عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2010, 12:17 AM   #27


الصورة الرمزية بقايا حب
بقايا حب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2145
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 03-09-2021 (11:19 PM)
 المشاركات : 828 [ + ]
 التقييم :  113
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Gold
افتراضي رد: رواية (( أنـــــت لــــــــي ))




((أنت لــــــــــــــــــــي))
الحلقة الحادية عشــــــــــــــــــــر



أخيرا جاء دوري !

صرتم تعرفونني جميعا
...

اسمي رغد ، و أنا يتيمة الأبوين أعيش في
بيت عمّي الوحيد شاكر منذ الطفولة .
أنهيت دراستي الثانوية مؤخرا و أفكر في
الالتحاق بكلية للفنون و الرسم . أعشق الرسم كثيرا و أنا ماهرة فيه .
الجميع
يعرفني برغد المدللة ، حيث أنني تعودت منذ الصغر الحصول على كل ما أريد ، و بأي طريقة !
اليوم نقيم في منزلنا الصغير حفلة متواضعة بمناسبة تخرجي من المدرسة
الثانوية . لم يتسن لنا إقامتها قبل الآن لأن والدتي ـ أي زوجة عمي ـ كانت متوعكة الصحة .
في الواقع ، صحة والدتي ليست على ما يرام منذ سنين
...

دانه
تبالغ في وضع المساحيق لتبدو ملفتة للنظر !

رغم أنها لم تكن ترحب بفكرة
الحفلة ، إذ أننا لم نقم حفلة عند تخرجها ، إلا أنها مصرة على سرقة الأضواء مني هذه الليلة !

" إنها حفلة بسيطة و لا تقتضي منك كل هذا ! تبدين كعروس بكامل
زينتها ! "

قلت لها و أنا واقفة أراقبها و هي ( مزروعة ) أمام المرآة منذ
ساعات !

لم تلتفت إلي ، و قالت
:

" ما دمنا قد دعوناهن، فلنبهرهن
! قد تعجب بي إحداهن فتخطبي لأخيها مثلا ! "

و ابتسمت بدهاء
!
أنا أعرف من
تقصد تحديدا ... لديها صديقة من عائلة ثرية جدا و شقيقها رجل تحلم نصف فتيات العالم بالزواج منه ، أما النصف الآخر فيبغضه بشدة !
إنه لاعب كرة قدم مشهور و صوره
تملأ الصحف و المجلات و برامج التلفاز أيضا!

قلت
:

" لا أعرف ما الذي
يعجبكن في شخصية كهذه ! إنه حتى لا يتوقف عن توزيع الضحك و الابتسامات و كأنه مهرج ! "

نظرت إلي بحدة من خلال المرآة ، ثم قالت
:

" على كل ٍ ، الأمر لا
يعنيك فأنت أخذت نصيبك و انتهى دورك ! "

ثم انشغلت بتزيين خصلة من شعرها
بسائل ملمّع ...
صرفت نظري عنها ، إلى يدي اليمنى ، بالتحديد إلى إصبعي البنصر ،
و بمعنى أدق ، إلى خاتم الخطوبة الذي أضعه منذ سنين ...

بمجرد أن بلغت
الرابعة عشر من عمري أي قبل ثلاث سنوات و أكثر ، تم عقد قراني على ابن عمي سامر ...
و بقينا مخطوبين حتى إشعار آخر
.
سامر ... يكبرني بخمس سنوات تقريبا ، و ما
أن تخرج من الثانوية حتى بادر بطلب الزواج مني
والدي ، بل و والدتي و دانة أيضا
... الجميع كان يريد ذلك ، فأنا أصبحت فتاة بالغة و لم يكن من الممكن بقائي و ابن عمي في بيت واحد دون حرج على كلينا
عدا عن ذلك ، فإن سامر يحبني بجنون
!
كما
و أنني كنت السبب في الحادث الذي شوه وجهه ، و قلل فرصه لنيل إعجاب الفتيات قطعا
أما أنا ، و بالرغم من كوني جميلة أيضا ، إلا أن هذا الخاتم يصرف الجميع عن
الالتفات إلي ...
على أية حال نحن لا نفكر في الزواج الآن فسامر لا يزال يبحث عن
وظيفة و أنا أطمح إلى الحصول على شهادة جامعية ...

