آخر 10 مشاركات
1 (40) أنيقة هي النفس (الكاتـب : - )           »          1 (40) الحياة تحتاج تقبل لتمشي (الكاتـب : - )           »          1 (83) ثقافة الاستغناء (الكاتـب : - )           »          1 (40) ف ستذبل قبل وصوله إليك (الكاتـب : - )           »          1 (40) فورمات لسطح قلبي (الكاتـب : - )           »          1 (40) ما معنى: ان عرضنا الامانة على السموات والأرض؟ (الكاتـب : - )           »          1 (40) سورة المعارج وسبب تسميتها (الكاتـب : - )           »          1 (40) فضل سورة البقرة (الكاتـب : - )           »          1 (40) سورة الضحى (الكاتـب : - )           »          1 (40) بعض فضائل سورة الفاتحه (الكاتـب : - )


العودة   منتديات كلك غلا > ۩ المنتدى الأدبي ۩ > ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑

๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ ۞ قصص وروايات لتمتعو بها قلوبكم وعقولكم ۞

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-15-2018, 05:40 PM
حكايه عاشقه غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 953
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5065 يوم
 أخر زيارة : 07-10-2018 (01:46 PM)
 المشاركات : 799 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : حكايه عاشقه is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية و آه يا زمن الجزء السادس




و آه يا زمن....

الجزء السادس


الصدمة الموجعة:


أطرقت "سارة" راجعة من حيث أتت و في قلبها بقايا كلمات أخرسها الألم و في عقلها افكار مشتّتة لا ترضى الإلمام.
لا تدري أتعود لبيتها أم تلتحق ب"نورا" لترتمي في أحضانها و تشكي لها مأساتها..
لم تكن لتتخيل نهاية علاقتها بحبيبها بهذه الطريقة المؤلمة...لم تتوقع أن يعدم حبها قبل أن يترعرع و يزهر.
لم تدري الا و قدماها تسوقانها الى بيت "نورا"، اعتلت الدرج في إعياء ،
طرقت بابها ،لتفتح "نورا"و قد أبدت ملامح الحيرة المزيفة:يا إلهي!!! "سارو"ما بك حبيبتي ؟؟
تبدين شاحبة و ما هذه الدموووع...ماذا حصل؟؟؟ ..هيا أخبريني...
ألقت "سارة" بجسدها المتهالك في احضان صديقتها (بزعمها)، و قد احمرت مقلتيها من فرط البكاء.
اتسعت عينا "نورا" تتظاهر بمحاولة إستعاب ما حصل ل"سارة",
أرادت التكلم لكن سبقتها "سارة" وقد نزلت دمعة من عينيها لتتساقط الاخريات:
لماذا يحدث معي ذلك ؟ ماالذي فعلته ...كيف علي تحمل كل هذا؟


