بعد مدة من الزمن قام رافي من فراش المرض واستعاد عافيته بالكامل وإذ به في مكان لم يره في حياته، كانت المنازل على سفح الجبل و تربطهم جسور من حطب، كانت منازل صغيرة مصنوعة من القصب و أغصان الأشجار، قومها أناس بسطاء يستقبلون الضيف و يساعدون المحتاج و كان باب رزقهم هي الغنائم التي يفوزون بها من الغزوات التي يغيرونها على اللصوص و قطاع الطرق و كان هذا القوم يدعى بقوم الحروب لأن حياتهم كلها حروب.
فرح القوم لتماثل رافي للشفاء و استعادته لعافيته و من عادة هؤلاء القوم أنهم يقومون بوليمة للضيف ، يقيمون الأفراح و يهيئون مسابقة في القتال و الفائز يقاتل رئيس القبيلة و فرض على رافي المشاركة فيها ، فظن هذا الأخير أنها مكيدة للقيام بقتله و لكن قبل العرض و شارك في المسابقة ، قاتل رافي مقاتليه بضراوة حتى فاز عليهم جميعا و في الأخير حان دور قتال رئيس القبيلة .بقي رافي ينتظر إلى أن ظهرت فتاة ببذلة الحرب و دخلت الحلبة ليعلم بعدها أن رئيس القبيلة ليست سوى الفتاة و كان اسمها كارا، لم يرد رافي قتالها لأنه لم يقاتل فتاة في حياته و كان بالنسبة له عار أن يقاتلها حتى و لو كانت رئيسة القبيلة ، و لكن تحتمت عليه أن يقاتل أو يموت و فاز عليها دون أن يصيبها بأي أذى و لم يكن يدري أن قانون هذه الدولة يملي على الشخص الذي يفوز في قتال على رئيس القبيلة أن يصبح هو رئيس القبيلة بعده أو يعدم ، و بذلك نصب رافي رئيس قبيلة الحروب.
دخل رافي خيمته و كان معه الرئيسة السابقة كارا و مساعدها هايدي حيث كان هذا الأخير معروف بخططه الحربية و عدم خسارته أمام أي أحد ، أخبرت كارا الرئيس الجديد عن مهامه و عن دور هذه القبيلة في تحقيق الأمن و العدالة في البلاد ، حيث كان دورهم إبادة كل اللصوص و عقاب كل شخص لم يتم معاقبته على إجرام قام به ، و بالتالي فيجب على أي رئيس للقبيلة أن يقوم بذلك حتى و لو أذى ذلك لقتله ، و في الأخير صرحت كارا للرئيس أن هناك لصوص لم يستطيعوا لا القضاء عليهم و لا عقابهم و يدعون بلصوص الحياة ، لأنهم إذا سرقوا شيئا من أحدهم قاموا بقتله لكي لا يتعرف عليهم بعدها، كان رافي معروف بقوته و صلابته في القتال و كان هو المفتاح الوحيد في هذه الحرب ، حيث كانت كل الآمال منعقدة عليه للفوز على هؤلاء اللصوص ، كان رافي قد تأخر على قومه كثيرا و قد بدأ يقلق لذلك و لا يريد أيضا أن يقلق أباه عليه فعزم على إنهاء الأمر بسرعة لكي يستطيع الرجوع إلى قومه و إلى مملكته، قام رافي باجتماع سريع و جمع جميع القادة في خيمته ثم قام بإرسال ثلاث فرق صغيرة إلى الغابة التي كان يتواجد فيها اللصوص حيث كانت تحتوي كل فرقة على قائد و معه ثمانية مقاتلين ، حيث كانت المهمة المتكفلين بها هي معرفة عددهم و طريقة عملهم و أهدافهم المحتملة.
ذهبت الفرق الثلاثة إلى الغابة بحثا عن لصوص الحياة ولم يجدوا لهم أثرا، حيث كان يعرف عن هؤلاء اللصوص شدة دهائهم ودرجة إتقانهم لفنون القتال، عادت إحدى الفرق إلى القبيلة لتخبر رافي عن فشلها واستمرت الفرق الباقية في البحث، غضب رافي لتقصير الفرقة في عملها و أرسلها مرة ثانية إلى الغابة و أمرهم أن يرتاحوا نهارا و أن يبدؤوا البحث ليلا، في تلك الليلة بدأت الفرقة في البحث لتعثر على الفرقتين قد أبيدتا و قتل كل الجنود. عادت الفرقة مسرعة وأخبرت رافي ماذا حدث فقام رافي من شدة غضبه وذهب مسرعا إلى مكان المعركة فتفاجأ إذ أنه لم يجد إلا الدماء ولا أحد هناك.
آخر 10 مشاركات
04-15-2018, 06:01 PM
رواية الممالك الثلاثة الجزء 6
العرض العادي