نبهتني دانة من شرودي
الذي لاحظته من خلال انقطاعي عن التعليق المستمر على مظهرها

قالت
:

" أين سرحت ؟ ألن تبدلي ملابسك ؟ إنهن على وشك الوصول
! "

غادرت
غرفتها و اتجهت إلى غرفتي ، حيث ارتديت فستاني الجديد الرائع ... و الذي أضطر والدي لشرائه لي رغم ارتفاع ثمنه ، فقط لأنني قلت : أريده لي !
كان فستانا خمري اللون
مطرزا بخيوط ذهبية ، طويل الذيل ، و بدون كمّين ، مما يسمح للندبة القديمة في ذراعي اليسرى بالظهور ...
أكملت زينتي و تحليت بطقم العقد الذهبي الذي أهدتني إياه
والدتي قبل أيام ...
حينما لففت السوار حول معصمي الأيسر ، لم يبدُ منظره
متناسقا مع الساعة ...
إذ أن السوار ذهبي بينما الساعة فضية اللون
...
هممت
بخلعها ، لكنني لم أستطع ... لا أريد أن أبقيها بعيدة عني في هذه الليلة ...
لطالما كانت قريبة مني و ملتصقة بي
...
لم أكن آبه لتعليقات زميلاتي
المزعجة حول ارتدائي لساعة رجالية !
إنها شيء لا أستطيع التخلص منه ... تماما
كهذه الندبة !
نزعت السوار الذهبي ، و حاولت لفه حول معصمي الأيمن ففشلت
!

" سحقا
! "

صحت بغضب ، في ذات اللحظة الذي طرق فيها الباب
...
لابد أنها دانه جاءت تقارن بين مظهرينا كالعادة
!

" ادخل
"

قلت ذلك و أنا مازلت أحاول إغلاق السوار بيدي اليسرى حول معصمي الأيمن دون
جدوى

" مساء الخير
! "

لم يكن هذا صوت دانه ، بل سامر

رفعت
بصري إليه و باندفاع قلت :

" سامر ، هل لا أغلقت هذه قبل أن أحطمها ؟
"

و أقبلت نحوه أمد إليه بمعصمي الأيمن و بالسوار
...

" رويدك ! هاتي
.. "

و أغلق السوار حول يدي اليمنى ، فسحبتها إلا أنه أمسك بها و قال
:

" تبدين رائعة ! جدا
"

تورد خداي خجلا .. ثم قلت
:

" مساء
النور ... ! هل قلت ُ ذلك ؟ "

ابتسم ، و قال
:

" لا أظن
! "

" إذن مساء النور
! "

ثم سحبت يدي فأطلقها

توجهت إلى سريري ألملم الأشياء
التي بعثرتها أثناء تزيين نفسي ، و دخل سامر و أغلق الباب ...

" رغد
"

ناداني بصوت مرح و بابتسامة مشرقة ، و سعادة تملأ عينيه


" نعم ؟
"

أقبل نحوي ، و عاد يمسك بيدي و قال
:

" لدي خبر سار جدا
"

ابتسمت و قلت
:

" هات ؟
"

" لقد عثرت على فرصة ذهبية للعمل
في وظيفة مرموقة "

فرحت كثيرا ! قلت بسرور
:

" حقا ! أوه أخيرا
... ممتاز ! "

شد سامر قبضته على يدي و قال منفعلا
:

" أخيرا ! كم أنا
سعيد و لا يتسع صدري لفرحتي هذه ! سأحصل على راتب عظيم ! "

بالنسبة لنا فهذا
شيء مهم جدا ، لأن أحوالنا المادية كانت في انحطاط بسبب ظروف الحرب ، و كنا بحاجة لدعم مادي جيد .

قلت
:

" متى تباشر العمل ؟
"

" حالما أنهي
الإجراءات اللازمة . سأحاول إتمامها خلال يومين أو ثلاثة "

" وفقك الله
"

قرب سامر يدي من صدره ، و قال
:

" يجب أن نحدد موعد الزواج
"

تفاجأت ، فنحن لم نتحدث عن الزواج بجدية بعد
...
حالما رأى سامر علامات
التعجب ظاهرة على وجهي قال :

" عملي سيكون في مدينة أخرى ، و أريد أخذك معي
"

سحبت يدي مجددا ، في توتر
..

