منتديات كلك غلا - رواية و آه يا زمن الجزء الثالث

الجزء الثالث

"نورا" ذات الوجهين:

مرت أيام جميلة رغم قلتها الا انها كانت تجمعهما أجمل علاقة حب و صدق ووفاء..

لقد احبت "سارة"حبيبها "مراد" فصارت لا تفوت الفرصة الا و تذكر اسمه في سياق حديثها مع صديقتها "نورا"،

تلك الفتاة ذات الواحد و عشرين عاما ،

سمراء البشرة ، معتدلة القامة نوعا ما، نحيلة القد،

أنيقة الملبس هي الأخرى ، ذات عينين سودويتين متألقتين ،

وجهها الطفولي و تلك الغمازتين اكسبوها جاذبية يعتقد كل من يراها انها لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها.

كانت مرحة ، تحب الحياة و اكثر ما يميزها أنها كانت عصامية و إن أصرت على شيئ فإنها تأخذه غصبا عن الكل ،

فكثيرا ما كانت تخدم مصالحها مستغلة سذاجة من تتعامل معهم ،

أما "سارة"فكانت عكسها تماما

و مع ذلك فقد ربطتهما علاقة صداقة قوية لسنوات طويلة بدءا من الطفولة الى المراهقة الى ان صارتا شابتين يانعتين.

كانت تبيت معها في غرفتها و ترافقها في كل مكان.

الأمر الذي جعل العلاقة بينهما تتوطد على نحو جعل "سارة" تستشيرها في كل أمور حياتها الخاصة،

حتى أنها عندما تعرفت على "مراد" قرّبتها منها أكثر وفتحت لها خزائن أسرارها،

وأطلعتها على كل صغيرة و كبيرة تخص حبيبها .

حبه لها ،كلامه عنها ، غيرته عليها، مواعيده معها و حتى مزاجه متى يتعكر و متى يصفو؟ .

كانت تسألها بهدف المشورة والنصيحة حتى في أدق التفاصيل كطريقة اللبس و الماكياج ووو...

تظاهرت "نورا"بالاهتمام ب"سارة" و لم تتأخر في بداية الأمر في توجيه الدعم المعنوي لها،

وحثها احيانا على تقبل مزاجه المتقلب ، ولكن فجأة، وبدون مقدمات، أعلنت "نورا" التمرد و كشرت انيابها

و أظهرت الوجه الآخربعدما أضرمت نار الحقد في قلبها

فباتت تستولى(نار الحقد) على قلبها و اشتدت غيرها

ظنا منها أن "سارة"سبب تعاستها كونها استحوذت على قلب "مراد"و آسرته رغم انها هي التي تعرفت عليه في بادئ الأمر،

لذلك و في لحظة غواية، ونزوة متوحشة،

فكرت "نورا" في نبش اظافرها في حياة"سارة" العاطفية

و سلب فرحتها منها و بعثرة احلامها الوردية بكل قسوة و أنانية

ضاربة عرض الحائط صداقة جمعتهما لسنين طوال.

لم تشعر بالندم و لم تسأم وهي تخطط لاول خطوة تخطوها وبكل دماء بارده

في أن تخوض معركتها الخاصه .. .

حزمت امرها على ان ليس غايتها ان تستحوذ على"مراد" بقدر ما كانت تنوي الانتقام من "سارة"

و إشعارها بالذل و أن تذوق الهوان من اجل ان تراها كسيرة...

ما جعل قلبها ممتلئا برماد الحقد نحوها و هي تهمس في سرها: سامحيني يا "سارة" لن أدعي اني صاحبه ضمير على حساب سعادتي ...

و لست بالكمال حتى يفضلك علي..

ثم ضحكت بهيستيرية و قالت: وانت يا "مراد"ستكون لي ..

وسأجعلك سعيدا في حياتك.. و ستعرف مامعنى الحب معي؟!!