط المحاذي لوسادتي المتواضعة، مرعوبا خائفا، من تلك الأشباح التي أرسمها بيدي، و منطلقها صميم خيالي، مثلا يظهر الدولاب و كأنه تنين يكشر عن أنيابه يوشك أن يرسل لي كومة من النيران، خصوصا إن كان يحمل شيئا معطفا أو قبعة ..أو عندما أشعل شمعة حقيرة، لأتعقب أثار جرذ أو حشرة، فيتشكل ظلها فأخاف. و حدث مرة أن أشعلت عود ثقاب، ليس لشيء، فقط لأتأمل نقطة ضوء وسط الظلام، فتشكل ظلي على السقف الوقح. في البدء إستمتعت بالأمر، كنت أتسلى بتمييز الرأس و الأذن اليسرى عن اليمنى، لأن الأخيرة كانت بها ضربة من يوم ما، الأنف يظهر منتصبا و كأنه يؤدي تحية عسكرية، الشعر قد أتم مهمته و غادر المكان، العنق هزيل جدا بالمقارنة مع حجم الرأس، أستغرب كيف أمكن له أن يحمل كل هذه الأحاديث و الافكار المحشوة في ذاك الرأس! كنت حقا أسمتع بذلك، أشعل و أعود إلى الوراء و أستدير ناحية الجدار و أنطلق في المشاهدة. لكن عندما أتحرك فجأة أكتشف أنني كنت أراقب نفسي و ذاك الظل هو ظلي فاتراجع من شدة الخجل، نعم كنت أخجل من نفسي ..
و ما يزيد من حدة هذه الأحلام هو ضوء القمر حينما يخترق النافذة، و يسقط على قنينة الغاز، فينعكس ظلها فالقرب مني كأنها شيطانة أو ما شابه.. أنا لا أنكر أنني جبان، كان إخوتي دائما يقولونها، لكن فقط عندما يعم الهدوء و لولاه لما سكنت هذه السيارة الخردة بجانب الواد الجاف الفارغ الموحش وحيدا غريبا .. أنا لا أحب الهدوء القاتل ليلا لأنه ينذر عموما بحدوث شيء سيئ ..
غادرت المرآة، و إتجهت نحو الثقب الذي خلقته في جدار السيارة بالقرب من سريري، أنا شخصيا لا زلت أتذكر السبب الذي من أجله صنعت هذا الثقب، من أجل مراقبة السيارة المقابلة لي لعل الطفل الشريد يصل و يسكنها يوما، نعم، سأنتظره لعله يرجع يوما و يجاورني و يؤنسني، و قد أرق و أدعوه لعشاء هنا لدي- بالرغم أنه لا يوجد ما أطبخ له- و سنتبادل أطراف الحديث و نتذكر أيام الطفولة الحلوة، هذا إن أفلت من الموت جوعا و بردا أو من أصفاد الشرطة .. و ماذا إن عثر عليه العجوز الذي كان معي البارحة، فبعد أن إلتقى بي أمس، سينطلق في البحث عن الطفل الشريد لأن رحلة البحث لا تنتهي، خصوصا لدينا نحن التائهون البائسون في هذه الأرض و لقد قالها بنفسه..أعتقد أن الإنتظار سيطول كما حدث بالأمس هناك في زريبة السي موحا، لذا سأملأ الوقت بمراقبة الآخرين. و نهارا سأغادر الغرفة لابحث في الأرجاء ..
ضوء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...الرجل, ..الفصل, الثالث..الجزء, السادس, الظل, القرن, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثالث..الجزء الخامس ضوء ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:55 PM
رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثالث..الجزء 4 ضوء ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:55 PM
رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثالث..الجزء التالث ضوء ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:54 PM
رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثالث..الجزء 2 ضوء ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:54 PM
رواية القرن ...الرجل الظل ..الفصل الثالث..الجزء 1 ضوء ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:53 PM


All times are GMT +3. The time now is 02:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
دعم وتطوير نواف ا