عاودت "نورا" اسئلتها (بعدما جلستا على أقرب كنبة) و كأنها تريد أن تتلذذ بهزيمة صديقتها
في آخر جولة حب ما كاد يشب ليشيخ و يضمحل قبل أوانه.
شعرت"سارة" برعشة تسري بأوصالها،ريح تعصف بداخلها صوت يتردد برأسها يكاد يفجر خلايا جسدها ،
يجعلها ترتعش ،يفقدها صوابها ،يتلاعب بإدراكها ليصيبها بنوع من الهيستيريا المفاجأة،
فانفجرت صارخة:ما كان علي أن أطاوع حبه ...الخائن ..النذل...أتدرين؟؟ (تخاطب صديقتها "نورا")
لقد كان يخونني طول الوقت :ابتسمت بحس ساخر و عيناها لا تكادان تجفان من الدموع من فرط الحزن و اليأس و الحيرة
و هي تعاتب نفسها:انا لا ألومك"مراد" بل ألوم نفسي،
أعترف انني انا المذنبة، أخطأت في حق قلبي حين أودعته عند من لا يستحقه ...
أنا ..أي نعم أنا (و هي تضرب بيديها و بغيض على صدرها) أنا بحماقتي..بسذاجتي جعلتك تلوث رهافته و تدنسها...
أسندت رأسها على الحائط و هي تمسح دموعها لكن مرارة الخداع جعلتها
تبكي ..تنتحب...تهمس بنبرة انهزام: ها أنت الآن تتركني وحيدة أصارع عذاباتي ...
تفقدني لذة الاستمرارية في الحياة....
إلهي ..هل أستحق منه كل هذا العذاب ؟؟حرااام!!و الله حرااام..حرااام...
أخذتها "نورا" بأحضانها لعلها تهدأ بعض الشيئ،ربتت عليها بحب زائف...
تشبتت "سارة" بها و كأنها غريق يتمسك بقشة طالبا النجاة،
مسحت على شعرها المنسدل كي تزيل الاوهام عن مخيلتها لكنها انتفضت من حضنها ،
لازمت النظر للفراغ و شرعت بتمتمة كلمات غير مفهومة ادركت "نورا"بعضها رواية الجزء السادس((حسبي الله و نعم الوكيل)).
أخذت "نورا"تهدئ من روعها و تتظاهر بالاصغاء لها و الاهتمام بها
مما جعل"سارة"تأمن لها أكثر و تشكي لها ما حدث معها بالتفصيل بعدما التقطت أنفاسها و الأخرى تتلذذ في الانتقام
منها بحيث راحت تصب الزيت على النار، وتحثها على تركه، لأنه "لا يستحقها"،
و كل ذلك حتى توقد نار الخلافات بين "سارة " و حبيبها و تستمتع بتأججها..
وبالفعل كان لها ما أرادت إلى أن "حدث ما لم يكن في الحسبان"....
لقد تمكنت "نورا" من الاستحواذ على هذا الرجل الذي باعدت الخلافات بينه وبين حبيبته،
مدعية التدخل بينهما لحل المشاكل و فض الصراع،
ولكنها في الحقيقة كانت تتقرب منه بسلوكات ووجهات نظر تعرف مسبقا أنها ستنال إعجابه
لأنها تعرّفت على ملامح شخصيته من خلال صديقتها"سارة" التي كشفت أسراره،
وما هي إلا أسابيع حتى استطاعت ربط علاقة قوية ب"مراد" ثم تطور الأمر إلى الإعجاب المتبادل بين "مراد" و "نورا"
التي أبدت استحسانا لكلامه المعسول ، ولم تبد أي إمتعاض أو اعتراض،
بل أصبحت تشجعه بالابتسامات و تبادله نفس المشاعر، وتمضي وقتا طويلا في التزين للظهور في أجمل صورة أمامه،الى ان تعلقت به تعلقا شديدا فصار ﻻيقوى على فراقها.
و هكذا نجحت"نورا"في إفساد العلاقة بين الحبيبين.
غير آبهة بأواصل الصداقة التي جمعتهما.... و التي تحولت ابتداء من تلك اللحظة إلى بنزين يحرق أواصر العلاقة المتينة،
بينما يتفرج "مراد"على الدخان المتصاعد وكأنه ليس طرفا في إشعال ناره.
فما كان يهمه سوى فكرة الارتباط ب"نورا" بعد أن ينفصل نهائيا عن "سارة".
كل هذا و "سارة"غير مطلعة على ما يحدث بينهما، خاصة وأنها كانت تصارع "مسالة حتمية" لم تكن تحسب لها حسابا من ذي قبل،
الأمر الذي ألزمها المكوث في البيت و قطع اي اتصالات بها خارجه (البيت).
لم تكتشف"سارة" الخيانة إلاّ بعدما أعلمتها "راشدة"، تلك الفتاة الهادئة ، ذات الرابع و العشرين عاما؛ أكسبها طبعها الهادئ و طيبتها و رزانتها محبة كل من يعرفها خصوصا "أم أحمد" والدة "سارة"؛ فلكم تمنت ان تتخذ منها "كنة"(زوجة لأحمد) بحكم علاقة الجوار التي كانت بينهم لكن شاء القدر أن يرسم ""حياة أخرى"" لأحمد" فما كان من "أم احمد" إلا أن تسلم أمرها لله.


