منتديات كلك غلا - قصة النادمة

أشعة الشمس قوية لكنها رائعة..تبعث في قلبي شعورا لطيفا
الحركة الطفيفة في الهواء تجعلني أعشق القرية
أزحت نظري عن النافذة وحملت صينية الشاي، تقدمت نحو غرف المعيشة
وضعته و بالكاد وجدت مكانا أتسع فيه لكثرة الجالسين
آلمني طرف لساني بسبب سخونة الشاي لكني لم أبالي
حدقت في ابنة أخي جيدا، سرحت قليلا و أنا أفكر في الإختلاف الذي يجعلها أفضل مني
لم أجد شيئا سوى أني ذات بشرة سمراء و أقصر قليلا منها
كلهم يتحدثون في مواضيع لا تهمني و أكاد لا أسمعهم لكثرة شروذي
أرى عينا أخي المغرورقتان بالدموع لشدة فرحته المخلوطة ببعض الحزن
لأنه سيفترق اليوم عن إبنته لكنه متشوق لعودتها حاملة الشهادة
بأمل سيعيش أزيد من خمس سنوات مكتفيا برؤيتها في العطل الصيفية
نفس الأمل الذي تشبتت به، سابقا..
عندما حلمت بمغادرة قريتنا لأجل الدراسة
و بناء مستقبلي بيدي بدل إنتظار العريس الذي ـ إن أراد ـ سيحقق أحلامي
لكن بالمقابل لم أجد منهم ما إنتظرت
لم يوافق أحد على رأيي و لم يشجعني أحد..أمي الوحيدة التي فهمتني
لكنها كانت و لازالت مغلوبة على أمرها
تستفيق صباحا لإعداد الطعام و في المساء تستمتع بالحديث مع زوجات أبنائها
إلى أن تشعر بالنعاس..حتى أنا مثلها غير أن الليل يعني لي إنتظار أختي لتنام و بعدها إشعال شمعة صغيرة
تحتها أقرأ كتابا وفرت ثمنه على مدى سنة و أحرص على تخبئته تحت سريري
لكي لا يلحظه شقيقي..الذي ضربني في زمن طواه النسيان
بحجة لم تقنعني و هي أن مكاني في البيت و تحديدا في المطبخ
ساخرا من حلمي واضعا كل قدراته لتحطيمي
ليتني فقط كنت أكثر إصرارا على تحقيقه

و بعد مرور سنوات طوال تغيرت فكرته، بعد أن ظلمني أصبح يقدر حلمي
لكن من سيحققه هو ابنته، رغم الفقر فهي مصرة على الذهاب..

هكذا سنجوع كلانا
هي لقلة الطعام..و أنا لقلة العلم
لكن الفرق أني الوحيدة النادمة