-
العفو هو التَّجاوُزُ عن الذنب و تَرْكُ العِقابِ عليه
و ليس كالعتاب فالعتاب هو ذكر الذنب و التأنيب عليه مع ترك العقاب
أما
العفو فهو التجاوز عن الذنب و عدم ذكره و عدم المعاقبة عليه
فالعفو هو أرقى درجات
التسامح و أزكى درجات الصفح
و
الصفح بمعنى
العفو و منه اشتق معنى التصافح
فعندما يصافح الرجل صاحبه يضع يده في يده و هو له مسامح
و عنه راضي و هو علامة السلام و الحب
و
العفو صفة من صفات جمال الله
فهو يعفو و يصفح عن الذنوب بلا عتاب و لا عذاب
بل يبدل الذنوب حسنات و من أسماء الله العفوٌ
و يقول الله جلّ و علا عن المذنبين
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا
سورة النساء الاية 99
فالمغفرة من لوازم
العفو و
العفو أغلى ما ينفق المؤمنون
فيقول الله في كتابه
و يسألونك ماذا ينفقون قل العفو
سورة البقرة الاية 219
فاذا أردت أن تكون سخي اليد و كريم
و اذا أردت أن تزكي اعفو عن الناس و اصفح
و
العفو من صفات أهل النور من صفات الأنبياء و المرسلين
و من وصية الله لحبيبه محمد صلى الله عليه و سلم
خذ
العفو و أمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
سورة الأعراف الاية 199
و كلنا يحفظ كلمة النبي الشهيرة لأهل مكة عند الفتح
اذهبوا فأنتم الطلقاء
فهو الكريم صلى الله عليه و سلم و من كرمه العفو
و الانسان الذي يعفو هو بالضرورة متسامح محبوب
فمن محققات
التسامح خلق
العفو و لولا عفو الله لهلكنا
فيقول الله العفوٌ
و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير
سورة الشورى الاية 30
فمن منّة الله علينا أنه كثير العفو
فإذا أردت أن تكون من أهل النور التام يوم القيامة
و اذا أردت أن تتخلق بخلق خير خلق الله
الأنبياء و المرسلين و اذا أردت أن تقتبس نوراً من صفات جمال الله
اعفو و اصفح و تسامح و اجعل طيف
العفو لا يغادر قلبك و لسانك
و كان دعاء النبي صلى الله عليه و سلم
اللهم انك عفو كريم تحب
العفو فاعفُ عنا
فكما ترون الله يحب
العفو فاستزيدوا من عفوه و تأدبوا بأدبه