آخر 10 مشاركات
1 (40) أنيقة هي النفس (الكاتـب : - )           »          1 (40) الحياة تحتاج تقبل لتمشي (الكاتـب : - )           »          1 (83) ثقافة الاستغناء (الكاتـب : - )           »          1 (40) ف ستذبل قبل وصوله إليك (الكاتـب : - )           »          1 (40) فورمات لسطح قلبي (الكاتـب : - )           »          1 (40) ما معنى: ان عرضنا الامانة على السموات والأرض؟ (الكاتـب : - )           »          1 (40) سورة المعارج وسبب تسميتها (الكاتـب : - )           »          1 (40) فضل سورة البقرة (الكاتـب : - )           »          1 (40) سورة الضحى (الكاتـب : - )           »          1 (40) بعض فضائل سورة الفاتحه (الكاتـب : - )


العودة   منتديات كلك غلا > ۩ المنتدى الأدبي ۩ > ๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑

๑۩۞۩๑ القصص والروايات ๑۩۞۩๑ ۞ قصص وروايات لتمتعو بها قلوبكم وعقولكم ۞

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-17-2018, 02:34 PM
حكايه عاشقه غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 953
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5066 يوم
 أخر زيارة : 07-10-2018 (01:46 PM)
 المشاركات : 799 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : حكايه عاشقه is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصة صريعة الحب




