الجزء السابـــع
بعد المغرب وقفت سيارة حنتوش عند بيت فهد ..
حنتوش نفخ الدخان بقوة وهو يضحك : ههههههاي والله انك خطيييير .
فهد وهو يضحك : قايلك ماراح يمسكونا .
حنتوش : كفو يا الذيب ضيعت ثلاث دوريات والله ماحد يقدر يسويها .
فهد : يا رجال لوهم ثلاثين دورية دام فهد يسوق السيارة غني لهم يحلمووون ( حنتوش يغني معاه ) يحلمووون اللي فيك يفكرووون هههههاي .
يضحك حنتوش ويقول : ماقلت لي وش رايك بالحبة اللي عطاك اياها غازي ؟
ينزل فهد من السيارة وه يقول : هههه هذي الحبة جوووو ثاني .
حنتوش : طيب يا ابو الجو .. المهم أول ماتصحى كلمني .
فهد يضحك : أكيد بكلمك .
حرك حنتوش سيارته وراح بعيد وفي هاللحظات كان فهد يمشي وداخل بجو ثاني وقف على الرصيف وبدا يغني :
وعدك متى الصيف ولى و الشتاء
وأنا على الوعد القديم
على رصيف الوقت ولهاااان ويتيم
طاح مفتاح البيت من يد فهد نزل ياخذه طبعا ماكان مركز كل ما يمسكه يفلت من يده وهو للحين يغني ويعيد نفس الكلمات ..
وفجأأأة شي ضرب في فهد من الجنب طاح فهد وقام بسرعة معصب و ناظر الجهه الثانية
لقى بنت طايحة على الارض كانت ماسكه رجلها تتألم
فهد بعصبية : انتي وش فيك ماتشوفين عميا !!!
البنت كانت تبكي من الألم ولا ناظرت في فهد .. كانت تمد يدها تحاول تجمع الأغراض اللي طاحت منها .
فهد كانت أعصابة بتنفجر : جالسة تبكين ؟؟ انتي ماتفهمين ؟؟ عمري ماشفت أحد يمشي بالشارع وهو مغمض عيونه !! اقسم بالله لو ما كنتي بنت كان .....
وفجأة حس فهد بضرب على فخذه التفت شاف ولد صغير عمرة مايتجاوز خمس سنوات كان يضربه بكل قوته يضرب ويضرب بدون توقف
وهو يصرخ : ابعد عنها .. ابعد عنها ..
البنت اشهقت بقوة وبنبرة خوف وصوت بالكاد ينسمع مدت يدها له
وقالت : نـ ننواا ف .. نوااف .
التفت لها الولد وراح والتصق فيها وهو يبكي قال : سارة سارة وش فيك ؟
هزت سارة راسها : ممماافي شي .
نواف : قلت لك انتظريني .
سارة مدت يدها تتحس وجه نواف وتمسح دموعه و قالت بنبرة أقرب للرجاء : نواف خلنا نروح البيت .
مسح نواف دموع اخته سارة : طيب .
ولما وقفت سارة كان نواف ماسك يدها بقوة.
بسرعة نواف التفت لفهد ناظر فيه ترك يد سارة وراح لفهد .
فهد كان ساكت طول هذي الفترة ولما اقترب منه نواف نزل راسه وصار وجهه قريب من نواف
وقاله : وش بعد تبغى تضربني مرة ثانية أنا اليوم صاير ملطشه لكم ؟؟
نواف رفع يده بسرعة وضرب وجه فهد !!
بعدها نزل نواف للارض واخذ عصا كانت مرمية بجنب فهد .
اخذها وراح لسارة واعطاها اياها التفت سارة جهة فهد ..
كانت أول مرة يحط فهد عينه بعين سارة .. انبهر فهد بملامحها رغم عمرها اللي كان تقريبا 19 سنة
كانت ملامحها طفولية ورائعة و خصلات شعرها الشقراء اللي تتدلت على خديها كأنها تقسم وجه القمر
لنصفين صعب توصف جمالها لكن بكل ثقة اقدر اقولكم ما في بنت عندها نص جمال سارة ..
وفي لحظات انبهار فهد ابتسمت سارة ابتسامة رغم كل آلامها ورغم الدمعة المعلقة بين جفنيها
وقالت : أنا آسفة .
سارة اخذت عصاها وأغراضها بيد وصارت تضرب الارض بعصاها ضربات خفيفة وبيدها الثانية مسكت نواف وبدت تمشي وهي تعرج .. راحت تبعد اشوي اشوي عن نظر فهد الى ان اختفت .
زادت علامات التعجب والاستغراب على وجه فهد
وكان يسأل نفسه : ليه ماحطت عينها بعيني !! والعصا !!؟ يا الله البنت من جد عميا !!! أنا وش سويت ؟؟؟
تنهد فهد ومسح قطرات العرق اللي تجمعت على جبهته .
