وآه يا زمن...

الجزء الثاني

حب من اول نظرة...
قبل سبع سنوات..
الزمان: العاشرة صباحا
المكان:النادي الترفيهي.


كان المكان هادئا هدوءا يبث الانتعاش في الارواح يتخلله استرسال موسيقى عذبة كأنما عزفت خصيصا لقلوب تائهة بددها العشق

في حين كانت "سارة" ذات الثالث و العشرين عاما تجلس بمفردها على احدى الطاولات المصففة بعناية فائقة ،

ناظرة ساعتها بمعصمها كأنها تستعجل قدوم احدهم ،

شعور غريب كان يراودها منذ اللحظة الاولى ان ثمة شيئ سيحدث.. كانت قلقة جدا...
شاءت الأقدار ان ترتمي عيناها عن طريق الصدفة لترى من يحدق فيها عن كثب...

هناااك... شاب أسمر في الخامسة و العشرين من عمره ، وسيم للغاية ؛ لطيف ذو اناقة جميلة لمظهره الخارجي عطره يسحر وينعش،

يجذب الروح من بين الاضلع.
تعرفت على إسمه فور وقوع عينيها عليه باعتباره عضوا بارزا من اعضاء النادي.

لا سيما و ان والده من ممولي هذا النادي كما أخبرتها صديقتها المقربة "نورا" في سياق حديثهما النسوي ذات مرة.
أما هو فلم يكن يعرف عنها سوى أنها عضوة جديدة التحقت مؤخرا بالنادي اسمها"سارة".
اخذت تختلس النظرات اليه و في الذهن ألف سؤال :ترى هل يقصدني بتلك النظرات الآسرة؟ أم يخيل لي ذلك؟؟تحدثت "سارة"في سرها.

أرادت ان تغض الطرف عن تساؤلاتها لكن قلبها المرهف عاندها و أبى إلا أن يفك طلاسم تلك النظرات.
فهي لا تريد من العمر سوى ان تعرف ما وراء تلك النظرات..
أرسلت تنهيدة عميقة، استمر الوضع على حاله لأكثر من ساعة تقريبا .

بيد ان صاحبنا و في غفلة منها كان يسترق النظرفي متعة لا نهائية لعينيها الفيروزتين

اللتين صارتا بالنسبة له و بدون سابق انذار ميناءا قد رسى به قلبه.
أراد أن يحدثها أو يفصح لها عن مكنون صدره فاستجمع بقية من الشجاعة وهم بإخبارها

لكن ضباب الخجل منعه وربط لسانه ...
عاود الكرة باحترافية ليكون القدر مخبئ له أجمل فرصة ليكون أقرب ممن آسرت قلبه من النظرة الاولى

بعدما حاول مرارا ان يلفت أنتباهها؛

فصارت دقات قلبها تنتفض حينما اقترب من طاولتها و اردف قائلا:
-صباح النور...
-هلا سمحت لي الآنسة "سارة" بمشاطرة جلستها؟
اخذتها الرعشة حتى كاد يغمى عليها حين جاءها صوته العذب يحمل حروف اسمها،فنسيت ان تأذن له بالجلوس...
ساد صمت جميل فيه ألف كلمة بنظرات متبادلة ولكنها مسروقة بخوف كبير من أن ينتبه الغير لهما.
و بدون مقدمات اردف يقول: إسمي "مراد"،خريج كلية الصيدلة..فماذا عنك آنستي؟
أدرس بكلية الصيدلة أنا أيضا، آخر سنة...أجابته "سارة" و قد تلونت وجنتيها بالاحمرار تحت تأثير نظراته

التي لم تفلت تفرس تقاسيم وجهها الوضاء..فلقد كانت على قدر كبير من الجمال و الاناقة.
-يا محاسن الصدف ، استبشر "مراد" و قال: أكيد لدينا نقاط مشتركة كثيرة و عليه سنتفاهم أكثر.
أرخت "سارة"ناظريها نحو الأسفل من الخجل،لا تدري بما تجيب و اكتفت بالإيماء برأسها بالايجاب.
لقد تحدثا في عجالة و انسحبت بعدما تبادلا رقمي هاتفيهما و بالكاد استطاعت فصل كفها عن كفه

و هو يوصيها قائلا: لا تنسي موعدنا غدا ها؟؟ ...لا تتأخري علي أوكي؟
اجابته و كلها نشوى :سأفعل.
تمنت لو تقضي العمر كله بقربه و لا تفارقه لحظة ،
استاذنت و بصدرها قلب غير القلب الذي اعتادته.... فقد أخذت قلبه و تركت له قلبها أمانة...

و في آذانها رنين صوته العذب و هو يعدها بصيانة قلبها ما دام حيا.
أبتسمت من فرط النشوى، يعبر مخيلتها كحلم: ايعقل ان احب من أول لقاء؟؟قالت في سرها

ثم همست لنفسها : ما أروع الحب يا حبيبي حين يتحول كل شيء إلى ربيع و ياسمين من حولنا...
ومن هنا بدأت أجمل رحلة لقلبين جمعتهما نظرة صادقة محلقة بأحلام وأماني شتى.
يتبع....