حكاية تبدأ بعالم رائع يسوده الحب و الوئام ، الكرامة و الاحترام كان هناك ثلاثة ممالك كبيرة معروفة مملكة الشمال و مملكة الشرق و مملكة الجنوب ، مملكة الشرق معروفة بحبها للعلم و بمناظرها الخلابة و كانت ملك لعائلة تدعى بعائلة كارفي ، عائلة متضامنة و متحابة فيما بينها و أهم من فيها الملك باردو و زوجته الملكة سيدني و ابنهما الوحيد الملك الصغير مارفل ، و الحكيم باهوو .
كانت الملكة سيدني تدعى بملكة الياسمين لشدة بياض بشرتها و لشدة جمالها و لمعرفتها الكبيرة بكل أنواع الورود و أحسنها جمالا و بهاءا ، و أما الملك باردو كان يدعى بالظالم لأنه كان متسلط جدا و كان لا يهمه شيئا في الدنيا سوى نفسه ، غير أنه عرف بحبه الكبير لولده و تعلقه الشديد به ، و الطفل الصغير و الذي كان يبلغ من العمر اثني عشرة سنة كان محبا للدراسة و العلم و كان مسالما جدا لا يحب لا الحروب و لا القتال ، و أما بالنسبة للحكيم باهوو فهو الرجل الثاني في الدولة بعد الملك فقد كان هو المدبر في المملكة و الحاكم فيها عند غياب الملك باردو ، و قد كان هو العشيق السري للملكة و قد عرض عليها الزواج قبل الملك و لكن رفضت لأنه منبوذ الوجه و قصير القامة.
في أحد الأيام حدثت مشاجرة كبيرة في السوق العامة للمملكة مع أحد جنود الملك و السبب هو الظلم الكبير للملك على العامة لأنهم قد ضاقوا درعا به و بتصرفاته الفضة ، و ذلك ما أدى إلى تدخل الحكيم في هذه القصة لأنها أصبحت مسألة خطيرة في حق الملك و المملكة و في حق البلاد كلها، أرسل الحكيم جنديين متمرسين في فنون القتال بالسيف و الرمح و ألبسهما ثيابا عادية و همس لهما بالمهمة المتكفلين بها و قام بإعطاء كل واحد مفتاح صغير لا أحد يعرف عنه شيئا ظنا من الحكيم أن الحاكم قد علم بحبه للملكة و أن هذا سيتسبب في إعدامه بسبب الخيانة العظمى . ذهب الجنديين إلى كل مزارع المملكة و قاما بسجن كل عامليها بدون أي سبب و قاما بسجنهم في كهف لا أحد يعرف مكانه سوى الحكيم و الجنديين.
بعد وقت صغير جاء أحد حراس الملك وأخبره ماذا حدث فاستشاط الملك غاضبا لعدم علمه من هو المسؤول عن كل هذا و ما الدافع لذلك ؟ و أما الحارس فقد بقي جامدا من الخوف و لا يدري كيف ستكون ردة الملك على هذا الخبر لظنه أنه هو من سيتلقى العقاب جراء هذا الخبر السيئ و لأنه يعرف شدة ظلم الملك، بعدها بدأ الملك بالصراخ {نادوا جميع الجنود نادوهم على الفور}. حضر جميع الجنود إلى الساحة العامة و الكل خائف مما سيقوله الملك و إذ بعالم معروف من دولة مجاورة يدعى شارك دخل ليستقبل الملك لأزمة اقتصادية أصابت مملكة الجنوب بسبب قلة أراضيها الخصبة و عدد ساكنيها، طلب الملك من هذا الحكيم أن يبحث له في قضية المزارعين و إذا تمكن منها قام بإعطائه ما يريد و لكن الملك لم يكن يدري أن هذا الحكيم قد قام بخيانة مملكته و ذهب إلى جوار ملك مملكة الشرق ليختبأ عنده ، و قد كانت هذه الفرصة بمثابة هدية رائعة للحكيم لتوطيد العلاقة بينه و بين الملك.