البيتزا .. ونظرة للعالم !!
في منتصف الليل كان الجوع قد وصل بي لآخر مراحله
بدأت اشهى الأطباق وأفضل الأطعمة تدور فوق رأسي
وأخيراً اخترت البيتزا
في لحظتها أحسست بأني اشتقت للبيتزا ..
توجهت لمطعمي المفضل بجانب الحديقة العامة
دائماً مايكون هذا المطعم مزدحماً
ليس بسبب البيتزا ولا لأي طبق اخر يقدم بهذا المطعم
انما بسبب دورة المياة ( أكرمكم الله )
تجد الأطفال والرجال في طابور صغير
فالحديقة العامة لا توجد بها دورات مياة ...!!
لماذا؟
الجواب عند صاحب فكرة انشاء حديقة عامة .
عموما
عندما وصلت كانوا قد بدؤ بإطفاء اضواء الحديقة فمنتصف الليل يمنع فيه استنشاق الهواء النظيف ..
دخلت المطعم وكان هناك بعض الاشخاص يتناولون عشائهم
توجهت للكاشير
لكنه كان يعد الأطباق مع الباقين !!
انتظرت و انتظرت تقديراً لعمله ..
اسمع صوت وضحكات الاطفال بقسم العائلات وهذه الضحكات أكثر شيء يبهجني وتجعلني اشتاق لهذا المطعم وللبيتزا طبعاً ..
حضر بكل برود كعادته وسألني عن الطلب
وكالعادة بيتزتي المفضلة
لكن هناك شيء غريب في وجه هذا الرجل !!
يبدو عليه الضيق
ترددت أسئله ؟ أم أتركه في حاله !!
بعد تردد تركته وشأنه رغم الفضول
لكني سألته متى ستجهز البيتزا ؟
جاوبني بعد 12 دقيقة ستكون جاهزة
اتجهت لأحد المقاعد عند واجهة المطعم الزجاجية والتي تطل على الشارع
عادةً ماأجلس هناك أراقب حركة الدنيا
ففي هذه اللحظات أشعر بأني أقف في نقطه معينه من الزمان والمكان
وكأن العالم يدور حولي ..
رفعت نظري على شاشة التلفاز المعلقة
كانت نشرة الأخبار
وكالعادة أخبار لاتسر أو بالأحرى تجيب الهم
تمنيت أن افتح قناة اخبارية للأخبار السعيدة فقط
نجح فلان تخرج فلان تزوجت فلانة ولدت فلانه فاز فلان , او حتى عن اجمل نكته قيلت اليوم ..
وبينما أنا سارح كان احد العاملين بالمطعم بدأ بتنظيف احدى الطاولات بعد ان انتهى الزبائن من عشائهم
لحظتها تذكرت الشقيري وبرنامجه خواطر ..
عندما عرض لنا كيف ان اليابانيين ينظفون طاولتهم بعد ان ينتهوا من تناول اي وجبه كانت
قلت في نفسي لو نظف هؤلاء الشباب طاولتهم سيكون الأمر غريباً لكل الموجودين بالمطعم ..!!
فنحن اعتدنا ان نرمي ونترك غيرنا ينطف ..!!
فجأة
سقطت احدى الملاعق من على الطاولة التي كان العامل ينظفها
لم أكترث بذلك
ولكن بعد عدة لحظات سقطت ملعقة اخرى !!
شعرت ان هذا العامل متوتر أيضاً كما هو عامل الكاشير
قد يكون هناك خلاف بينهما ؟؟
أو قد يكون جميع العاملين متوترين اليوم
الله يستر لاتخرب البيتزا بسبب التوتر
وبينما كان يحمل الاطباق متجهاً للداخل
أقبل عليه عامل أخر من نفس جنسيته كان مبتسماً ومد يديه ليحمل الأطباق عنه
وبعد رفض واقناع ذهب ذلك التوتر من وجه العامل ومد اليه الاطباق مبتسماً ..!!
أعجبني هذا الأسلوب في قتل التوتر و ابعاد الضيق عن نفس زميله ..
رجعت بنظري الى الشارع لأرى العالم مرة أخرى
ولكني رأيت عينين
كانت فتاه تقف عند واجهة المطعم يفترض بها أن تدخل قسم العائلات مع أهلها
ولكن لا أعلم لما وقفت تلقي نظرة على قسم الرجال
ولما حدقت بي ..
وماهي إلا لحظات و إختفت ..
اعتقد انه الفضول فقط ليس إلا ..
لم اهتم بذلك كثيراً لذا نظرت لساعتي انقضت الـ 12 دقيقة
حان وقت البيتزا
ذهبت واخذت البيتزا وشكرته
لكنه لم يقل شيئاً
لاداعي فأنا الآن اصبحت متيقن بأنه متضايق فعلاً ..
ولكن البيتزا كانت كما اعتدت عليها دووما رائعة المذاق ..
************************************************** *********
خاتمة
عندما تسنح لك الفرصة لترى العالم فأفعل ولا تتجاهلها
فهي تجربة رائعة حتى وان كانت لـ 12 دقيقة فقط ,,
بقلم :
بقايا حب