لسنا ملائكة معصومن
أو شياطين متكبرين
فـ نحن بشر .. نخطئ ونصيب
فـ ( كل بني آدم خطاء .. وخير الخطائين التوابون )
لكن المشكلة .. ليست في المخطئ
بل في من يتكابر عن الإعتراف بالخطأ
فهو على عكس سنة الأنبياء .. فإنهم معترفين وتوابين
فـ آدم وحواء اعترفوا بالخطأ
و[ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ]
وموسى عندما وكز الرجل وقتله
[ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ]
حتى بلقيس التي نشأت في بيئة وثنية اعترفت بذنبها !!
فقالت [ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]
للأسف أن ثقافة الإعتراف بالخطأ فقدة
بل أصبحت عيب .. عند كبير القوم وصغيرهم !!
يخطئ أحدهم في عمله .. فـ يتبعه بـ تبرير
ثم يخطئ مرة أخرى فـ يلحقه بنفاق يلتمس به علو الشأن عند العامة !!
الأكيد .. أن الأمانة فقدة
وما يدري هذا .. أنه مصاب بمرض ( البارانويا )
فهو يرى ذاته في تضخم وأضاف هالة التقديس إلى نفسه
باختصار هو (جنون العظمة ) أو أنه جبل شامخ والناس في سَفحِه رمال !!
يظن بنفسه شرفًا وقـدْرًا ** كأنَّ الله لم يَخْلق سواهُ!
فهم كـ إبليس أخطأ فـ برر خطأه وجادل بالباطل واستكبر
[ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ]
أختم بقوله تعالى
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ
أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى
أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ]