عشرون شمعة..
أطفِئت هذا المساء
عشرون زهرة بيضاء
ذ بلت هذا المساء
تناثرت أوراقها ..
تبعثرت أكمامها ..
عبثت بها يد القضاء
ألقتها على قارعة النسيان
تهالكت على أنقاضها الأيام
اختنقت في جفونها الأحلام..
ما من بقايا في ذاكرة الزمان
عن الطفولة الخضراء
عن الصّبا الغرير..
أمْسَت صفحتها جرداء
لمياء أنا..
حلم الطفولة ..
والشباب الكسير.
*.*.*.*
عشرون شمعة..
احترقت هذا المساء
بين الدُّمى..
عشرون ربيعا ذ َوَت
في دروبٍ مُظلمة ..
فوق شفتي ابتسامة بلهاء
لا أفقه لها معنى. .
في صدري تصطخب أصوات
لا يُؤطرها مبْنى
احتضرت الكلمة..
خنقها زماني..
في مخاض الولادة..
تحلل مكاني..
وهو يُسلم للإقصاء القيادة
على مِرْيَلتي دَلقتُ نَخْبَ الوجود
ولفظتْني الحياة..
بكلّ ماأوتيتْ من بُرود
تركتني أستنزف..
ما بعثرت في واقعي من شتات
وأسْتجمعُ كلّ ما لديّ من صمود
في مواجهة ما هو آت!!!
هيهات ..هيهات!!!
*.*.*.*
عشرون سنة..
رحلت هذا المساء
كنَسهاالزمان من صفحتي
ومااشتكيت..
رفيقيَ الصمتْ في رحلتي
خالطتُ وحدتي
تلك التي..
غرفتُ منها بلا رجاء
وأصبحنا اثنتين ..
نتجاذب ظلّ بعضنا
في العلانية..في الخفاء
وحين تشتدّ غُربتي..
أنْهَرُها...أقْمَعُها
وأصبعي ..بين الشفاه
أضغطه...بلا عزاء
ّّّّ*.*.*.*
عشرون سنة
وُئدت هذا المساء
اغتالها الزمان
في مهْدها..
أقبرَها في لحدها
توقفت مسيرتي،
قبل أن تبدأ قصتي
لمياء أنا..
تلك التي..
حاصرتها الأدْواء
ماجفّفَتْ دمعتي
ولا أعْتَقَتْ حيْرتي
أخْمَدتْ في أفُقي الأنْواء
وترَكَتْ سفينتي
ما يُشبه الأشلاء
في لجج الشقاء.
*.*.*.*