خطوب لغوية قاتلة
خطوب لغوية قاتلة قولُ أحدِ الخُطَباء : استوْصوا بالنّساءِ خيراً فإنّهنّ عَوانٌ [هكذا] عندكم، برفع النون وليس بكسرِها، فرَفَعَ النونَ وأخرجَ النساءَ من حَضيرةِ الإنسانيّة وهو لا يشعُر. والمعلومُ أنّ كسرَ النون يجعلُ الكلمةَ تُفيدُ جمعَ عانيةٍ، وفي الحديث: أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ . أَي أَسْرى أَو كالأَسْرَى، وواحدة العَواني عانِيَةٌ ، أمّا "عَوانٌ" بضم النون فيُفيدُ معنى النَّصَف، في البَقَر، التي هي بين الفارِضِ وهي المُسِنَّة وبين البكر وهي الصغيرة ، وشتّان ما بين المَعْنيين، وليس يميّزُ أحدَهُما عن الآخَر إلا تغيير الحَرَكَة وروى بعضُ مَن يوثقُ بهم قالَ: قال خطيبُ حَيِّنا المُرتجِلُ: (مِن مَقامات الصَّبرِ عندَ أهلِ التَّربية: الصَّبرُ عَلى المَعاصي)، قالَها وكَرّرَها، ولو سمعه أهل التربية الذين قوَّلهم نقيضَ قصدهم، لَشَكوْه إلى خالقهم تعالى، والصواب: الصّبرُ عَن المَعاصي. أي إمساكُ النّفسِ عنها. وما هي إلاّ لحظات حتّى قالَ في حديثِ الغيث: (ولولا البهائم لم يُمطِروا) بكسر الطاء، والصواب فتحُها، فجعل الناس بزلّته مُنزِّلينَ للغيثِ ، والعياذ بالله وروى آخَر قالَ: من لطائف ما وقع ايضا -سترنا الله في الدنيا والآخرة- قولُ بعض الأئمة في خطبة عيد الأضحى لا تَذْبَحوا قبل أن يُذبَحَ (بضم الباء)الإمامُ. وقالَ آخر في مُناسبةِ زَواجٍ: فَاظفَرْ بذاتِ الدَّيْن (بفتح الدال) تربت يداكَ... ومثلُ هذه الآفاتِ والخُطوبِ كثيرٌ جداً |
All times are GMT +3. The time now is 08:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف ا