لقد كانت "راشدة" جارة "سارة"المقربة و في نفس الوقت صديقة "عمر" من بعيد ،
حيث جمعتهما سنوات الدراسة بالثانوية، ما سهل عليه الأمر في البقاء بالقرب ممن فتنته و طيرت النوم من عينيه("سارة")
..فما كان الأمر هينا عليه في اخبار "سارة" مباشرة بما رأت عيناه من "مراد" و "نورا"، بل كانت "راشدة"من استلمت المهمة و أخبرتها.
وتحت هذا البند، تعالت صرخات "سارة" الدفينة بعد تلقيها طعنات غدر من صديقتها التي وثقت فيها.
كان وقع الصدمة ذو أثر كبير على "سارة" التي لا تعرف كيف تحل هذه المشكلة خاصة و ان طرفي الصراع فيها
حبيبها و اعز صديقة لها كما كانت تعتقد.
فما كان منها الا التسليم بقضاء الله و قدره، بعدما قطعت علاقتها نهائيا مع الاثنين.
لم يكتفي "مراد" بما فعل ب"سارة"بل تعمد أن يحرق قلبها ،فقرر أن يعلن رسميا
خبر "رغبته" في الارتباط بحبيبته "نورا" أمام و الديه و هما على طاولة الغذاء .
إفتتح "مراد" جلسة النقاش بالتلويح لأمه (السيدة "ليلى") بسبانته و غمزة بطرف عينه خلسة عن والده السيد"محمود"،
و ترك لها بقية المهمة في تنبيه الوالد علما بأن هذا الاخير صعب الطباع و لا يرسى أبدا على قرار أحد غير قراره .
لقد كان عكس زوجته "ليلى"تماما ، تلك السيد المرحة بقلبها الطيب حنونة،محبة للخير، إجتماعية جدا رغم بورجوازيتها .
لذلك اعتمد "مراد" عليها في التدخل لتسهيل المهمة بمراوغة الوالد و محاولة تليينه
حتى يتقبل أمر الخطوبة.لأن ما كان يهمها أساسا هو سعادة ابنها الوحيد.
فهمت السيدة"ليلى" مقصد إبنها لانها كانت قد أشارت له من ذي قبل مرشحة له كزوجة المستقبل الآنسة"هدى"
ابنة صديقتها المفضلة و المقربة السيدة"نهاد" .و كانا قد تحدثا كثيرافي الأمر دون الوصول لاتفاق لأن حب "سارة"
كان يحلق أنذاك في سمائه و كان شغله الشاغل، و ها هو الآن يستبدله (حب سارة) بحب "نورا"
الذي أعمى بصره و بصيرته حتى أنها ("نورا") بدلالها و جرأتها المتزايدة تمكنت منه بالسيطرة على مشاعره
فصار من المستحيل أن يرفض لها طلبا خصوصا هذا الذي في قرارة نفسه الآن (الزواج).
لم تكن السيدة "ليلي"تعلم بهذا التطور فما كان منها سوى مسايرة إبنها في تلبية رغبته و الغائبة عنها أساسا.
ابتسمت السيدة "ليلى" بمكر محولة ناظريها صوب زوجها حتى ينتبه و قالت مخاطبة إبنها :زواج دفعة واحدة ؟؟
ألم نتفق على الخطبة فقط و الباقي بعد إستلامك الشغل رسميا.
أتراك لست بالهين يا ابني ، يبدو أنك رتبت لكل شيئ، ثم أضافت:أكيد بني لن نختلف على اختيار العروس...هاه؟؟
أجاب "مراد" بنفس أسلوب أمه (المكر):من تقصدين أمي؟؟ثم أضاف: هل تتوقعين أن اطاوع رغباتك
و أدفن بقية عمري في سجن من ترينها بنت الحسب والنسب والمقام الكبير في مجال المال والسياسة ،
الكريمة المصون "هدى" إبنة صديقتك المفضلة مدام"نهاد"؟؟؟
لا أمي .. أرجوك لن يحدث ابدا،أعتقد أن الامر يخصني شخصيا....
لقد حزمت أمري و اخترت شريكة حياتي و انتهى الامر.
تغيرت ملامح السيدة "ليلى"و عبست في وجه ابنها مخاطبة بلهجة عتاب:ماااذاا؟؟ما بها "هدى"بني؟؟..
جمال و أدب و مستوى دراسي عالي و فوق هذا...
قاطعها "مراد" محاولا غلق موضوع "هدى" قائلا:أمي لقد قلت كلمتي في الموضوع و انتهى ...
ثم أضاف يجادل والدته فقاطعه والده السيد"محمود"بلهجة التهديد:كفى هراءا ، لا أريد سماع المزيد من تفهاتك
ثم واصل تهديده بقوله:لقد قررت منذ فترة أن أعينك مساعد مدير إحدى فروع الشركة هناك في كندا ،
ستسافر خلال أسبوع لتباشر مهام الادارة و تستلم الشغل رسميا.
قام "مراد"مغاضبا من على الطاولة و قال:أسبوع؟لا بابا أرجوك...ليس قبل أن يتم مانويت الإقدام عليه.


