ومرت سفينة الأحزان على بقايا الإنسان بداخلي
ورست على شاطئ الحزين كعادتها
ولكن هذه المرة تختلف اختلافا واضحا عن سابقتها
فان سفينة الأحزان لم ترحل ولم تغادر شاطئ الحزين
فاستغربت من أمرها واقتربت منها لأرى ما بها
فوجدت ركابها يدعونني للصعود
فصعدت ولا ادري لما أصعد
أخذت أتأمل وجوه من على السفينة
فوجدت شيء غريبا
وجدت فرحة عارمة على وجوههم
لم اعرف لما كل هذا الفرح
أهو أحد طقوس السفينة ؟؟
أم أنى أضعت سفينتي
لا والله لم أخطئ سفينتي
إنها سفينة الأحزان حقا
وفجأة وأنا على ارتياب من أمري
وجدت الناس يزفون خبر تعيني قبطانا لسفينة الأحزان
وازدادت مطالبهم لعزف لحني الحزين
ولكن المفاجأة كانت أقوى منى
ولم استوعب الموقف
و بعد برهة من التفكير والتأمل استعدت كياني المفقود
وانطعت إلى مطالبهم وعزفت على وتر قلبي لحني الحزين
ركابها كانوا فرحين
فرحة لم أرها عليهم من قبل
ولكن هل لحني الحزين يسعد القلوب ؟؟
فان قلبي يتمزق وأنا أعزف على وتره لحني المعتاد
يكاد ينشطر إلى نصفين
فيما أرى من حولي فرحين بما يحدث له
و أتساءل هل هي طبيعة النفس البشرية
أم أنى ولدت في زمان غير الزمان
تساؤلات لم يجد لها قلبي جواب
وبدئت رحلتي إلى ما يسمى المجهول
لا أدرى إلى أين اذهب ولا متى أعود
تتقاذفني الأمواج _تتلاعب بي الذكريات
وأنا مكبل الأيدي أسيرا بالرغم من تعيني قبطانا وأميرا
ينام جسدي وتغفل عيناي ويظل قلبي يبكى وحيدا في ظلمة ليله الحزين
يناجى القمر ويشكو همه وحزنه للنجوم
يرى الحياة قاتمة سوداء في عيناه
ولكن في وسط عتمة الليل يرى شعاع أمل ينبثق_يناجى قلبي ويقول له
لن تستمر الحياة في مضايقتك كثيرا
فاعلم أن لكل حزن نهاية
فعزم قلبي على التمسك به ولكن سرعان ما اختفى بين ظلمات الليل
وعادت السماء قاتمة كعادتها
وتلونت الحياة بالسواد من جديد لتعلن حداد قلبي على مر السنين
وعندما انتهيت من عزفي
أردت الهبوط إلى شاطئ الحزين
ومغادرة السفينة
لكن الغريب أن السفينة غادرت الشاطئ الحزين تاركا ذكريات السنين
ولم يكن لي أي خيار
سوى قبول تتويجي قبطانا لسفينة الأحزان إلى الأبد تاركا شاطئ الحزين
حالما وداعيا بالرجوع إليه في يوم من الأيام
=========================
ممااعجبني