اسمع.. اسمع وافتح
قلبك قبل ان تفتح أذنيك فإن فى هذا الحديث ذكرى لمن كان له قلب
فى حديث أبى سعيد الخضرى رضى الله عنه قال: " يؤتى بالموت يوم القيامة فى صورة كبش أملح فينادى أهل الجنة: يا أهل الجنة. فيشرئبون وينظرون. فيقال لهم: أتعرفون هذا؟ فيقولون نعم نعرفه انه الموت. ثم ينادى أهل النار: يا اهل النار أتعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون. فيقولون: نعم انه الموت. فيؤمر به فيذبح. ثم ينادى: يا أهل الجنة خلود فلا موت. وينادى: يا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ صلى الله عليه وسلم
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)) مريم".
إنه اليوم الآخر..إنه اليوم الذى لا يوم بعده. (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) الانعام 94.
(لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) ق 37.
يا عجبا للناس لو فكروا * وحاسبوا انفسهم ابصروا
وعبروا الدنيا الى غيرها * فانما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى * غدا اذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التقى * والبر كانا خير ما يدخر
يا صاحب
القلب تخيل الموقف وقد تطايرت الصحف والكتب. إلى أى فريق ستنتمى؟ إلى أصحاب اليمين, أم إلى أصحاب الشمال؟ بأى يدٍ ستأخذ الكتاب؟ بالشمال, أم باليمين؟
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20))
النتيجة: ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24))
وفى المقابل: ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26))
الامنية: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29))
النتيجة: ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32))
ذنبه: ( إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34))
النتيجة: ( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)) الحاقة.
أسأل الله السلامة والعافية.
إن الحديث إنما ينفع صاحب القلب..صاحب القلب. فإن كنا نعرف هذا ونسمع هذا اذا لابد من العمل والصدق والاخلاص والصبر والاحتساب. والا سنقول:
واحسرتي واشقوتي من يوم نشر كتابيه واطول حزني إن اكن اوتيته بشماليهوإذا سئلت عن الخطأ ماذا يكون جوابيه واحر قلبي أن يكون مع القلوب القاسية
تظن أن الموقف قد انتهى؟ لا القادم أشد والقادم أعظم. ستأمر أيها المسكين أن تعبر الصراط إما الى جنة, وإما الى نار. جاء فى حديث أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم قال: "ويضرب جسرجهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم . وبه كلاليب –يعنى بالصراط- مثل شوك السعدان ، أما رأيتم شوك السعدان ) . قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ، ثم ينجو, فمنهم من يعبره كالبرق –كبرق البصر- ومنهم كالريح ومنهم كأجاويد الخيل والركاب. فناجٍ مسلم وناجٍ مخدوش أو مكدوس فى نار جهنم, ومنهم من يمشى مشياً, ومنهم من يحبو حبواً, ومنهم من يسحب الى جهنم سحباً."
فقولى باله..فقولى بالله كيف سيكون العبور؟
أبت نفسي تتوب فما احتيالي اذا برز العباد لذي الجلالوقاموا من قبورهم سكاري بأوزار كامثال الجبالوقد مد الصراط لكي يجوزوا فمنهم من يكب علي الشمالومنهم من يسير لدار عدل تلقاه العرائس بالغوالييقول له المهيمن يا وليي غفرت لك الذنوب فلا تبالي
أسألك بالله كيف سيكون العبور؟
قيل لاحد الصالحين وقد مات ورؤيا فى المنام: ماذا صنع الله بك؟ قال: وضعت قدما على الصراط والقدم الاخرى فى الجنة. (وضعت قدما على الصراط والقدم الاخرى فى الجنة).
نهاية ذلك اليوم إما الى جنة وإما الى نار, قال سبحانه: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72))
والفريق الاخر: ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)) الزمر.
نعم الكلام (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) ق 37.
(أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60)).
(أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ۩ (62)) النجم.
وهكذا كان حال أتباعه من بعده. عمر يقوم الليل..يقوم الليل فيفتتح قوله: ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)) النبأ. فيبكى الى خروج الفجر..فيبكى الى خروج الفجر. إنه (النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)) .
ويسمع يوماً رجل يقرأ ( وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)) (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)) الطور.
فيخر عمر مغشياً عليه. كيف لا والقرءان يخاطب (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) ق 37.