عاد رافي إلى قبيلة الحروب مندهشا مما رآه في معسكر اللصوص، وقال في نفسه {لا أصدق ما رأيت كيف للرجل الثاني في مملكة الشرق أن ينزل مستواه إلى هذه الدرجة هذا مستحيل.....الرجل الثاني في المملكة يعتبر الملك نفسه فكيف يمكن أن يحدث هذا}. بعد ما حدث أيقن رافي أن وقت المواجهة قد حان حينها أخبره مارفل أن باهوو قد عزم على قتله لأنه يعتبره قد خانه بعد قصة الاختطاف، فاشتعل غضبا مما سمعه وأقسم أن موته سيكون على يديه ولكن قبل كل شيء يجب أن يتحدث معه ليسأله بعض الأسئلة، فأرسل رسالة مع هايدي مرافق الرئيسة القديمة لقبيلة الحروب يذكر فيها أن هناك أشياء قد تفاهموا عليها ولم يتموها بعد ويجب عليهم اللقاء لإكمال ما بدؤوه.
بعدما قرأ باهوو الرسالة انفجر ضاحكا وقال لأتباعه {أيظنني غبي لهذه الدرجة.... أيريدني أن أذهب إلى موتي بقدمي }، ثم مزق الرسالة و أخبر هايدي أن يقول لقائده أنه سوف يلاقيه وقت ما يريد و ليرسل إليه بمكان و زمان اللقاء و سوف يجده هناك ، عاد الرسول بالجواب و لم يكن من رافي إلا انه بدأ في التحضير للقاء متأملا أن يجد عند باهوو جوابا يزيل عنه كل الظنون المتعلقة به ، حظر الملك الصغير مارفل مسرعا و أخبره أن هذه مكيدة فليكن مستعدا من كل طارئ ممكن أن يحدث لأن رجلا نبيل يتعامل مع لصوص لا يمكن أن تتأمل منه أي خير ، احتار رافي ثم صاح بقوة {لا يمكن أن يكون بهذه الدناءة}، فجاءت للصبي الصغير فكرة و هي أن يستدعي الحكيم للاجتماع في الكوخ المهجور الذي بحث فيه عليه فقام رافي بإرسال خبر إلى باهوو ليدله على المكان و الوقت الذي سيحدث فيه الاجتماع ، بعدما علم الحكيم مكان الاجتماع بقي متصلبا في مكانه و قد أصابه نوع من الخوف و الهلع بعدما علم أن مارفل الصغير قد اتحد مع رافي و بالتالي فقد أعلمه بالخطة التي كان يريد تنفيذها .
ذهب باهوو مع أتباعه و معه مجموعة كبيرة من الحراس و عدد قليل من اللصوص و لم يكن يعلم أن رافي قد رآه و هو يتفاهم معهم ، بعدما دخل إلى مكان الاجتماع لم يجد سوى الرئيس و الصغير مارفل في البيت ، تقدم إليه و هو ينظر في أرجاء المنزل يمينا و شمالا ظنا منه أنها مكيدة لقتله ، لكن لم يحدث شيء من ذلك فقد كانوا لوحدهم ، جلس معهم في المائدة و سألهم لماذا أتوا به إلى هذا المنزل و ماذا يريدون منه فلم يجب أي أحد و بعدها صرخ رافي قائلا {ننتظر تفسيرا.....ماذا كنت تفعل مع أولئك القتلة في الوادي لا تنكر فقد رأيتك بعيني}، فضحك ثم رد عليه أنه لم يكن سوى سوء تفاهم فقد كان هناك بأمر من الملك للقيام بمهمة سرية و هي أن يصبح أحدا من هؤلاء اللصوص لكي يجد طريقة لهزيمتهم ، هدأت أعصاب رافي بعد ما سمعه و اطمأن قلبه قليلا ، ليتدخل مارفل بعدها قائلا {إذا كان والدي من أعطاك الإذن بذلك فهل هو أيضا من أخبرك أن تقتل رافي و أتباعه ؟} ، صمت الحكيم قليلا و قال بغضب لا ليس هو و لكن بعدما فر من المملكة ظننا أنه جاسوس و يريد أن يضر الملك بشيء فأعطيت الأمر بقتله ، انفجر الفتى ضاحكا ثم قال {آه فقد أخبرني الملك أيضا أنه أمرك أن تخطفني و أن تقتل شارك}، تذكر رافي حينها الاتفاق الذي كان بينه و بين الحكيم باهوو و أيقن أن كل كلامه كذب و لكن لم يرد أن يعلمه بذلك فأنهى الاجتماع و كل ذهب إلى حال سبيله ، و في تلك الأثناء أرسل سايكر ملك مملكة الجبال رسالة إلى ملك مملكة الشرق يخبره أن ابنه قد تم اختطافه في مملكته و إنه إن لم يعثر عليه في غضون عشرة أيام فهو وحده من يتحمل عواقب ذلك و هذا يعني أن حربا ستقوم بين المملكتين.
آخر 10 مشاركات
04-15-2018, 06:01 PM
رواية الممالك الثلاثة الجزء 8
العرض العادي
