منتديات كلك غلا - قصة انسي طفولتك ياصغيرتي

طفلة صغيرة بيضاء كالثلج،قلبها صاف وأنقى من

الماء،البراءة ترتسم على محياها فتجعلها جميلة كالقمر

في الليلة الظلماء،قدر لها أن تعاني طوال

حياتها،خصوصا أنها لديها والد متسلط،وجشع،وبخيل

وقاسي القلب،لم يرحمها ويرحم طفولتها،ومنذ أن

توفيت والدتها وهي لا تزال في سن السادسة من

عمرها،بدأت المعاناة الحقيقية وخصوصا بعد أن تزوج

والدها بأخرى،ولم يصبر قليلا على الأقل احتراما

لتلك المرأة التي لم يمض على موتها وقت طويل،وما

إن جاءت تلك الزوجة الجديدة،حتى ملأته عتمة

وقلبت كل شيء رأسا على عقب،ولم ترحم قط تلك

البنت الصغيرة،فقد أهلكت جسدها الهزيل،بأشغال

المنزل من طبخ،ومسح،وكنس،وحتى الخروج لشراء

حاجيات المنزل، لم تكن تملك من الثياب الجديدة

والأنيقة ومايجعلها

تشعر بالثقة والسعادة،ولم تك في يوم من الأيام تملك

الوقت للعناية بشكلها الخارجي،ومع هذا لم يدمر

الإهمال جمالها،وظلت على هذه الحال خمس سنوات.

وفي يوم ما وبينما هي تمضي في طريقها لشراء بعض

الحاجيات،رأت بعض الفتيات الصغيرات يلعبن في

الشارع ونادينها لمشاركتهن في اللعب،تحركت بداخلها

الطفولة والرغبة الملحة في

اللعب حالها كحال أولئك الفتيات،قالت بينها وبين

نفسها: لما لا أذهب وألعب معهن،فأنا طوال عمري

أعمل وكأني خلقت لهذا،وحرمت من اللعب والمرح

وخاصة بأنني ليس لدي أخ أو أخت .

حسمت أمرها فورا،وركضت نحوهن لكي

تلعب،واستمرت في اللعب حتى نسيت ماكان قد طلب

منها،مضى الوقت سريعا حتى تنبهت للأمر ولكن بعد

فوات الأوان،فاعتذرت من الفتيات،وركضت مسرعة

نحو المحل لتشتري الحاجيات وتعود إلى المنزل،وفي

المحل أعجب بها صاحبه،كان رجلا كبيرا في السن

قليلا،عمره لا يتجاوز التاسعة والخمسين عاما،حاول

جذبها للحديث معه،وبكل تأكيد حتى يفعل ذلك

سيغريها ببعض الحلوى ،كيف لا وقد وجدها ملاك في

عمر الحادي عشر،استدرجها في الحوار حتى عرف

عنها كل معلوماتها وأين تسكن؟.

وفي يوم كان الأكثر حزنا في حياة هذه الطفلة،فاجأها

والدها بأنه يريد أن يزوجها من ذلك الرجل،بحجة أنها

تعاني من زوجة أبيها،وبأنها سترتاح مع هذا الرجل،و

الحقيقة عكس ذلك تماما،فقد أغراه الرجل بمبالغ مالية

كبيرة حتى يتزوج ابنته،ومع محاولات والدها،وضغط

من زوجة والدها عليها وافقت المسكينة،وتم الزواج

بشكل سريع ،فليس هناك خيارا آخر أمام ابنة الحادية

عشرة سوى القبول،وما إن دخلت في جحم كهف

الحياة الزوجية،حتى لاقت الويل من ذاك الزوج

المختل،تخرج من جحيم فتلقى جحيما آخر،ويبقى

السؤال متى الفرج؟