منتديات كلك غلا

منتديات كلك غلا (https://www.klk-gla.com/vb/index.php)
-   ๑۩۞۩๑ عـام .. مساحه حره ๑۩۞۩๑ (https://www.klk-gla.com/vb/forumdisplay.php?f=106)
-   -   عندما ينسى الانسان اصله الادمى (https://www.klk-gla.com/vb/showthread.php?t=51560)

ذابحني غلاك 04-14-2018 05:14 AM

عندما ينسى الانسان اصله الادمى
 
عندما تناسى الجسد الآدمي أصله


سواء كانت البدايةُ طينًا أو ترابًا، فإن الأصل هي الأرض، قال تعالى: ﴿ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ [الحج: 5]، وقال أيضًا: ﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7]، وليس الأصلُ خليةً، أو قردًا كما زعم "التطوُّريون"، وقد أثبتت الأبحاث العلمية المعاصرة أن زعماء تلك النظرية باتوا في عِداد مَن يُنعَتون بالخَرَف المُزْمِن، وعلى فرض أن أصلَ الإنسان قردٌ، فلماذا لم تتطوَّر قِرَدَةُ اليوم لتصير بَشَرًا؟ وهل قردة عصرنا غيرُ قابلةٍ للتطور؟

مهما يكن، فإن كثيرًا من سكان المعمورة يعتقدون أن أصل الإنسان مِن تراب، هذا التراب الذي ينتج أصنافًا مِن الزروع والورود والنباتات...، ويحتوي على مَعادِنَ كالذهب والفِضة والنُّحاس، والتي كانت في خدمة الإنسان على مرِّ الأزمان والعصور.

تأمَّل كيف يتعايش الترابُ بعضه مع بعضٍ في تآلف وانسجام، واندماج وتماسُك:
لا يتأفف وإن داسَتْه الأقدام.
لا ينزعج وإن أُلقِيَت عليه القاذورات والأوساخ ومُخلَّفات بني البشر.

وتأمَّل مرة أخرى تجِدْ ذلك التراب مِطوَاعًا، تتشكَّل منه السهول الفيحاء، والهِضاب المستديرة، وبيوت الطين المريحة.

لكن عندما صار التراب أو الطين أجسادًا آدمية تكتنف العظام واللحم، والعروق الدموية، والأعصاب...، واستَشْرَتِ الحياةُ في تلك الأجساد - فَقَدَتْ خصائص التراب النبيلة التي ذكرناها آنفًا، ولقد أجاد إيليا أبو ماضي حين قال:
نسِي الطينُ ساعةً أنه طيـ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ـنٌ حقيرٌ فصال تيهًا وعربَدْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وكَسَا الخَزُّ جسمَه فتباهى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وحوى الكيسُ مالَه فتمرَّدْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تناسى الجسدُ الآدميُّ أصلَه وتنكَّر له، تحت تأثير متطلبات الأنا البغيضة، وأصبحَتْ "إنتاجاتُه" كراهيةً وبُغضًا وحقدًا.

وصارت المحبةُ والتآلف والاتحادُ عُملةً قديمة، لا مفعول لها إلا عندما نتظاهر بها لقضاءِ مآرِبِنا، التي سَرْعان ما يَعْتَريها الذَّوَبان في بحر الطمعِ، الذي تتلاطَمُ أمواجُه في كل لحظة وحين.

أصبح الجسدُ الآدمي - الذي أصلُه مِن ترابٍ - يَعِيثُ في الأرضِ - التي هي أصله - فسادًا، يدسُّ المكايد؛ يقتُلُ ويُبِيد الحياة التي تأسَّست على "كاهل التراب"، قال ربي عز وجل: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41].

فيا أيها الإنسان، أَمَا آن لك أن تعتَبِرَ وتستفيدَ مِن خصائص أصلِك؟!
يُقدِّم لك الترابُ الكثيرَ لتعيشَ وتحيا، ولا تُقدِّم أنت للحياة التي تسري على وجه هذا التراب إلا القليلَ!
أَمَا آن لك أن تتجاوز عن أخطاء الآخرين، كما يتجاوز هو عن إساءاتِك المتكررة له؟!
أَلَمْ تأخُذْ منه مَعدِنًا لتصنعَ به أسلحةً قاتلة مدمِّرة؟
أَلَم تصنَعْ مِن حديده حواجزَ وأسلاكًا شائكة؛ لتمنع تلاقي الأجساد والأبدان؟
أَلَمْ تتَّخِذ مِن التراب حقولًا لزراعة "القات والأفيون، والقنَّب الهندي"؛ لتُدمِّر العقول البريئة؟

وما ذاك إلا بُغيةَ الحصول على أموالٍ عَفِنةٍ، تدسُّها في جيبك "المثقوب"، الذي لا يستقرُّ فيه مال على حال، لتُعاوِدَ الكرَّة مراتٍ ومراتٍ، ذلك المال الذي تلهَثُ وراءه ليلًا ونهارًا، ولو سألتَ التراب عن مشروعية فعلِك، لصاح بملء فيه: (سترجع يومًا إليَّ، وسيستقرُّ جسدُك بين أحشائي، وحينَها ستَجنِي وبالَ عملِك المشؤوم)!





عطر الحب 04-14-2018 07:49 PM

رد: عندما ينسى الانسان اصله الادمى
 
الله يعطيك العافية
ولا تحرمنا من مواضيعك


All times are GMT +3. The time now is 10:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا

This Forum used Arshfny Mod by islam servant