ناظره والده بعينين جاحظتين يكاد الشرر يفتكهما: ماذا؟؟ماذا تقصد ب"نويت الاقدام عليه"
أراد "مراد"التعليق فقاطعه بغضب و قد جن جنونه فقبض قبضة بيده و أرخاها على الطاولة
بصوت مدوي اهتزت له اغراضها (الطاولة) و عقب:هل يعني هذا أنك تتطاول علي؟
تدخلت السيدة "ليلي" مقاطعة:إهدأ عزيزي و لا تتعصب ؛ سيفور دمك و ستصاب بالنوبة ونحن في غنى عن ذلك.
حول السيد "محمود ناظره نحو زوجته و راح يؤنبها:أنت السبب ، أنظري لنتيجة تربيتك و دلالك، ثم راح يهدد و يتوعد
قائلا:ليكن في علمك "مراد"...لا أريد مزيدا من هذه التفاهات لانها لا تستهويني البته...
أظن أن كلامي واضح... و إلا سيكون لي شأن آخر معك ...
أقسم بأني سأتبرأ منك و أحرمك من الميراث و التمتع بأملاكي
إن تجرأت و خالفت قراري.


ثم قام غاضبا من على الطاولة يكاد يوقع المقعد من شدة الدفع تاركا "مراد"و قد تسمر في مكانه لا يقوى على الحراك
غارقا في بحر من التساءلات ..كيف له أن يترك "نورا"حبيبة قلبه و كيف سيفسر لها قرار والده الحاسم.
أخذ يسترجع الاحداث التي مرت به منذ أن تعرف على "سارة" إلى أن إنتهى به المطاف الى "نورا"، و الغضب يمرجح مشاعره بين الهدوء و الاثارة و لا يرسى على بر في محيطه المزاجي،يتأفف تارة و يضرب على الطاولة تارة اخرى و عيناه صوب المكتب ، هناك اين إستقر والده لعله يهدأ قليلا.
عصفت بذهنه التساؤلات ،لا يدري هل اخطأ في حق "سارة"أم كان على حق في اتهامها؟ ثم تراءت له الحالة التي تركها عليها فهل يا ترى كانت مشاعرها صادقة نحوه أم كانت تتلاعب به طمعا في ماله فقط ؟؟؟
أخذ يلكمه رأسه في حيرة من أمره هامسا لنفسه:لا لا ﻻ يمكن.. ثم يعاود الاتهام و يقول : و لما لا تكون كذلك ..ذئب في ثوب حمل وديع!!
كيف لا يتهمها و "نورا"الحقودة لم تترك له ثغرة واحدة يتسلل منها لمعرفة الحقيقة .
ثم جال ذهنه في التفكير ب"نورا" و ما سيكون مصيرها و كيف ستكون ردة فعلها حيال الأمر.
ثم اردف قائلا:لا ...لن أتنازل عنك"حياتي" اعدك بذلك "نورا".
قامت السيدة "ليلى"و تقدمت صوب إبنها و إحتضنته بشدة حتى تبدد توهانه(تائه) و تخلصه من أوهامه،
ثم أجلسته على مقعده وراحت تخفف عنه فيما سقطت دمعة من عينيه و لسان حاله يقول:
لم أعتقد ان ينتهي حلمي هكذا...
أخذت والدته تتوسل اليه بأرق الكلمات ليهدأ قائلة:لا بأس بني، أعدك أن الأمور ستكون في صالحك فلا تقلق.
