المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من صام أتقى ومن لم يتق لم يصم


فارس ناصري
07-31-2012, 06:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله الذي بلغنا هذا الشهر المبارك
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .....أما بعد ,
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[البقرة:183].


إن تدبرت أخي في الله قوله تعالى { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ },
علمت أن الله سبحانه فرض عليك الصوم ليعينك على التقوى ,
كما صرح بذلك جل وعز في أخر الأية ,
والتقوى هي فعل الطاعات وترك المنكرات
بنية التقرب لله تبارك وتعالى
ونتيجتها النجاة من العذاب السرمدي
والحصول على النعيم الأبدي.

قال ابن حيان رحمه الله :
سبب فرضية الصوم هو رجاء حصول التقوى لكم ,
فتجعلون بينكم وبين النار وقاية بترك المعاصي ،
فإن الصوم لإضعاف الشهوة وردعها ،
كما قال عليه السلام « فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء ».اهـ

فالصيام هو الكف والإمساك عن الشهوات المباحة
من الأكل والشرب والجماع ,
لتضعف النفس وتنكسر شهوتها
فيكون الصيام سبيلاً ومعيناً لك
للكف عن الشهوات المحرمة .

قال البغوي رحمه الله :
{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } يعني بالصوم لأن الصوم وصلة إلى التقوى
لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات.اهـ


وقال ابن كثير رحمه الله :
لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛
ولهذا ثبت في الصحيحين:
"يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".اهـ

وقال ابن عاشور رحمه الله :
ففي الصوم وقاية من الوقوع في المآثم ووقاية من الوقوع في عذاب الآخرة ،
ووقاية من العِلل والأدْواء الناشئة عن الإفراط في تناول اللذات .اهـ

تعلم بهذا رحمك الله بأن الصوم هو وسيلة للتقوى ,
فمن وجد من نفسه عدم التأثير بهذه الوسيلة ,
فعليه مراجعة هذه النفس الطاغية والأخذ على يديها ,
لئلا يكون نصيبه من الصوم الجوع والعطش
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش
ورب قائم حظه من قيامه السهر " ,
ويؤكد هذا المعنى وأن الصوم الذي لا يمنع صاحبه من المحرمات
لا طائل منه إلا التعب قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح :
" من لم يدع قول الزور والعمل به
والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
( الزور ) الكذب والميل عن الحق والعمل بالباطل والتهمة .
( العمل به ) العمل بمقتضاه مما نهى الله عنه .
( الجهل ) فعل الجهل وهو السفاهة مع الناس
( فليس لله حاجة ) أي إن الله تعالى لا يلتفت إلى صيامه ولا يقبله.اهـ


فالحذر الحذر إخواني من المعاصي والصوارف والمُلهيات
التي ربما أوقعتنا في هذا المصير ,
فترغم أنوفنا بالخسران والعياذ بالله ,
فما هي إلا أياماً معدودات , وقد هيأ الله لك السبيل للطاعة فاتق الله وأقبل عليه يا عبد الله . فاللهم كما بلغتنا هذا الفضل العميم , أعنا على تحصيل الأجر العظيم , والحمد لله رب العالمين

ضجة مشاعر ~
07-31-2012, 09:22 PM
جزاك الله الف خير

تحياتي لسموك

يوسفية الملامح
08-01-2012, 07:19 PM
جزاااك الله خيراا
جَملْ الله قَلبكْ بِنوٌرْ الَإيمَآنْ..وُمتعكْ بِروٌعةُ الجِنَآنْ
وُكتبَ لَكْ الَأجرْ وحُْسنَ وٌالثوُآبْ