منتديات كلك غلا

منتديات كلك غلا (https://www.klk-gla.com/vb/index.php)
-   ๑۩۞۩๑ تاريخ وحضاره ๑۩۞۩๑ (https://www.klk-gla.com/vb/forumdisplay.php?f=114)
-   -   تعرف على تاريخ دوله المماليك بالهند (https://www.klk-gla.com/vb/showthread.php?t=52291)

العنود بنت خالد 05-01-2018 07:28 AM

تعرف على تاريخ دوله المماليك بالهند
 
دولة المماليك في الهند




قصة الإسلام








دولة المماليك فى الهند.







دولة المماليك في الهند أو سلطنة دهلي (سلطنة دلهي) هي أول دولة مستقلة في الهند، دامت ما يقارب التسعين عاما خلال القرن السابع الهجرى / الثالث عشر الميلادى، شهدت خلالها الهند دورًا عسكريًا وحضاريًا وعلميًا فريدًا.

نشأة دولة المماليك في الهند

قامت الدولة الغورية (543هـ-613هـ= 1148-1215م) على أنقاض الدولة الغزنوية التي كانت تملك بلاد الغور والأفغان والهند الشمالية، واستعان السلطان محمد الغوري في حكم بلاده بالمماليك الذين كان يشتريهم ويخصُّهم بعنايته، ويعدهم للغزو والجهاد، ويرقي منهم من تؤهله ملكاته ومواهبه للقيادة ومناصب الحكم، وعُرف من بين هؤلاء المماليك قطب الدين أيبك، ولاه الغوري ولاية دهلي.

قطب الدين أيبك

قطب الدين أيبك التركماني، هو من أسس في الهند دولة السلاطين المماليك التي عرفت باسم سلطنة دهلي (دلهي). كان قطب الدين مملوكا للسلطان شهاب الدين الغوري، ورافق السلطان الغوري إلى الهند في إحدى حملاته (588هـ /1192م)، ففتحت لاهور على يده، ومنحه اللقب العسكري الفارسي "آسبه سالار" (مقدم الجند أو القائد العام). وعينه نائباً عنه في أملاكه في الهند.

لم تطل الحياة بالسلطان شهاب الدين الغوري فقد تعرض لعملية اغتيال في سنة (602هـ= 1205م)، وبموت السلطان سقطت الدولة الغورية، والذي لم يترك له وريثًا للعرش من بعده، إذ يُذْكَر عنه أنه كان يقول: "إن الله قد عوضه عن الأبناء بمواليه المخلصين من الأتراك، يحافظون على ملكه، ويُجْرُون الخطبة بذِكْرِه"، وقد نصَّب نائبُه قطبُ الدين أيبك نفسَه سلطانًا على الهند من بعده عام 602هـ" [1].

وتهيأت الظروف لأن تبرز مدينة دهلي، باعتبارها عاصمة دولة المماليك بالهند، فبدأ بذلك عهد دولة المماليك ( 602-815 هـ) التي اجتهد سلطانها قطب الدين أيبك في توطيد سلطان المسلمين في شمال شبه القارة الهندية، فأقطع البنغال وبهار للْخَلْجِيِّين، وأسند السند والمُلْتَان للقائد ناصر الدين قباجة، وأَكْرَمَ كلَّ قادة المماليك.

وكان قطب الدين قائدا ماهرا وحاكما عادلا، يتمسك بالإسلام ويكره الظلم والعسف، ويبغض نظام الطبقات الذي كان سائدا بالهند، وخضعت لحكمه المناطق الممتدة من ماوراء دهلي جنوباً إلى لاهور شمالاً، ومن الكجرات غرباً، إلى البنغال شرقاً. وكانت المساجد والمدارس تقام حيث تصل جيوشه.

اشتهر قطب الدين أيبك بحسن الإدارة والكرم، وقد أحسن معاملة رعاياه الهندوس وأنفق على الفقراء، حتى لقب "لَك بَخْش" (عن الفارسية معطي مئة ألف).

بدأ قطب الدين أيبك ببناء المسجد الكبير في دهلي، ودعاه "مسجد قوة الإسلام"، وهو مسجد رائع، ذو منارة سامقة، ما تزال قائمة حتى اليوم تُعْرف باسمه قطب منار، ويصل ارتفاعها إلى 250 قدمًا، وتمّ البناء في عهد خلفه. وهي مبنية من الحجر الرملي الأحمر الجميل، والنسب بين أجزائها هي غاية الكمال، ويتوجها المرمر الأبيض في طبقاتها العليا، وها هي لا تزال آية من آيات الهند في دقة الصناعة وروعة الفن، كما بنى قطب الدين مسجداً آخر في أجمير ما يزال يحمل اسمه.