ثم أكملت :آسفة إبني عن كل ما حصل..ثم سحبت يده بلطف و حنان و قبلتها و نطقت بنبرة دافئة:تعالى حبببي، أنت بحاجة لأن تسترخي في عرفتك على سريرك، أعدك أن كل شيئ سيكون على ما يرام ، ثق بالله ثم بي حبيبي...فكثرة التفكير لن تنفعك بل ستؤرقك و تتعبك ،سأكون بجانبك حبيبي فلا تقلق.
لم يستطع "مراد"مقاومة رقة والدته و طبعها الهادئ المحب فطاوعها و قام ممسكا بيدها ، مستسلما لطلبها فالتصقت به و أخذت ذراعه و طوقتها على رقبتها ممسكة طرف يده و تأبطت خصره بذراعها الأخرى و سارت معه نحو غرفته.
جلسا على حافة السرير فيما كانت والدته تساعده في خلع سترته ووضعها على جانب ،ثم استطردت تقول برقة متناهية حتى لا تزعجه و هي تمرر يدها على خده:بني؛؛ والدك على حق و هو أدرى بمصلحتك ؛ ثم لا تنسى أنك إبنه الوحيد و الوريث الشرعي لأملاكه بعد عمر طول إن شاء الله؛ لذلك لا أريدك أن تتهور و تفسد عليك كل شيئ.
تبسم "مراد" في وجه والدته الحنون التي كثيرا ما تغلبه برقتها و عطفها المتناهي في مواقف شتى ، فأسند رأسه على صدرها يرتجي راحة البال و الهدوء النفسي.فطوقته والدته بذراعيها و قبلت رأسه و هي تمرر وجنتها بحب على خصلات شعره الاملس...وهمست له:أحبك يا عمري.
ثم تأملته بحب و ابتسمت متناسية ذلك المشكل الذي تسبب فيه ولسان حالها عاجز كيف لها أن لا تقوى على الدفاع عنه أمام خيار زوجها.. ثم قامت لتستأذن وهي على الباب أطرقت تعظ ابنها و توصيها قائلة: الإبن الصالح يطيع أوامر الوالدين و لو كان على حساب سعادته و يتغاضى عن زلاتهما ، فمن منا يخلو من العيوب يا بني؟ثم راحت تدعو له بالهداية و الثبات.
فهم "مراد رسالة والدته فأبدى الرضا بتقاسيم وجهه ؛فهو لا يحبذ أبدا أن يغير نظرته الطيبة لوالده مهما كلف الأمر، فعقد النية أن يعتذر منه بطريقته.
غادرت السيدة "ليلى" غرفة إبنها لتتركه يستريح و توجهت لتوافي زوجها في المكتب علها تتمكن من تهدئته و إرضاءه.
لقد احست ان زوجها ليس على ما يرام بل بدى كل شيئ مقروء في نبراتها العصبية.فهو لم يعتد على الخذلان او التهميش من أحد أبدا خصوصا زوجته و إبنه و مع ذلك كتم غيظه و قرر العزلة في مكتبه لحين يهدأ من نفسه.


دخلت عليه زوجته ،اقتربت لتتطقس عن أحواله و مزيج من الحنان و الحب يملآنها ؛ جلست قربه تحاكي افكاره المضطربة، وتتمعن في نظراته التي تعكس عدم الرضا بالحال.