فالخبر قد فاجأني ، و لم يعجبني
... قلت :

" في مدينة أخرى ؟ ... لم عليك الذهاب لمدينة أخرى ؟
"

قال
:

" تعرفين كم هو صعب العثور على وظيفة جيدة بسبب ظروف البلد ... إنها فرصة
لا يمكنني رفضها مطلقا . أخبرت والدي ّ فشجعا ذهابي "

صرفت نظري عنه إلى
الأرض بضع ثوان ، ثم عدت أنظر إليه و قلت :

" و شجعا زواجنا ؟
"

ابتسم ، و قال
:

" لم أذكر ذلك لهما بعد . أود أن نناقش الأمر نحن
أولا "

من البرود الذي اعترى تعابيري أدرك سامر عدم موافقتي ، فقال
:

" لم لا ؟
"

قلت
:

" و الكلية ؟؟
"

قال
:

" الكلية ... هل هناك ضرورة لها ؟
"

" بالطبع ... أريد أن أدرس ، إنها فرصتي
"

صمت سامر قليلا ، ثم قال
:

" اصرفي نظر عنها يا رغد أرجوك ... أنا
لا أريد تضييع الفرصة ، كما لا أريد العيش وحيدا هناك ... تعلمين أنني لا أستطيع الابتعاد عنك ... "

و أخذ ينظر إلى نظرات رجاء و أمل
...
كنت على وشك
قول : لنؤجل النقاش في الأمر لوقت أنسب لأن ضيفاتي على وشك الوصول ، إلا أن طرق الباب سبقني ، و دخلت دانة مباشرة و هي تقول :

" رغد ! ألم تنتهي ؟ وصلت
نهلة ! "

التفتنا أنا و سامر نحو دانة ، و التي أخذت تحدق بي قليلا ثم
التفتت إلى سامر و قالت :

" أنت هنا سامر ؟ قل لي كيف أبدو ؟ أليس فستاني
أكثر جمالا من فستان رغد ؟ "

سامر أخذ يدور ببصره بيننا ثم قال مداعبا
:

" أنا لا أصلح للحكم بين خطيبتي و أختي ! فخطيبتي ستبدو أجمل في كل مرة
! "

ثم انصرف مسرعا و هو يضحك
.
بقينا نحن الاثنتان كل منا تتأمل الأخرى ،
حتى وقعت عينا دانه على ساعة يدي ، فقالت بحدة :

" رغد ! ستبدين في منتهى
السخافة هكذا ! اخلعيها و لا تحرجينا أمامهن ! "

نظرت إليها بغضب و قلت
بعناد :

" لن أخلعها ، و سأظل الأجمل أيضا
! "

في غرفة الضيوف حيث
نقيم الحفلة ، وجدت نهلة و سارة ، ابنتا خالتي قد وصلتا و كانتا أول من حضر .

" واو ! فستان رائع ! ما أجمله يا رغد
! "

قالت نهلة و هي تبعد
يدها بعد مصافحتي ...
نهلة كانت صديقة طفولتي الأولى ، و انتقلت مع عائلتها
للعيش في هذه المدينة مثلنا أيضا منذ سنين ، و لا تزال أفضل صديقة لدي .
أما
سارة فهي الشقيقة الوحيدة لنهلة ، و تصغرني بست سنوات ، و تلازم نهلة كالظل !

" هل أعجبك حقا ؟ اشتراه والدي بسعر مرتفع ! إنني أعامله كأي قطعة من حليي
هذه ! "

ابتسمت نهلة و قالت
:

" كم أحسدك ! لديك أب يدللك كما لا
يدلل والد ابنته ! رغم أنك لست ابنته الحقيقية ! "

هذه الكلمة تزعجني كثيرا
، فأنا لا أحب أن يشير أحد إلى والدي ّ بأنهما ليسا والدي ّ الحقيقيين . إنني اعتبرتهما كذلك منذ الصغر و لا أعرف والدين غيرهما مطلقا .

قلت بنبرة مازحة
:

" لأنني البنت الصغرى ، و آخر العنقود ... يجب أن أتدلل
! "

ثم
نظرت إلى سارة و قلت :

" أليس كذلك سارة ؟
"

أجابت ببرود
:

" كما تقول أختي
"

رفعت نظري عن هذه الفتاة البليدة ، و عدت أخاطب نهلة
:

" و كيف حال خالتي و زوج خالتي ؟ و حسام ؟
"

أجابت
:

" بخير
جميعا ! حسام أوصلنا إلى هنا و أظنه يلقي التحية على والدك الآن "

ثم أضافت
، و هي تنظر إلي من زاوية عينها بخبث :

" و على فكرة ، هو يبعث إليك أيضا
بتحية حارة مشتعلة !! "

رفعت إصبعي السبابة الأيمن و ضربت جبينها ضربة خفيفة
و أنا أقول :

" لا تتوبين
! "

و انبعث ضحكاتنا تملأ الأجواء
.

