واحرّ قلباه ، واكرباه ، يا ربّاه ، يا ابن آدم تذنب ولست بنادم ،
الأنبياء يبكون ، والصالحون يشكون ، تتابع المعاصي ،
وتستهين بمن أخذ بالنواصي ،
ويحك كيف
تلعب بالنار ،
وتستهين بالجبار
، يغذيك ويعشِّيك ، ويقعدك ويمشيك ، ثم تنهض على عصيان أمره ، مع علوِّ قدره ، وعظيم قهره
، ويلك هذا الملك كسر ظهور الأكاسرة ، وقصّر بالموت آمال القياصرة ، وأرغم بالجبروت أنوف الجبابرة ، ، ومحمد يتهجد ويتعبد، وهو الذي دعا كل موحِّد ، ومع هذا يتوعد ويهدد ، من ركن لكل كافر وملحد .
أين عقلك يا مغرور ، هل نسيت يوم العبور ، وساعة المرور ،
كل طائر من خوفه يخرُّ صريعًا ،
وكل كاسر يئن من خشيته وجيعًا ،
أبو بكر انتفض من خوفه كالعصفور ، وصار صدره بالنشيج يفور ،
وسقط الفاروق من الخشية على الرمال ، حتى حُمِل على أكتاف الرجال
، وبقي ذو النورين ، من منظر القبر يبكي يومين ،
وهذا علي بن أبي طالب دموعه من التذكر سواكب
، كان عمر بن عبد العزيز ، يرتعد ولصدره أزيز ، ويقول : يا قوم ، اذكروا صباح ذلك اليوم ،
ويلك والله لو أن القرآن نزل على صخر لتفجر ،
ولوهبط على حجر لتكسر ،
وتقرؤه وأنت لاهٍ ساه ،
تتفكر في المنصب والجاه ،
كأن الليالي لا تطويك ، والكلام لا يعْنيك ،
تدفن الآباء والأجداد ، وتفقد الأخوة والأولاد ،
وأنت لازلت في إصرار وعناد ،
سبحان الله سبحان الله سبحان الله
تغترّ بالشباب ، وتزيّن الثياب ،
وتنسى يوم يُهال عليك التراب