أرادت ان تتجنب غضبه محاولة بذكاء غلق باب النقاش في الموضوع اياه لكن ذكره كان اهم نقطه يثيرها زوجها .
تظاهرت بالابتسام محاولة ان تهدئ من انفعالاته
فراحت تطيب خاطره دون الخوض في سبب المشكل ولسان حالها عاجز كيف لها أن تقنعه بأن ابنه عدل عن رأيه و لا يهمه من الأمر سوى رضاه عنه.
سألته وهي ادرى بحاله: هل أنت بخير حبيبي..تحتاج لشيئ؟
لم تتلقى الاجابة منه؛ فرسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها ثم أضافت:هل احضر لك بعض الشاي لتهدأ قليلا؟
حاول ان يتمالك غضبه ؛ أخذ يهز قدمه بتوتر و عيناه لا تبرحان صورة إبنه المرتبه فوق المكتب مع بقية الاغراض الأخرى.
تنهد مطولا و خرج من صمته و قال بهدوء مبطن بضيق :هل ما زال إبنك مصمم على رأيه؟
رفعت زوجته رأسها بإستفهام صوب نظراته العميقة المتفحصة محاولة تغيير الموضوع ، بعدما استرخت على الكنبه وقالت بتصنع : و هل تعتقد أن إبنك يهون عليه زعلك و عدم رضاك عليه ثم أضافت قائلة:لقد تركته يسبح في بحر ندمه و أسفه فيما بادر منه.
ابتسم السيد "محمود"و استطرد قائلا:ما حدث، ما كان ليخطئه...كان عليه أن يأخذ درسا حتى يتجاوز مرحلة الطيش ويدرك المسؤوليات التي على عاتقه . في حين كان "مراد" يفكر كيف يحاول ان يصلح ما أفسده دون منغصات و ان يتجاوز بحكمة ما حدث فقرر
أن يتصالح مع والده و يطلب عفوه عنه.
و بينما والداه منغمستان في الحديث عما جرى و اذا ب"مراد" يلج الباب و يستأذن لمقاطعته لهما حديثهما.
جال "محمود"ببصره بعيدا عن إبنه دون ان يدقق النظر اليه؛ تصنع اللامبالاة اثناء مثول ابنه امامه.فما كان من "مراد" الا الإقتراب منه ليستسمحه و يقبل رأسه و يده ،معربا له عن أسفه مما تسبب له فيه من غضب و قلة إحترام فيبقى والده و أوامره مطاعة.
فقال: سامحني بابا ...لم اقصد مضايقتك ..أنا آسف.
أمسكت "ليلى" بذراع زوجها و حاولت استمالته لتهمس في أذنه : ترفق به قليلا و لا تقسو عليه..سأترككما معا.
ثم اتجهت للمطبخ لتحضر الشاي.
قرب "محمود"ابنه و عانقه عناقا ابويا تاق ليرضى عنه و احس أن ما جرى قرب بينهما أميالا، ثم استأذن ليلتحق بغرفته لأنه أحس بتعب شديد جراء يوم شاق .


أقبلت "ليلى"تحمل صينية الشاي و عيناها تشعان فرحا؛ شاكرة فضل الله في هداية ابنها و رضا والده عنه ، ثم التفتت الى زوجها و قالت:هلا شربنا ثلاثتنا الشاي هنا بالمكتب ثم لينصرف كل منا على غرفته ..ما رأيك عزيزي؟؟
ابتسم "محمود"لذكاءها و ضحك الثلاثة و شرب الشاي.
ثم قام "مراد"و أردف قائلا: أستأذنكما بالانصراف الآن، ثم نظر لوالدته ممازحا وقال: لا تنسي أن تعدي لي الكيك المفضل غدا للافطار...تصبحان على خير
ردت "ليلى"أكيد بني...و أنت من أهل الخير حبيبي. غادر"مراد" المكتب و هو يحمل علامة الرضا ؛فما كان منه إلاا الانصياع لقرار والده .فالتريث و عدم المجازفة يفيدان كثيرا في حالته باعتباره الوريث الوحيد لسلسلة الشريكات و فروعها للسيد الوالد.





كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





v,hdm , Ni dh .lk hg[.x hgsh]s hgsh]s v,hdm





رد مع اقتباس

أخر 5 مشاركات حكايه عاشقه
المواضيع المنتدى المشارك الاخير الردود المشاهدة آخر مشاركة
اعداد دجاج محشي بالفريك والكبدة ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 814 07-10-2018 01:46 PM
غزل البنات بالفستق الحلبي ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1014 07-10-2018 01:46 PM
عمل شاورما لحم ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 823 07-10-2018 01:45 PM
مقادير عمل قوزي الشام ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 812 07-10-2018 01:45 PM
عمل ماكرون بجوز الهند ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 822 07-10-2018 01:44 PM

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء, السادس, رواية, زمن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية و آه يا زمن الجزء الخامس حكايه عاشقه ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:39 PM
رواية و آه يا زمن الجزء الرابع حكايه عاشقه ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:38 PM
رواية و آه يا زمن الجزء الثالث حكايه عاشقه ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:38 PM
رواية و آه يا زمن الجزء الثاني حكايه عاشقه ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ 0 04-15-2018 05:37 PM
ستار أكاديمي السادس ... وما النتيجة ؟!!! حكايه ๑۩۞۩๑ النقاش الجاد ๑۩۞۩๑ 5 04-12-2009 05:09 AM


All times are GMT +3. The time now is 07:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا
This Forum used Arshfny Mod by islam servant