اه من خنجر الحقد

[كلي حلا]

يتيم أدناه سيد القصر


وقربه منه وأعطاه كل مفاتيح أمواله

يتصرف فيها بعقل وحكمة

ولكن سيدة القصر أبت أن تحبه أو تدنيه

عاملته بقسوة وشدة

إنه صابر لا يشكو ولا يكاد يبين

وذات صباح أرسلت ولديها له في الحقل وهو يباشر مهام عمله

في سقيا الأرض بكل مهارة وجد

يحملان معهما فطيرا محشوا بالسم القاتل

إفطارا له ومكيدة فيه ورغبة في التخلص منه

وراح الفتيان الصغيران يحملان الطعام

يناديان عليه باسمه المركب العجيب

يا من عمل شيّ ليه يا من عمل شيّ ليه

هكذا أسماه سيد القصر

من عمل شيّ ليه

فقال لهما تمهلا تمهلا قالا نريدك أن تأكل معنا

تمهلا أيها الصغيران

قالا تعال وإلا أكلناه كله

وبالفعل انقض الصغيران على الفطير فأكلاه

إلا قليلا

وما هي إلا لحظات حتى خرَّا صريعين

فقلبهما (من عمل شي ليه ) يمنة ويسرة

لا حراك لا حياة لا نبض

فهرول إلى سيده وحاله يرثى لها

هلم هلم

فلما جاء سيده هاله ما رأى

حالة من الذهول تخيم على المكان

ترى ماذا حدث فقص قصتهما عليه

والمرآة تصوب عينيها إليه تارة وإليهما تارة أخرى

لا تنطق ببنت شفة

ماذا حدث يا بني ؟ فبادرت السيدة لقد سممهما هذا الذي تبنيته وأكرمته

فقال لها السيد لا ورب الكعبة

والله إن لم تقولي الحق لأرديتك بجوارهما

فأنا لا أشك في قلبه لحظة واحدة

فانهارت وخرت أرضا وقد أغرقتها دموع الندم

نعم أنا نعم أنا قتلت ولداي بنفسي

وطعنت قلبي بخنجر حقدي

آهٍ من خنجر حقدي !

والسيد يقول : حقا يا بُنَيّ من عمل شيّ ليه