أيها المفلسون أين المفر
أيها المفلسون أين المفر ؟
بعد صلاتهم وزكاتهم وحجهم وعمرتهم وصيامهم فرضا وتطوعا
وبعدما عملوا أعمالا متنوعة لكسب الحسنات
وبعد هذه الصفحة البيضاء التي ملئوها بالعمل الصالح
فإنهم دائما يعودون بتسويدها ثم ينقلبون بتمزيقها أربا بكل غباء ..
وذلك بعد أن لوثوها بسواد أعمالهم الذي لون صفحاتها ذلك اللسان وتلك اليد
لأنهم يغتابون البشر في الليل والنهار .. ويأكلون أموال الناس بالباطل
لأنهم يسخرون ويشتمون ويقذفون ويهينون كل من خالف طريقهم
لأنهم يسلكون سبل الفضائح .. ويتناولون خلق الله بالتشهير بهم
لأنهم يستخفون ويهمزون ويلمزون في كل من يخالف آرائهم وأهوائهم
لأنهم يتعالون ويتطاولون بأيديهم على كل ضعيف لا يستطيع ردّهم
لأنهم نمّامون بين البشر ويكذبون ويشهدون الزور ...
حتى إذا طال بهم الزمن .. وطوت سنين الحياة ..
وانتهت حياتهم إلي القبر .. ثم جاء يوم الحساب
وقد اجتمع أهل المظالم ليطالبون بحقهم دون أي تنازل ..
تلك المطالبات بالحق ليست هي التراضي بالدينار والدرهم والهدايا
بل هو بانتزاع حسنات كل من ظلمهم .. ورغما عن أنوف الظالمين المعتدين
وما أكثر المطالبين الذين لن يسامحوهم في ذلك اليوم العصيب
فرب السماء هو العادل بين عباده .. والحقوق المتعلقة بالآخرين لا فكاك منها
ولكن ما هي الكارثة الحقيقية إذا انتهت حسناتهم التي أنتزعها منهم كل مظلوم
في الوقت الذي مازال الكثير من البشر بالانتظار ويريد حقه من هؤلاء الظلمة
الجواب ستتضح صورته من حديث الرسول صلي الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟"
قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:
" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ...
ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا ..
فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"
(( .. رواه مسلم .. ))
م/ق
Hdih hgltgs,k Hdk hgltv ldk Hdih hgltgs,k hgltv
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|