الموضوع: غزوة تبوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2016, 11:47 PM   #6


لؤلؤة الخليج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1092
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 08-25-2016 (11:07 PM)
 المشاركات : 16 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: غزوة تبوك



خروج المسلمين:



خرج المسلمون من المدينة بعدد كبير قوامه ثلاثين ألف لم يتخلف منهم إلا المنافقون، والثلاثة المشهورين، وقد استخلف رسول الله على المدينة محمد بن مسلمة وقيل سباع بن عرفطة، وجعل علياً خليفة على أهله فاخذ المنافقون يلمزون في ذلك ويقولون ما تركه إلا استثقالاً، وتخففاً منه. فأخذ علي بن أبي طالب سلاحه ولحق رسول الله وأخبره ما يقوله المنافقون وهو نازل بالجُرْف، فقال رسول الله :‏ «‏"كذبوا وإنّما خلّفتُك لما ورائي فارجعْ فاخلفْني في أهلي وأهلك أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي‏»[24] "قال ابن هشام‏:‏ واستخلف رسول الله على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري‏.‏ قال‏:‏ وذكر الدراوردي‏:‏ أنه استخلف عليها عام تبوك سباع بن عرفطة‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ وخلَّف رسول الله علي ابن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون، وقالوا‏:‏ ما خلفه إلا استقلالاً له. ، فلمَّا قالوا ذلك، أخذ عليّ سلاحه، ثمَّ خرج حتَّى لحق برسول الله فأخبره بما قالوا‏.‏ فرجع علي، ومضى رسول الله في سفره‏.‏[25]
لقد استطاع رسول الله أن يحشد ثلاثين ألف مقاتل من المهاجرين والأنصار وأهل مكة والقبائل العربية الأخرى، ولقد أعلن رسول الله -على غير عادته في غزواته- هدفه ووجهته في القتال، إذ أعلن صراحة أنه يريد قتال بني الأصفر (الروم)، علما بأن هديه في معظم غزواته أن يوري فيها، ولا يصرح بهدفه ووجهته وقصده، حفاظًا على سرية الحركة ومباغتة العدو.[26] وكانت الأسباب وراء ذلك: بعد المسافة، فقد كان رسول الله يدرك أن السير إلى بلاد الروم يعد أمرًا صعبًا؛ لأن التحرك سيتم في منطقة صحراوية ممتدة قليلة الماء والنبات، ولا بد - حينئذ- من إكمال المؤنة ووسائل النقل للمجاهدين قبل بدء الحركة؛ حتى لا يؤدي نقص هذه الأمور إلى الإخفاق في تحقيق الهدف المنشود؛ كثرة عدد الروم، بالإضافة إلى أن مواجهتهم تتطلب إعدادًا خاصًّا، فهم عدو يختلف في طبيعته عن الأعداء الذين واجههم النبي من قبل، فأسلحتهم كثيرة، ودرايتهم بالحرب كبيرة، وقدرتهم القتالية فائقة؛[27] شدة الزمان، وذلك لكي يقف كل امرئ على ظروفه، ويعد النفقة اللازمة له في هذا السفر الطويل لمن يعول وراءه؛ أنه لم يعد مجال للكتمان في هذا الوقت، حيث لم يبق في جزيرة العرب قوة معادية لها خطرها تستدعي هذا الحشد الضخم سوى الرومان ونصارى العرب الموالين لهم في منطقة تبوك ودومة الجندل والعقبة.[28]



 

رد مع اقتباس