وقد توفي قطب الدين أيبك في لاهور أَثَر سقوطه من على جواده وهو يلعب الصوالجة عام 607هـ/ 1211م، وخلفه ابنه آرام شاه [2].

آرام شاه

توفي قطب الدين أيبك سنة (607هـ= 1211م) وخلفه ابنه "آرام شاه"، لكنه لم يكن مؤهلا لأن يتولى شئون البلاد، فقد لمس كبار الحاشية والنبلاء ورجال الدين عجزه، فراسلوا شمس أيلتمش وكان أتابك العسكر، فجمع جيوشه وتوجه إلى دهلي وهزم آرام شاه الذي يبدو إنه قتل في المعركة، واستلم إيلتُتمِش السلطنة سنة 607هـ/1211م.

شمس الدين أيلتمش

يُعدُّ شمس الدين ألتمش المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في الهند، وهو مملوكي اشتراه قطب الدين أيبك من غزنة، وحمله معه إلى الهند، ثم جعله رئيسًا لحرسه، ثم أسند إليه حكم ولايات الهند، ثم إنه أمسك بمقاليد الحكم في الهند بمشورة رجال الدولة سنة 607هـ/1211م.

دام حكم ألتمش نحو ربع قرن قضاه في تثبيت دعائم دولته التي شملت شمال الهند من السند إلى البنغال، ونجح في القضاء على ثورات أمراء الهندوس وعدة ثورات أخرى ولكنه ما كاد يتخلص منها حتى ظهر له خطر المغول، وألحقوا بدياره الخراب والدمار، ولكنهم لم يتحملوا حرارة جو بلاده، واتجهوا صوب الغرب ثانية، فنجت البلاد من شرورهم.

في عام 626هـ/1228م وصلت إلى دهلي سفارة من الخليفة العباسي المنتصر بالله (623-640/1225-1242) برئاسة رضي الدين حسن الصاغاني، تحمل الكسوة والهدايا إلى السلطان إيلتُتمِش وولده ورجال دولته. فاستقبلت بحفاوة كبيرة، وكانت هذه أول مناسبة يتلقى فيها حاكم مسلم في الهند اعترافاً من الخليفة بصفته سلطان الهند، وضربت بهذه المناسبة نقود فضية نقشت عليها عبارة "ناصر أمير المؤمنين".

فكان شمس الدين التمش أول سلطان في الهند يتسلم مثل هذا التقليد، وبدأ في ضرب نقود فضية نُقش عليها اسمه بجوار اسم الخليفة العباسي، فكانت أول نقود فضية عربية خالصة تُضرب في الهند.

كما يعد ألتمش من أعظم حكام الهند المسلمين فهو من حفظ الهند من هجمات المغول، وأكمل فتح الهند الشمالية، وكان مشهورًا بعدله وإنصافه للمظلومين. وعلى الرغم من غزوات ألتمش المتكررة وجهوده لتثبيت دعائم دولة الإسلام في الهند فإن ذلك لم يشغله عن الاهتمام بالإصلاحات الداخلية فأعاد تنظيم الجهاز الإداري، وأقر العدل والحرية في البلاد، وعنى بتشجيع العلوم والآداب وأنفق أموالاً كثيرة لنسخ أعداد كبيرة من المصحف الشريف، وأسس العديد من المدارس وزيَّن بلاطه بالشعراء والعلماء وقرَّبهم منه، وأتم بناء مسجد قطب الدين في دهلي، وشيد مسجدًا آخر في أجمير.

وقد تعرض شمس الدين ألتمش لمحاولة اغتيال من قبل الطائفة الإسماعيلية أثناء تأديته صلاة الجمعة، فتوجه على رأس حملة للقضاء على جيوبهم الإسماعيلية في الملتان، ولكنه اعتل اعتلالاً خطيراً فحمل إلى دهلي، حيث توفي في شهر شعبان سنة 633هـ / 1235م [3].

ركن الدين فيروز شاه

لم ير ألتُمش في أبنائه الذكور مَنْ يصلح للحكم من بعده، فأوصى به لابنته "رضية"، ولكن رجال البلاط عهدوا بالملك عقب وفاته إلى الأمير ركن الدين فيروز شاه، إلا أنه لم يهنأ بالملك بسبب الفتن

والاضطرابات التي عمت أنحاء البلاد، نتيجة لتدخل أمه شاة تركان، وكان نتيجة ذلك أن قُتل هو

وأمه سنة 643هـ /1236م، وانتهت الأزمة بأن بايع كثير من الأمراء رضية الدنيا والدين بنت التتمش.

