المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وعبرة


العنود بنت خالد
10-17-2017, 11:19 PM
التقليد الأعمى، دمار للأمة
يُحكى أن فلاحا كان يمتلك حمارين، قرر في يوم من الأيام أن يُحمِّل على أحدهما ملحا والآخر صحونا وقدورا
انطلق الحماران بحمولتهما ، وفي منتصف الطريق شعر الحمار حامل الملح بالتعب و الإرهاق حيث أن كمية الملح كانت أكثر وأثقل من القدور الفارغة،بينما كان حامل القدور سعيدا بحمولته حيث كانت أقل وأخف .
على كل حال قرر الحمار حامل الملح من شدة الإعياء أن ينغمس في بركة من الماء كانت بجوار الطريق كي يستعيد قواه التي خارت من وطأة الملح ،فلما خرج من البركة شعر كأنه بُعث حيّا من جديد ،فقد ذاب الملح المُحمل على ظهره في البركة وخرج نشيطا كأن لم يمسه تعب من قبل.
لما رأى حامل القدور ما نزل على صاحبه من النشاط قفز بـدوره في البركة لينال ما نال صاحبه،فامتلأت القدور بالماء .
فلما أراد أن يخرج من البركة كاد ظهره أن ينقسم قسمين من وطأة القدور المُحمّلة بالماء.
*العبرة
أكبر الآفات الاجتماعية التي سببت ضياع الأمة التقليد الأعمى، لأنه ينسي الإنسان هويته .
نحن أمة خصها الله بوحي السماء، نحن أمة معنا منهج، وأمة قال الله عنا:
﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ...الخ ﴾
، ومع ذلك تجد الناس يلهثون وراء التقليد ، ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم, قال:((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ, قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى, قَالَ: فَمَنْ؟))
فأصبحنا نقلد هؤلاء الغربيين عاداتهم، وتقاليدهم، وأخلاقهم، وانحلالهم، وتفلُّت أسرهم، وانحلال تربية أولادهم، هذا النَمَط السلوكي صار قدوةٌ لأبناء وفتيات أمتنا.وخير مثال قصات الشعر والموضة،والأزياء ،وبعض الكلمات.....الخ
التقليد الأعمى دليل انهيار القيم الدينية في المجتمع، ودليل ضعف العقيدة، وعدم وضوح الهدف، والجهل بالمنهج، فهذا التقليد الأعمى ربما ساق الإنسان فرداً وساق المجتمع إلى الويلات،فشبابنا اليوم يعرفون عن ريال مدريد وبرشلونة أكثر مما يعرفون عن دينهم وامتهم.
ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪﺃ في ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻏﻴﺮﻙ ﻳﺠﺐ عليك أن تعرف ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺳﻴﻔﻴﺪﻙ أم ﺳﻴﻀﺮﻙ.لذلك يجب أن ﻧُﻌﻤِﻞ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ونأخذ كل ما هو مفيد لنا ولأمتنا ولا يخالف ديننا قال صلي الله عليه وسلم
(( لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، و إن ظلموا ظلمنا ، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، و إن أساؤوا فلا تظلموا ))
لأن الإمعة يشترَى بأبخس الأثمان ، لكن صاحب المبدأ لا يشترى و لا يباع ، لا تؤثر فيه سبائك الذهب اللامعة و لا سياط الجلادين اللاذعة.