صريعة الحب

بعد ثلاث سنوات متتالية من الجفاف نفد صبر "حمادي" ذو الثلاثين ربيعا ببلدته الجبلية حيث تُعتبر الفلاحة النشاط الوحيد الذي لا يعرف الأهالي غيره لكنه شهد تراجعا في المحصول وبالتالي عائدات الأسر فأصبحت الهجرة للمدينة شغله الشاغل بحثا عن شغل وآفاق عيش أحسن . تردد كثيرا في اختيار وجهته ليختار مدينة فاس بحكم زيارته لها من قبل للتبضع أو الترويح عن النفس أيام ازدهار النشاط الفلاحي حيث كان والده لا يبخل عليه بالمال في محاولة لثنيه عن فكرة الهجرة التي لم تكن تبرح فكره ،لكنه هذه المرة قصدها للبحث عن مورد رزق ، و قد كان طيلة السنين الماضية شبه عاطل لا يتقن أي حرفة ولم يسبق له ولوج المدرسة حتى أن والده كان يستأجر الشباب الهاربين من الحواضر و المداشر القريبة لبلدتهم بحثا عن عمل موسمي بالحقول ليجد نفسه أمام موقف مُسْتجد مجهول المصير ،استأجر بيتا صغيرا بالسطح بحي غاية في التهميش مقابل دراهم قليلة استنفدت بعض مدخراته التي خرج بها من بلدته ، ثم بدأ يخرج كل صباح للبحث عن عمل ليجد نفسه قد فاته القطار لتعلم حرفة تضمن له رزقا و كرامة تتماشى مع أَنفته و دلاله لكنه لم يجد من حل غير الاشتغال كمأجور في قطاع البناء ليقصد ورشا بالحي الذي سكن فيه حيث طلب منه المسؤول الحضور في اليوم الموالي ، في الصباح الباكر قصد ميمون عمله الجديد ليأمره مشغله بحمل الرمل في أكياس و الصعود بها للطابق الثالث ،كان قوي البنية و حاول الاشتغال بحماس استنفد جهده قبل الظهيرة فجلس ليستريح فنهره المشغل طالبا منه الاستمرار إلى حين وقت الغذاء و هو ما لم يألفه من قبل ،غادر العمل دون نيل و لو دراهم قليلة مقابل ما قام به ، ليعاود التقاذف بين أمواج فكرة العودة للبلد الراكد اقتصاده و البقاء في مدينة عليه تحمل قسوة الشغل و المُشغل إن أراد العيش ،
فكر بعد خلوده للراحة التي لم يعُد ينعم بها فكره ليذهب به خياله وسط قيض شهر ماي الاستثنائي الذي أضناه " ببيت السطح" لمشروع بيع المثلجات كحل مؤقت ،ليبدأ في تَحَسُّس أثر المزودين بالسلع و الخبرة اللازمة ،كان الموسم الدراسي على مشارف الانتهاء ليجد له موقعا عند باب مدرسة ابتدائية ، انتعشت تجارته البسيطة لتسد رمقه و تساعده على أداء واجبات الإقامة الجبرية. على مقربة من المدرسة، ذات يوم كانت شابة بملامح بربرية بدت له من لون عيونها و بشرتها تمر لتصطدم عينيها بعيونه العطشى لكل شيء جميل في ظل قسوة الحياة الجديدة ، ابتسمت للفتى الأشقر و غادرت تاركة في قلبه ظمأ لن تكفِهِ كل مثلجاته المعروضة لإطفائه، لتزيد من معاناته ،انتظر حلول موعد افتتاح المدرسة في اليوم الموالي على أحر من الجمر علاوة على حر الصيف المُبكر في شهر ماي لا يهمه ما سيحصله من مال بل ملاقاة بربرية الملامح التي ابتسمت فعبثت بكيانه، مرت الأيام ولم يصادف وجهها بين الوجوه التي أصبح مشغولا بها أكثر من انشغاله بالأطفال الراغبين في شراء المثلجات منه، فأصبح يخشى نهاية الموسم الدراسي دون مقابلتها لأنه سيُجبر على مغادرة مكان مرورها، ذات يوم وهو يدفع عربة المثلجات عائدا إلى مَعْقله صادف الوجه المرسوم في خياله صحبة امرأة مسنة حدق جيدا كأنه يريد التأكد أنه لا يحلُم و تتبع أثرهما كأنه بائع مثلجات متجول ليقف على أعتاب الحي الذي تسكن فيه ساحرته و التي تعمدتِ التأخُر قليلا و ألقت سهم ابتسامة أخرى نحوه و هي تغلق باب منزلهم .
غادر دون أن يبيع سنتيما من معروضه لكن فرحته كادت تنسيه عربة التجارة كلها ، في اليوم الموالي تَسَمَّرَ بعربته عند مدخل الحي منتظرا إطلالة الشمس خرج شاب و معه رجل طاعن في السن ثم فتاة كأنها هي نبض قلبه ساعة رؤيتها لكنها مرت بجانبه ولم تُعره اهتماما ، استجاب لِثِقل جسمه الطارئ وجلس على درج هائما في سراب حلمه الذي تبدد، انتظر بعض الوقت ليَخِف حمل جسده الثقيل على رجليه و يغادر، و إذا بفتاة تقف عند عربته تريد مثلجات رفع عينيه كمن لا يريد أن يبيع ليُفاجئ بالبسمة التي عهد ، ارتجفت يداه و هو يملأ قالب المثلجات ناولها طلبها , فناولته المقابل حاول إرجاعه لكنه فوجئ بالشاب الذي خرج من المنزل من قبل قادم فاضطر لأخذه ثم غادر اتجاه المدرسة كطفل اشترى لعبته المفضلة في عاشوراء. عاد ليلتها للقصر البهيج في السطح يُضاحك النجم الباسم ، في اليوم الموالي عاود رَكْنَ عربته بباب الحي لتخرج آسِرَته في طريقها لسوق الخضر البعيد شيئا ما عن الدار ليعود لحرفة البائع المتجول قبل أن يقف عند درج تعذر معه اصطحاب عربته ليترك مثلجاته و يلحق بها عند منعطف زقاق انتظرته و حُمرة وجنتيها زادت بسمتها نضارة سألها عن اسمها فإذا بها زُليخة الاسم المبجل عند أهالي الريف كانتْ كطائر متأهب يراقب كل قادم مخافة أخيها الذي سبق أن شاهده أمس ، تبعثرت الكلمات عند خروجها من فمه حين سألته عن اسمه كطفل يتأتئ في الكلام حم ...