وبنفسية تغيرت تماما عن ماكانت علية من فرح الى ندم وحزن وتأثر تابع فهد طريقة ودخل البيت ..
لما اقترب فهد من المطبخ سمع خالد وامه يتكلمون
ام فهد : بس انا للحين مافهمت شي من كلامك ابغى أعرف فهد وش فيه ؟
خالد تنهد : با اختصار يما العيال اللي يمشي معهم سيئين لدرجة ماتتصورينها .
وفي هالحظة دخل عليهم فهد والغضب كله طالع من عيونة
التفت لجهة خالد و صرخ : وانت وش تبغى مني ؟؟ ماعندك غير فهد وكل اشوي جاي وقايل لأمك ؟؟
خالد وقف و قاطعة هو معصب : وبتقول انا أكبر منك و أفهم منك ؟ انت ما تحس ما تسمع الناس وش بدت تحكي علينا ؟؟
فهد : اسمعني زين كلامك كله ما همني .
خالد : أبوي الليله راح يوصل و هالمرة راح أقوله يشوف لك حل .
فهد ضحك : هههه إيه روووح قول لأبوك هذا ابوك انت ما هو أبوي .
أم فهد رفعت يدها وضربت فهد على جهه وقالت بغضب : اسكت ولا كلمة انت ماتستحي .
فهد حط يده على خده وقال بألم : أنا فهد ناصر و هذا خالد بدر ..
أبوه راح يرجع الليله أما أنا أبوي ناصر توفى قبل ما أشوفه لا أعرف شكله ولا شفت له صورة وحده حتى قبره ما أدري وين ؟ أنا يتيم .
فهد طلع من المطبخ وراح لغرفته وامه كانت تناديه وفهد ما رد عليها , دخل غرفته وقفل الباب .
أم فهد كانت تدق الباب بكل قوتها وتنادي : فهد فهد رد علي فهد افتح الباب افتح الباب .
كان خالد واقف يناظر من بعيد لكنه اقترب من امه مسكها
وقال : يما خلاص اتركيه الحين هو عنيد و ماراح يفتح الباب .
ام فهد : ما هو بكيفه لازم اتكلم معه ..
رجعت تدق الباب اكثر واكثر و فهد ما رد ولا بحرف واحد .
اخيرا وبعد عدة ساعات قدر خالد ياخذ ويهديها امه وجلس معها ..
لكن الأم انهارت وقالت : ايه فهد ابوه مات ماااات وانا قلت لفهد لأنه لازم يعرف ..
وبدر ما قصر معه كان يعامله مثلكم عمره مافرق بينكم حتى بدر كان يطلب مني أنادية أبو فهد ...
واليوم لما كبر وصار عمرة عشرين سنة يجي يقول ما هو ابوي ؟ ليه يقول مثل هالكلام ؟؟؟ ليه ؟؟ ..
خالد : خلاص يما اهدي اليوم راح يوصل ابوي وبعدها انتي معاه تكلموا مع فهد ..
أم فهد مسحت دموعها وسألت : الساعة كم اللحين ؟؟
خالد ناظر الساعة وقال : الساعة صارت 10 يلا يادووب نلحق نوصل المطار .
أم فهد : يلا خذني معك ..
في المطار كانت الأم و خالد و غزل ينتظرون وصول بدر ( ابو خالد ) لكن طالت المدة وطال الانتظار ..
ام فهد وقفت و ناظرت ساعتها وقالت : 11.30 خلونا نروح نسأل ونشوف ايش الموضوع ؟
راحوا لمسؤول المطار
سأله خالد : لو سمحت رحلة رقم ........ للحين ماوصلت ؟؟
الموظف : لحظة أتأكد .
بدا الموظف يشتغل على الكمبيوتر وبعد لحظات التفت عليهم
وقال بتعجب : هذي الرحلة من شرق آسيا !!
خالد : ايه عارفين .
الموظف : يعني انتوا عارف انها راح تتأخر ؟
خالد استغرب : لا ما حنا عارفين وبعدين كم بتتأخر ساعة ساعتين ؟؟
الموظف : ما أعرف بالضبط .
خالد : كيف ماتعرف ؟؟ اجل من اللي يعرف ؟
الموظف : البلد هذي اليوم الصبح صار فيها مظهرات وانقلاب على الحكومة و الجماعات اللي سوت انقلاب سيطروا على المطار ووقفوه .
خالد باستغراب وخوف : يعني ايش ؟؟
الموظف : يعني مافي أي طيارة تقدر تهبط عندهم أو تطلع من عندهم .
وانهااااارت ام فهد وطاحت على الأرض
.............................................