السلطانة رضية بنت ألتمش

جلست السلطانة رضية بنت التمش على عرش السلطنة في عام (643هـ /1236م)، وكانت تتمتع بصفات طيبة من رجاحة العقل، وشجاعة النفس، وعلى حظ كبير من الذكاء، تحفظ القرآن الكريم ، وتلم بالفقه الإسلامي، وتلقبت "رضية الدنيا والدين" واستقام لها الأمر.

جلست رضية الدنيا والدين على عرش سلطنة دلهي نحو أربع سنوات (634 - 637هـ= 1236 - 1369م) سارت فيها على خطا أبيها في سياسته الحكيمة العادلة، لكنها اصطدمت بكبار أمراء الملوك الذين يشكلون جماعة الأربعين، ويستأثرون بالسلطة والنفوذ، وحاولت الملكة جاهدة أن تسوسهم، وتحتال على تفريق كلمتهم، وتعقُّب المتمردين والثائرين عليها، وكانت تظهر بمظهر الرجال، وتجلس على العرش والعباءة عليها، والقلنسوة على رأسها وتقود جيشها وهي تمتطي ظهر فيلها.

غير أن هذه السياسة لم تلق ترحيبا من مماليك سلطنتها الذين أنفوا أن تحكمهم امرأة، وزاد من بغضهم لهذا الأمر أن السلطانة قرّبت إليها رجلا فارسيًا يُدعى "جمال الدين ياقوت"، كان يشغل منصب قائد الفرسان، ولم تستطع السلطانة أن تُسكت حركات التمرد التي تقوم ضدها، كما كانت تفعل في كل مرة، فاجتمع عليها المماليك وأشعلوا الثورة ضدها، وحاولت أن تقمعها بكل شجاعة، لكنها هُزمت، وانتهى الأمر بقتلها في (25 ربيع الأول 637هـ/ 25 أكتوبر 1239م) وتولَّي أخيها السلطان "معز الدين" عرش البلاد[4].

سلاطين ضعاف

تولى بعد السلطانة رضية الدنيا والدين سلاطين ضعاف لم يتركوا أ ثرًا يذكر، ومنهم: معز الدين بهرام أخو رضية الدنيا والدين، تولى سلطنة الهند في الفترة (637هـ - 639هـ/1240- 1242م ) وتم الانقلاب عليه وقتله قواد جيشه بسبب استبداده وطغيانه، وخلف بعده علاء الدين مسعود (639هـ - 644هـ / 1242م – 1246م) ابن السلطان ركن الدين فيروز وحفيد ألتمش، وفي عهده دخل المغول الهند ثانية حتى تصدى لهم قائد الجيش غياث الدين بَلبَنْ فردهم عن سلطنة دهلي، ولم يدم حكم علاء الدين طويلًا فقد تم عزله وخلف بعده عمه آخر أبناء ألتمش ناصر الدين محمود شاه بن التمش (644هـ/ 1246م) [5].

ناصر الدين محمود شاه

تولى ناصر الدين محمود بن ألتمش سلطنة الهند سنة (644هـ/ 1246م)، عرف عنه أنه كان حاكمًا متدينًا يقضي معظم أوقاته بين العلماء، تاركًا عبء السلطنة في يد وزيره غياث الدين بلبن، الذي اضطلع به في قدرة وكفاءة تامة، واستطاع أن يخمد الثورات التي قامت في عهده، وصد غارات المغول على الهند.

جاء في نزهة الخواطر في وصف ناصر الدين: "السلطان العادل الفاضل ناصر الدين محمود بن شمس الدين الإيلتمش، أنموذج الخلفاء الراشدين، كان أصغر أبناء والده وأكبرهم في الفضل والصلاح ..، نادى برفع المظالم وأظهر من العدل والكرم، وكان عادلاً فاضلاً، ورعاً متعبداً ذا حلم وأناة ورأفة، راغباً إلى الخيرات مع الزهد والتقلل والتقشف لم يغير شيئاً قط ولا تسري على زوجته التي كانت له، وله عناية عظيمة بالأدب ومعرفة حسنة بالكتابة، مؤثر للعدل، والإحسان وقضاء الحوائج، ولم يزل أمره مستقيماً إلى عشرين سنة، من أخباره أنه كان يكتب القرآن الكريم نسختين منه كل سنة فيبيعهما ويقتات بثمنهما".

وتوفي ناصر الدين سنة (644هـ/ 1266م) أي أنه قضى في ملكه عشرين سنة، وبوفاته انتقل الملك من أسرة شمس الدين التمش إلى أسرة أخرى من المماليك هي أسرة غياث الدين بلبن [6].