حم .. حمادي ،أريد الحديث معك مطولا و أظن الوقت غير مناسب في هذا المكان ، كاد الدم يطفح من وجنتيها وهي تقول له : انتظرني غدا عند السادسة قرب حمام الحي ، لكنني لست من هنا و لا أعرف مكان الحمام مستعجلا في الكلام... ،لمحَتْ فتاةً قادمة، سآتي عندك قرب المدرسة قالتها مغادرة و تركته مُسَمَّرا مكانه كمن ينتظر غدا ليحضر إليه في تلك اللحظة، سار أمتارا كنائم يمشي إبان نومه يقصد منزله ، يا إلهي العربة ،لينطلق مهرولا تأوه حين وجدها تنتظره ، كان به إحساس يريد أن يوزع مثلجاته على الأطفال و المارة مجانا احتفاءا بالحدث ، تأخرت شمس ذاك المساء في المغيب و طال ليل الانتظار،.
حل الصباح بدت له الشمس أكثر إضاءة يومها قصد المكان قبل موعده المعتاد كتلميذ نجيب استعد للامتحان جيدا و تعجل في الذهاب للمدرسة، ظل طوال اليوم ينتظر ولم تأت ذات العينين الزُرق إلا بعد انصراف آخر فوج من أطفال المدرسة عند المساء تَمْشي على حياء بِجلبابها الوردي و لون الورد على خديها مرت أمامه فأخذت منه قلبه وسارت به أمامه و هو يدفع عربته في حي لم تطأه قدماه من قبل ، على مقربة من شجرة وسط حديقة وقفت ,أوقف عربته وألقى التحية وحاول استظهار ما حَضَّرَ من كلام مُذْ وعدته باللقاء الذي لم يُصَدق وقوعه حتى و هي أمامه ، ارتبك في الكلام ثم قال باختصار أنا من " الجْبَلْ "و جئت للعمل وتجارتي تعرفينها و أريد أن أتزوجك إن لم يكن عندك مانع ، سقى الورد حمرة فزاده وهجا ،تلعتمت الحسناء في الكلام اممم ..لكن... سأستشير والدتي وألقت نظرة في عينيه واختلط في وجهها دمعة فرح ودهشة بالبسمة التي زينت مدينة فاس في عينيه العسليتين ثم غادرت . عاد القتيل لا يعلم أين يجب عليه الذهاب ، سبقه خياله إلى بلدته لإخبار والديه للمجيء لخطبة الفاتنة يُقَطِّبُ حين يتذكر أن والدته ستُمانع لأنها اختارت له ابنة أخيها كزوجة من قبل، و الوالد لطالما حذرني من بنات الحواضر،لحسن الحظ أن عربته كانت تعرف الطريق وحدها و عادت به لمستقرها القريب من سكناه.
مرت الأيام و الأسابيع و لا أثر لمن يهمه خبرها ، كلما مر من الحَيِّ الذي تقطن به تكسرت أحلامه حين اصطدامها بالباب و النوافذ الموصدة ، يعود لِمِخَدته تهمس في أذنيه أسوأ الاحتمالات يقوم مكلما نفسه : لا ،لا، لا يُمكن ، و الموسم الدراسي يُشرف على الإجهاز على حلمه و عربته أصبحت ثقيلة على سواعده ، و المحطة الطرقية والحافلة اتجاه بلدته تبدو له سبيله للخلاص من وحشة ليله و مقامه و عمله الذي لا يُصَبِّرهُ عليه سوى الشقراء ... ذات يوم و الشمس في طريقها للأفول و بينما حمادي في طريق العودة لبيته صادف الحسناء و على وجهها ابتسامة شاحبة لتبرر له سبب غيابها و تأخرها في الرد عليه ، ذلك أن والدتها أَلَمَّتْ بها وعكة صحية مفاجئة أدخلت على إثرها المشفى لتكتشف إصابتها بداء السكري المزمن حيث أمضت رفقتها حوالي الأسبوعين و قد واتت الفرصة لإخبارها بطلب الارتباط وقد وعدتها أنها ستُقنع والدها الذي كان دوما يضع شروط تعجيزية لكل من تقدم لخطبتها سابقا لتجد نفسها في سن الثلاثين على عتبة العنوسة، و أن الأمر لا يعدو مسألة أيام للرد النهائي ، غادرت و ابتسامتها الأليمة تُزحزح شفتيها عن ثناياها بصعوبة فائقة ليُغادر صاحبنا مسرعا اتجاه وسادته يخبرها أن حدسها كان خاطئا ....بعد يومي انتظار جاءته البشرى بنفس المكان الذي استقبل فيه البسمة التي غيرت كل حياته و أصبح "ولد الجْبَل" مُلزم بالعودة له و إقناع والدته بصرف النظر عن ابنة خاله التي لم تكمل السادسة عشر ربيعا وتزويجه من التي لم يعد يرى غيرها في الكون . استغل اقتراب شهر رمضان كمناسبة للعودة لصلة الرحم مالئا حقيبته بجلباب لوالدته "يامنة" و "بَلْغة" للوالد و أغراض أخرى دليلا على أنه أصبح رجلا قادرا على المسؤولية ليُفاتح والدتَه التي أخبرته أنها كانت تتوقع هذا من "بْناتْ لَمْدينة" قبل أن ترضخ لطلبه الذي استعصى عليها إقناعه بالتخلي عنه لتقرر صحبة الوالد "علال" موعد ثاني أيام الفطر بعد رمضان للذهاب لخطبة "زليخة" ،. أمضى أسبوعا هنالك كأنها السنين ليعود و يدفع عربته اتجاه حي الأميرة الحسناء ليُخبرها بموعد القدوم لخطبتها....