ما إن حضرت صديقتنا الثرية حتى استقبلتها دانه استقبالا حميما ، و أولتها
اهتماما مركزا طوال الحفلة !
أتساءل ... هل هذا ما يحدث مع جميع الفتيات
!
هل
يجذبن العرسان إليهن بهذه الطريقة ؟؟
حقيقة لا أعرف
!

بينما كنا في
أحاديثنا المتواصلة في الحفلة ، سألتني هذه الصديقة :

" هل أنت مخطوبة
! "

و كانت تنظر إلى خاتم الخطوبة المطوق لإصبعي ، و في دهشة واضحة
!

تولت دانة الإجابة بسرعة
:

" ألم أخبرك مسبقا ؟ إنها و شقيقي
مرتبطان منذ زمن ! "

قالت الصديقة
:

" و لكن ... تبدين صغيرة
! "

و مرة أخرى تدخلت دانة قائلة
:

" تصغرني بعامين و بضعة أشهر ، لكن
حجمها صغير ! "

صحيح أن طولي لا يقارن بطول دانه أو سامر ، لكنني لست قصيرة
! بل هما الطويلان كما هما أبي و أمي !
إنني أبدو بالفعل لست من هذه العائلة
!

قلت مداعبة
:

" هذا يجعلني قادرة على ارتداء الأحذية الأنيقة ذات
الكعب العالي المتماشية مع الموضة ! على العكس من دانة ! "

و ضحكنا جميعا
بمرح ...
قضينا سهرة ممتعة أنستني تماما موضوع سامر الأخير
.
و بعد الحفلة ،
أويت إلى فراشي مباشرة و نمت بسرعة ، دون أن يخطر الموضوع ببالي .
في اليوم
التالي ، و فيما أنا منشغلة برسم لوحة جديدة في غرفتي ، جاءني سامر ...

" ألم تتعبي ؟ قضيت فترة طويلة في الرسم
! "

" الرسم لا يتعبني مطلقا يا سامر
، بل أهواه و أجد راحة كبرى أثنائه و سعادة غامرة لا أجدها مع أي شيء آخر "

قال
:

" و لا حتى معي أنا ؟؟
"

كان سامر يقف إلى جانبي يتأمل
رسمي الجديد ... و كنت أنا أدقق النظر في اللوحة و ألقي عليه نظرة بين الفينة و الأخرى
و حين نطق بجملته الأخيرة هذه ، أطلت النظر إليه ، فشعرت بالخجل و طأطأت
رأسي

" رغد
... "

لم أجب
...
مد سامر يده فامسك بوجهي و رفعه
للأعلى ...

قال
:

" رغد ... هل فكرت بموضوعنا ؟
"

في تلك
اللحظة فقط تذكرت الموضوع !
آه يا إلهي كم هي ضعيفة ذاكرتي
!
سامر كان
يتحدث باهتمام ... فالأمر يعني له الكثير ، و قد قضى وقتا طويلا في البحث عن عمل ...
لم أشأ أن أصيبه بخيبة بقولي : كلا


فقلت
:

" لازلت أفكر
... "

سامر قال بنبرة مليئة بالرجاء
:

" أرجوك يا رغد ... يجب أن أبدأ
الإجراءات المطلوبة قبل أن تضيع الوظيفة "

نظرت إليه و قلت
:

" ماذا
لو ... عملت أنت هناك ، و أكملت دراستي أنا هنا ... ثم ... "

لم أتم جملتي ،
إذ أن سامر هز رأسه اعتراضا و قال :

" لا ... إما أن نذهب سويا ... أو نبقى
سويا ... "

كنت أدرك أن سامر لا يستطيع الابتعاد عنا ، كما أن علاقاته
بالآخرين محدودة و كثيرا ما كان يتجنب الاجتماعات المختلفة ، ليتلافى الحرج من وجهه المشوه .
حتى أنه حين أراد إكمال دراسته ، اختار مجالا لا يدع له الفرصة
للاحتكاك بالآخرين إلا نادرا
سامر ... هو شخص هادئ و مسالم ... و طيب القلب
...

