منتديات كلك غلا - عرض مشاركة واحدة - رابطة مشجعين زعيم نصف الأرض ..:: الهلال ::..

10-23-2010, 12:46 AM

هروب وليس شجاعة يا رئيس الهلال
موفق النويصر

للوهلة الأولى يبدو القرار الذي اتخذه الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، بإعلان استقالته رسميا من منصبه كرئيس للنادي بعد عامين من توليه مهام إدارته، شجاعة وتحملا لكامل المسؤولية عن الخروج المر من نصف نهائي دوري أبطال آسيا.

ورغم تبرير الأمير عبد الرحمن لهذه الخطوة بأن أي قرار لن يرضي الجماهير الهلالية، لذلك فهو يستقيل من منصبه ويتحمل كامل المسؤولية، فإنه بعد التمعن في القرار وتوقيته، والاستحقاقات التي تنتظر «الزعيم» في المرحلة المقبلة، أجد أن الأمير عبد الرحمن اتخذ القرار الأسهل، وقرر الهروب بنفسه من السفينة الهلالية، رغم التأكيد على بقائه مع الفريق حتى تسليمه للرئيس الجديد، مع تأمينه مديرا فنيا بديلا للبلجيكي إيريك غيريتس، الذي سيغادر الرياض خلال الأيام القريبة المقبلة.

لا أحد يستطيع أن ينكر أن الخروج الهلالي، وهو على مقربة خطوة واحدة من النهائي الآسيوي الكبير، محزن ومؤلم جدا، كما لا يملك أحد أن يلوم الأمير عبد الرحمن ومجلس إدارته على القرارات التي اتخذوها، من الإبقاء على المدرب حتى نهاية البطولة، واللاعبين الأجانب حتى نهاية الاستحقاق الآسيوي أو فترة الانتقالات الشتوية، لأن الأمور لو سارت بعكس ما آلت إليه أخيرا لرُفع الجميع على الأعناق، ولسطرت بحقهم أجمل القصائد والألحان.

وكما عودنا الرئيس الهلالي في تصريحاته السابقة فإن الرياضة فوز وخسارة، وإذا فاز الفريق اليوم فلا يعني ذلك أنه الأفضل، وكذلك الحال إذا خسر، فلا يعني بالضرورة أنه الأسوأ، فقد يكون الفريق ليس في يومه، أو أن الفوز لم يكن مقدرا له.

الأكيد أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد ومجلس إدارته استطاعوا أن يضعوا بصمة فارقة في مفهوم الاحتراف الرياضي السعودي، بدءا من جلب أكبر عقد رعاية في الدوري السعودي إن لم يكن في العالم العربي، كما نجحوا في رفع مستوى المنافسة في البطولات السعودية، وكذلك سقف التوقعات لدى الفرق الأخرى، سواء من خلال جلب الكوادر التدريبية أو اللاعبين الأجانب، ومقارنة ذلك بالمنجز الهلالي، خاصة أن هذه الإدارة أنفقت أكثر من ربع مليار ريال على فريقها الحالي.

والأكيد أيضا أن الفريق الهلالي مقبل على استحقاقات كثيرة، منها ما هو محلي كبطولة دوري «زين» وبطولة الأمير فيصل بن فهد، ثم بطولة ولي العهد، وأخيرا بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، بالإضافة إلى معاودة الركض الآسيوي من جديد مع مطلع العام المقبل، وهي البطولة التي استعصت على الهلال خلال موسمين.

لذلك فإن الفريق الهلالي في هذه الفترة أحوج ما يكون لمؤازرة الجميع، البعيدين عنه قبل القريبين من البيت الهلالي، وهو ما يستوجب على الأمير عبد الرحمن وأعضاء إدارته إعادة النظر في قرارهم، فخسارة بطولة ليست نهاية المطاف، كما أن الفوز بها ليس منتهى الطموح.