جاء يوم الخطوبة و حضر والداه معه ليقابل والدها "الغازي" و والدتها "لعزيزة" بحضور أخيها و أختها التي تصغَرُها بسنوات قليلة و تشبهها في ملامحها ، كانت "لعزيزة" قد مهدت الأجواء لتفادي أية عرقلة و لم يبق للغازي سوى شروط شكلية ألا و هي إقامة حفل الزفاف بمنزله و كذا السماح لزليخة برعاية والدتها في أوقات عمل أختها و أما أخوها "ميمون " فكل هَمِّه و حُلُمه كان هو الذهاب للديار الأوربية ...، لينتهي اللقاء بقراءة الفاتحة على روح عزوبة الشقراء و "حمادي"
ليلة الزفاف لم يحضر إلا القليل من عائلة حمادي وغابت والدته التي لم يعجبها شرط إقامة حفل زفاف ابنها الوحيد بعيدا عن القرية الذي تقيم فيها ليبدأ الصراع .
بعد الحفل اكتريا شقة صغيرة كبيت للزوجية ليستمر في تجارته القديمة مُلبيا طلبات زوجته القنوعة الطيبة التي كانت تستغل و قت غيابه عن المنزل لرعاية والديها الطاعنين في السن ثم العودة قبل زوجها لتنير له البيت بالبسمة التي أشرقت له بها الحياة بعد معاناة الانتظار ،مرت الأيام و أنجبت الشقراء جميلة مثل أبويها اختاروا لها من الأسماء "سعاد" ثم بعدها بأربع سنوات رُزِقا بملود ذكر سمياه "محسن" ،بدأت أحوال العائلة تتضعضع بسبب كثرة عارضي المنتوج أمام المدارس و في الساحات العامة ...
توالت الأحداث و كَبُر الأطفال و ازداد الوضع المادي رداءة و أصبح أبناء حمادي يعانون من نظرات الازْدِراء من أقرانهم الذين كانوا يُعَيِّرونهم بمهنة والدهم الذي لم يجد مكانا لمزاولة نشاطه غير مكانه القديم بباب مدرستهم ، تأثرت سعاد نفسيا و تراجع مستواها عند بلوغها الصف الخامس ، أضِف لذلك ظروف والديها الأُميين العاجزين عن توفير دعم دراسي لها داخل أو خارج البيت بسبب العوز المادي لتجد رسوبها آخر الموسم ذريعة لمغادرة الدراسة هاربة من النظرات الدونية من لدن الأطفال ، بينما استمر محسن ثلاث سنوات ليتفرغ بعدها للعب بين الدروب حتى بلوغه سن الحادية عشر و يتمرد على مواثيق حقوق الطفل والجا عالم" شغل الأطفال" بل استغلال الأطفال سائحا من صنعة لحرفة لتجارة موسمية محاولا مساعدة والده في إعالة العائلة العليلة أوضاعها المادية.
كانت حالة عائلة الغازي المادية هي الأخرى قد ازدادت سوءا جراء راتب تقاعده البخس و مصاريف علاج الزوجة و حميتها الغذائية المكلفة لتُعجل بنفاد صبر ميمون الذي اختار رهان ركوب "قوارب الموت " للهجرة لأوربا حالما بالخلاص من وحل الفقر المدقع ليفسح مكانه لمجيء حمادي و زوجته للسكن بالطابق العلوي من منزل الغازي إعفاءا له من مصاريف الكراء و مشاركة الغازي تكاليف الإنفاق على العائلة الكبيرة و تخصيص رعاية أكثر للوالدة التي أنهكتها مضاعفات مرض السكري ،اضطر بعد سنين حمادي لترك تجارته القديمة التي لم تعد تكفيه مداخيلها و اشتغل بتجارة جلب السلع المستوردة و بيعها بالأسواق الداخلية مع ما يصادفه من عناء السفر و حجز السلطات على البضائع المستوردة بطريقة غير قانونية ، ظل على منواله الجديد بضع سنين قبل أن يضيق ذرعا و يصبح مقامه بمدينة فاس عبئا ثقيلا عليه ، ليبدأ بطرح فكرة العودة لبلدته صحبة زوجته و أبنائه كحل لمشاكله المادية ،لكن زوجته كانت تستعطفه البقاء قرب والدتها مذكرة إياه بالشرط الوحيد الذي وضعته للقبول بالزواج منه ،متفادية جرح كرامته بلين الكلام و طيبوبتها ،لكنه بعد وفاة والده أصبح نداء العودة ل"الجْبَلْ" لا يفارق فكره كانت سعاد قد بلغت السابعة عشرة ربيعا ،ليُلِحَّ حمادي على زوجته لمرافقته و العودة للاشتغال بالحقول التي ورثها هو و أمه عن أبيه ، حاولت المسكينة إقناعه بصعوبة الحياة هنالك خاصة على الأبناء إضافة لظروف والدتها الصحية المزرية لكنه كان مُصِرًا على قراره ،ليتطور الحوار بينه و بين الغازي الذي دخل على الخط و ذَكَّرَه بشرط الزواج الذي لولا قبوله من قبل "ما تنازلنا لنصاهر بائع مثلجات" ،سكت حمادي مطولا و دخل غرفته و عيني زليخة الحائرة تعتذر قبل لسانها، ليشرع حمادي في لَمِّ بعض ملابسه داخل حقيبته و نظرات الحزن من عيون طفليه الملئى بالدمع كأمهما ...