قلت
:

" دعنا نأخذ برأي أبي و أمي كذلك ... يجب أن تتم أنت
الإجراءات الآن ، فيما نفكر بروية "

ابتسم سامر و قال
:

" سأذهب
الآن لإنجاز ذلك ، و أعرض الأمر على والدي ّ الليلة ! سنفاجئهما ! "

ابتسمت
ابتسامة قلقة حائرة ، و تركته يذهب و واصلت رسم لوحتي ...
كنت مصرة على إنجاز
تلك اللوحة بأسرع وقت ...

و في الليل ، تركت سامر يذهب إلى غرفة والدي لعرض
الفكرة ، فيما بقيت في غرفتي في قلق و حيرة ... و أخذت أفكر ...
و يبدو أن كثرة
التحديق في اللوحة أصابت عيني بل و جسدي بالإعياء ، فأغمضتهما و لدهشتي استسلمت للنوم !

أفقت بعد ذلك فزعة على صوت طرق متواصل على الباب
...

نهضت عن
سريري بفزع ... و أصغيت إلى الهتاف ...

" رغد ... رغد افتحي ... افتحي بسرعة
! "

كانت دانة
!

سرت إلى الباب بسرعة و ارتعاش و أنا في قمة القلق
...

و قبل أن أصل إليه رأيته ينفتح و تدخل دانة في انفعال
...

كانت
في حالة يصعب علي وصفها ...

كان جسدها يرتعش ، و أنفاسها تتضارب و تتلاحق
بسرعة عبر فيها المفغور ... ذراعاها مفتوحتين ... و يداها مرفوعتين
و أصابعها
منفرجة ، و تهتز بشدة ...
و الدموع تنهمر بغزارة على خديها


قلت في هلع و
أنا أرفع يدي إلى قلبي من الذعر :

" دانه ... ماذا حدث ؟؟
"

" رغد
... رغد ... "

و عادت تلهث
...

" رغد ... رغد ... أخي ... أخي
... "

تجمّدت و انحبس نفسي الأخير في صدري
...

حاولت قول : ماذا
...

ألا أنني عجزت من الذعر
...

هززت رأسي و أنا أشد الضغط بيدي على
صدري فوق قلبي ، كمن يحاول حماية قلبه من تلقي صدمة ما ...

كانت دانة تحاول
النطق و عجزت إلا عن إصدار أصوات مبهمة ، و أشارت إلي أن اقترب ...

خطوت
خطوة نحوها و نطقت أخيرا :

" سامر
... "

هزّت دانة رأسها و قالت بصوت
لا أعرف من أين خرج ...

" و
...

و
...

وليد
...

وليد
عـــــــــــــــــــــــــــــاد "


للحظة ... ظللت أحدق في دانة
... في تشتت
لم أكن أعرف ... هل هذا واقع أم أحد أحلامي ... ؟
تلفت من حولي علّي
أرى شيئا واضحا أكيدا بالنسبة لي ...
كل شيء كان مبهما
...

دانة عادت
تقول :

" وليد قد عاد ... عاد يا رغد ... عاد
"

لم تكن كلمات واضحة
بالنسبة لي ... و بقيت واقفة على نفس الوضع ...
فأقبلت دانة نحوي و أمسكت بكتفي
و ضغطت عليهما ...
لمجرد إحساسي بيديها على كتفي أدركت أنه ليس حلما


لم
أشعر بأي شيء يتحرك في جسدي لكنني رأيت الجدران تتحرك بسرعة و الأرض تجري من تحت قدمي ّ و الطريق يقودني إلى خارج الغرفة ...

و أطير
...
أطير
...
نحو
مصدر أصوات البكاء التي أسمعها منبعثة من مكان ما في المنزل ...
بالتحديد
... مدخل المنزل ...
و عند أعلى الدرجات المؤدية إلى المدخل
...
توقف الكون فجأة
عن الحركة من حولي ...
و ترنحت ذراعاي إلى جانبي ّ
...
و تشبثت أنظاري
بالصورة التي ظهرت أمامي ...
و تمركزت فوق العينين السوداوين اللتين تعلوان
الرأس العريض الثابت فوق ذلك الجسد الطويل ....

...........................................



 
 توقيع : بقايا حب



رد مع اقتباس