غياث الدين بلبن

تولى غياث الدين بلبن سلطنة الهند سنة (644هـ/ 1266م)، وهون يُعَدُّ السلطان المملوكي اللامع الثالث بعد كلٍ من قطب الدين أيبك وأيلتمش، فقد حكم عشرين سنة قضى فيها على الفتن التي قامت في أنحاء السلطنة شرقاً وغربا،ً ثم تعهد طرق المواصلات عبر الأدغال، واستغل خبرته الإدارية العالية في إقامة العدل بين الرعية وفي المحافظة على وحدة أراضي السلطنة بالقضاء على محاولات من كان يرغب بالانفصال عنها من حكام المقاطعات.

وفي نزهة الخواطر: "وكان من خيار السلاطين عادلاً فاضلاً حليماً كريماً، بذل جهده في تعمير البلاد وسد الثغور ورفع المظالم والإحسان إلى كافة الخلق، وكان في ذلك على قدم السلطان شمس الدين

الإيلتمش، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم، يتردد في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة إلى بيوت الشيخ برهان الدين البلخي، والشيخ سراج الدين السجزي، والشيخ نجم الدين الدمشقي فيحظى بصحبتهم، ويتردد إلى مقابر الأولياء فيزورها، ويتردد إلى مجالس التذكير ويقعد بها كآحاد من الناس، ويداوم على الصلاة بالجماعة والصيام فرضاً كان أو نافلة، ويداوم على صلاة الإشراق والضحى والتهجد، وكان لا يداهن في العدل والقضاء ولا يسامح أحداً ولو كان من ذوي قرابته".

ويقول ابن بطوطة: "إنه بنى داراً وسماها دار الأمن فمن دخلها من أهل الديون قضى دينه، ومن دخلها خائفاً أمن، ومن دخلها وقد قتل أحداً أرضى عنه أولياء المقتول، ومن دخلها من ذوي الجنايات أرضى من يطلبه، وبتلك الدار دفن"[7].

وقد حكم غياث الدين الهند حكما مقرونا بالحزم، مستخدما العنف مع العصاة الثائرين والمجرمين والمفسدين، فكان إداريًا قديرًا وحازمًا عادلًا، كتب له النجاح والتوفيق إلى آخر حياته. وفي نهاية حكمه مَرِضَ غياث الدين بلبن مرضًا شديدًا، توفي منه آخر سنة (685هـ/ 1287م) بعد حياة حافلة وبعد أن أوصى بولاية العهد لحفيده (كي خسرو) ابن ابنه محمد الذي قتل في حروبه مع المغول، ولم يعهد لابنه بغراخان مع أنه ما زال حيًا، لشدة حبه لابنه محمد[8].

نهاية دولة المماليك في الهند

لم يتول كيخسرو حكم سلطنة دلهي بعد وفاة جده غياث الدين، فقد احتال نائب السلطنة عليه وتخلص منه وولَّى مكانه "كيقباد بن بغراخان بن بلبن"، وكان معز الدين كيبقاد ما زال صغير السن عند توليه الحكم ولم يكن يهتم كثيرا لأمور السلطنة، منصرفا إلى اللهو والشراب تاركًا الأمور لنائبه. وبعد أربع سنوات مرض معز الدين بالشلل، وقتل بعدها في عام (689هـ/ 1290م)

وفي مرض كيبقاد قام خلافٌ على الحُكْم بين الأتراك والأفغان، فالأتراك يُرِيدون أن يستمرَّ الحُكْم في أسرة بلبن، والأفغان يريدون الاستيلاءَ على الحكم منهم وجَعْلَ جلال الدين فيروز شاه سلطانًا، وكان كيبقاد جعله نائبًا له في آخر حياته، بعد أن سم نائبه الأول لسوء تصرفه في أمور الدولة، وانتصر الأفغان في نهاية المطاف، ودخل الأفغان قصر السلطان بعد حصاره، وقتل كيبقاد، يقول ابن بطوطة مصورا آخر أيامه: "فبعث معز الدين الأمراء لقتاله فكان كل من يبعثه منهم يبايع جلال الدين ويدخل في جملته ثم دخل المدينة وحصره في القصر ثلاثة أيام. وحدثني من شاهد ذلك أن السلطان معز الدين أصابه الجوع في تلك الأيام فلم يجد ما يأكله فبعث إليه أحد الشرفاء من جيرانه ما أقام أوده، ودخل عليه القصر فقُتل".

وبمقتل كيبقاد انتهى حكم سلاطين المماليك وانتقل الحكم إلى أسرة الخَلْجِيِّين بعهد السلطان جلال الدين فيروز شاه (689-1290م)، الذي امتاز بحسن سياسته، وعدله ومودَّته؛ فألَّف القلوب حوله، وأقرَّ مُلْكَ الخَلْجِيِّين في العاصمة دِهْلَى [9].


All times are GMT +3. The time now is 11:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا

This Forum used Arshfny Mod by islam servant