المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مناجاة الارواح


BAYALA
09-06-2017, 02:12 PM
(( مناجاة الأرواح ))

هنا بدأت النهاية نهاية رجل شاب عاشق المقبرة تضج بالاف البشر أحياء وأموات سور دائري يضمهم جميعا في جنباته منهم الصديق ومنهم القاتل منهم من يدعوا له ومنهم متشمتا بجرأته جرأة الشجعان والكثرة تغلب الشجاعة.


وصل أخيرا الى مثواه الأخير اللحد جزء من قبره لايستطيع فيه الحراك بعد ان كان يجول ويسرح والمستقبل بين يديه وفجاااااأة بعد فراق الجميع له مبتعدين وصار بالنسبة إليهم مجرد تاريخ مضى وزال أحس الحبيـب بالبرودة بين أوصاله والحرارة في جنبات فؤاده وكأن سيولا جارفة إقتلعته من تلك الحفرة وأخذته عاليا بين السحاب وهشمته أرضا في مواجهة من أحب.


لم يخب إحساس المقهور وتمنى رجوع الزمن لعله يجد حلا لكي يسعد سعـــاد التي تذرف الدموع فوق قبره فتاة في الخامسة والعشرون من عمرها أقل منه بثلاث سنين التاسعة بين أخوانها الذكور شهرين وتنهي دراستها الجامعية.


أحس بالذنب الذي إقترفه وهو يعلم بأن أعذار الدنيا كلها لن تفيد فبادرها سمير مترددا : أعذريني كنت انانيا لم أقدر على مواجهتهم بينما هم جميعا حولك هربت وتركتك لوحدك لذكريات أليمة لا تنسى.


ردت سعاد غيرمبالية وعيناها نحو الافق : أتذكر عندما تلاقت أعيننا بسوق الذهب رفرفت بنا الأحلام والأماني نبني معا بيتا جميلا يضمنا في صدره يضم أسرة سعيدة نشارك في خلق مجتمع يرقى بالامم استدارت نحوه مواصلة حديثها : أنهكتك الايام فلم تقاوم تركتني وحيدة فبمن أساوم.


نعــــم أخطأت وهذا ذنبي الوحيد ولكني أحببت وتركوني بينهم شريد قالهــا وعيناه ارضا واستدار نحوها صارخا : لم يقف معي احد لم يعطف علي أحد ولم يرحمني أحد اقترب منها أكثر وأكثر وكلما اقتربت المسافة هدأ أكثر محدثا إياها : توجهت انا وأمي بعد رفض أبي المتكرر ملكت الشجاعة وأصبحت سدا منيعا أقف في وجه العراقيل وصلنا البيت الأصيل إصطدمت بسد السدود قلب كالحجر وأشد آآآآآآه متى يذوبهذا الجليد.


وقفت سعاد شامخة وهي تبعد خصلات شعرها الأسود من على وجهها قائلة : أنا وأمي حاولنا انت قاومت جبل جليد أما أنا فدهست بين قمم جليد صارحتهم بحبنا الطهور صمت عن الطعام توقفت عن الدراسة بذلت المستحيل اسطوانة متكررة لم ولنتفارق أذني ليس من طبقتنا ولن نفرط بسمعة العائلة واااااأسفاه هذا هوالعائق.


وقف سمير وظهره بظهرها مواصلا ذكرياته الأليمة : أخيرا إقتنع أبي بعد أن حن قلبه لم يستطع النظر الي ذلك الجسم الشامخ الممتلئ أصبح مكسورا ذليلاهيكل عظمي يكسوه الجلد تخلى عن القليل من كبرياءه وقابل أباك وليته مافعل.


استدارت إليه مترجية : خذني بعيدا طر بي حيثما تشاء نثبت للعالم لا للمستحيل لا للعوائق نعش معا نبني معا نحمل الراية راية السلام لكل محب وعاشق لكنك أنت من أبى ورفض حتى الحلم بما أتفقت عليه أعيننا.
إلتفت إليها وصارا وجها لوجه : كنت أرى بصيصا من الأمل يشرق من بعيد فكلما إقترب زال وتلاشى مناورات وحصار على قلبي ألم يعلم ذلك المتغطرس أن القلب قطعة شحم إذا أحبت ذابت.


لم تترك له فرصة وقاطعته بغضب : إنتحرت إن صح التعبير هل هي شجاعة ام هروب أجب رضيت الاستسلام وتنازلت عن حبي لك.