جلست المسكينة على الأرض حائرة أمام أمها المريضة الصامتة و الحزينة على مآل عائلة ابنتها، ليُخَيِّرَها عند خروجه ببن الذهاب معه أو الانفصال دون أن ينكر أنه يحبها كما كان من قبل لكنه مضطر للعودة لأرضه الأم .
سافر و ترك لها مُهلة أسبوعين للتفكير ثم عاود المجيء عندها و لم يفلح في إقناعها فَتَوَجَّهَا لمحكمة الأسرة لتقديم طلب التطليق بالتراضي فأُعْطِيا مُهلة للتفكير مدة شهر كامل ، قال حمادي لزوجته بحرقة : (سأذهب ل"جْبَلْ" و سأعود يوم انتهاء المدة وسأنتظرك قرب مكتب العدول القريب من منزلكم عند الساعة الثالثة فإن لم تأتِ إلى هنالك في الموعد فسآتي بشاحنة لنأخذ الأثاث إلى عشنا الجديد و إن أتيت فذاك قرارك بالانفصال) . مرت نصف ساعة على الموعد يوم عاد فابتهج الكهل ذو الخمسين سنة حالما باستمرار حياته مع الشقراء و أبنائه هنالك حيث عاود نشاطه الفلاحي الازدهار ، قام من جلسته ليُحضر الشاحنة ليرى زليخة قادمة مع والدها قابلها ببسمة لعلها تشفق على إعدام حبهما لكنها أعلنت له عدم مطاوعة قلبها لها لترك والدتها المريضة جدا و دخل الثلاثة لمكتب العدول لتحرير عقد وفاة قِران ثم خرجوا لتقول له بحُرقة (هيا أحضر الشاحنة لتأخذ أغراضك ) اصطحبهما حمادي إلى المنزل و أخذ مذياعا كان يستأنس به فقط و قَبَّل ابْنَيْهِ و ودع حماته التي أهدته عشرين عاما مع زوجة رائعة ثم سحبت منه الهدية .
عاد لمحطة الحافلات التي فكر في العودة وحده يوم اختفت الشقراء قبل الارتباط بها شرعيا، لكنه هذه المرة تركها بإرادته و اغتال بسمة شفتيها برحيله كطائر مهاجر ظَلَّ يحن لوطنه طيلة غيابه عنه ، بعد حوالي ثلاث سنين كان ابنه محسن يتردد خلالها على أرض أجداده و يُمضي أياما ثم يعود بدراهم مقابل شغل و مِنْحَة من والده ، خُطبتْ سعاد من شاب فاضطرت العائلة لإخبار حمادي عن طريق اِبنه ليَحضر لإتمام عقد القران باعتباره الولي الشرعي حيث نزل بفندق في انتظار تحضير الوثائق الإدارية و إبرام عقد القِران فيما توجهت "يامنة" و "محسن" لمنزل "الغازي" ، وبينما كانت "يامنة" و "لعزيزة"يتجاذبان أطراف الحديث إذا بهذه الأخيرة التي أنهكها المرض تُشفق على ابنتها التي ضَحَّتْ بحُبّها و حياتها لأجل خدمتها قائلة صريعة الحب لِمَ لا يلعنان الشيطان و يجمعا شمل عائلتهما من جديد) قاصدة زليخة وحمادي سكتت "يامنة" هنيهة مبدية استغرابها لتطلق رصاصة اغتيال بسمة الشقراء إلى الأبد قائلة : ( لكن ابني قد تزوج وله طفلة في عامها الثاني ،أَوَ لم يُخبركم محسن ) ، لعل القتيلة لم تعلم ساعتها أتُزغرد احتفاءا بزيجة سعاد ؟ أم تُوَلْوِلُ على موت حُلمها بعودة حبيب قلبها الذي جدد شبابه و تزوج ابنة خاله كما اشتهت أمه.
مرت الأيام وماتت الوالدة لتستريح من عناء الداء تاركة وراءها ابنتها التي ضحت من أجلها مُطَلقة اضطرت للاشتغال كعاملة نظافة بعد هجرة أختها لأوربا ، و زواج أبيها الطاعن في السن الذي كان يمشي كأنه راكع بعد أن احدودب ظهره ليخطب فتاة في الأربعين من عمرها فزوجها أهلها له قسرا لكنها تركته و عادت لدار والديها ،
لم تستطع زليخة استساغة كل الذي وقع لها فأصيبت بمرض نفساني خطير ففارقت الحياة على إثره .
ككاتب للقصة مُتطفل على هذا اللون و عذري حبي للكتابة كحُب "زليخة" التي وهبت الحُبّ و لم تَجْنِ سِوى الجنون فقد أصبتُ بحالة حزن و أنا أعاود قراءة بعض الوقائع الحقيقية للقصة التي فيها من الصنعة الأدبية ما لا أخجل منه ومن الخيال أوسعه و هو ما لا ينتقص من جوهرها لكن قصة "زليخة" التي كتبتُ عنها تشبه في أهم أحداثها قصة امرأة سبق لي أن سمعتها و أعرف أهم شخصياتها .
الجْبَل :الجَبَلْ كما ينطقها أهالي المنطقة بلَكْنَتِهم المحلية
الريف : منطقة في شمال المغرب و لهم مميزات خاصة
من حيث اللهجة و البشرة هم و القبائل الأمازيغية الذين
يتميزون بلهجة خاصة لكل منطقة و يُسمون كذلك بالبَرْبَر


