يحاول الآباء والأمهات تربية أولادهم بالطريقة السليمة من خلال إرشادهم وتوجيههم، لكن مع وصول الأبناء إلى مرحلة المراهقة تصبح الأمور صعبة بعض الشيء. يدخل المراهقون في صراع السلطة مع أوليائهم وذلك بحثا عن الاستقلالية، أمور قد تتعقد وتصل إلى حد رفض الانصياع لأوامر الأهل.

يعتبر البحث عن الاستقلالية الهدف الأساسي وراء عصيان المراهقين لأوليائهم. يتجلى العصيان في السنوات الأولي من المراهقة كنوع من المعارضة والعداء للسلطة الأبوية، إذ يعي المراهق أن له الحق في مناقشة قواعد وقوانين العائلة المفروضة عليه والاحتجاج عليها.

عندما يصل المراهقون لمرحلة العصيان أو التمرد يجب على الأهل أن يخففوا من وطأة الضغط والقواعد من خلال استعمال التنازلات والتسويات والاحترام للتواصل مع أبنائهم. فحسب أراء الخبراء، يحتاج المراهق إلى التواصل مع من يفهمه ليعبر عن أرائه وأفكاره أو عن ظرف معين. لذلك يُنصح بأن يخصص الأهل بعض الدقائق لأبنائهم للتعبير عن الضغط أو الإحباط الذي يشعرون به ليتمكنوا من الوصول إلى نقطة تعاون مشتركة.

يمكن للأولياء التخفيف من الضغط على المراهق من خلال التنازل وإعفائه من القيام بواجب معين يوما بعد يوم خاصة ما لذا كان جدول أعماله مزدحما بعض الشيء.

حسب رأي الخبراء، فان حوار المراهق مع أبويه واستفساره عن سلطتهما وقوانينهما أمر مهم لنمو شخصيته بشكل سوي. كما أنه من الأمور التي تساعد المراهق على تمييز الفرق بين المقاومة والمشروعة والتحدي الغير اللائق للأهل. يحتاج الوالدين في هذه المرحلة إلى بعض المهارات الخاصة في التعامل ليتمكنوا من إحاطة أبنائهم بالشكل الصحيح في هذه الفترة، بالإضافة إلى التصرف بالشكل يناسب سلطتهم.

قد تتطور حالة المراهقة لتتخذ منحى سلبي، فالمراهق الذي لا يحترم والديه ويواجههما بطريقة عدائية وغير لائقة قد يعاني من أعراض التحدي الاعتراضي. تتجلى هذه الحالة لدى المراهق من خلال بعض العوارض مثل العدائية تجاه شخص لديه مراكز سلطوية، العنف، كسر القوانين والتعامل بعنف مع أشخاص ثانويين وينصح في مثل هذه الحالات باللجوء إلى استشارة طبيب مختص.