الموضوع الأصلي: قصة صريعة الحب || الكاتب: حكايه عاشقه || المصدر: منتديات كلك غلا

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





rwm wvdum hgpf wvdum





رد مع اقتباس

أخر 5 مشاركات حكايه عاشقه
المواضيع المنتدى المشارك الاخير الردود المشاهدة آخر مشاركة
اعداد دجاج محشي بالفريك والكبدة ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 814 07-10-2018 01:46 PM
غزل البنات بالفستق الحلبي ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 1014 07-10-2018 01:46 PM
عمل شاورما لحم ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 823 07-10-2018 01:45 PM
مقادير عمل قوزي الشام ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 815 07-10-2018 01:45 PM
عمل ماكرون بجوز الهند ๑۩۞۩๑ فنون الطبخ ๑۩۞۩๑ 1 825 07-10-2018 01:44 PM

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب, صريعة, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل الحب الثانى يمحي الحب الاول؟؟ هبله ๑۩۞۩๑ النقاش الجاد ๑۩۞۩๑ 11 01-04-2013 10:35 PM
الحب روعه الحب جنون خاطرة ابو الملكات ๑۩۞۩๑ لـلأقـلأم الحـصريه ๑۩۞۩๑ 8 11-12-2012 10:44 PM
الحب روعه الحب جنون تعلمت ارسم الفرحه ๑۩۞۩๑ نـبض الـخواطر ๑۩۞۩๑ 10 10-03-2012 01:57 PM
قبل ( الحب ) وبعد ( الحب ) وعند ( الحب ) اسير الصمت ๑۩۞۩๑ عـام .. مساحه حره ๑۩۞۩๑ 6 07-10-2011 08:45 AM


All times are GMT +3. The time now is 03:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا
This Forum used Arshfny Mod by islam servant