تأملات في آيات من كتاب الله
ما أروع أن .. نتأمل .. ونتدبر .. لنفهم كلام الله سبحانه وتعالى ..
في اللغة العربية ... هناك فرق بين كلمتي ( الحية ) و ( الثعبان )
الحية تطلق على الصغير .. بينما يطلق الثعبان على الكبير المخيف..
انظروا كيف كانت دقة القرآن التي أعجزت العرب .. حينما استخدم الكلمتين في مواقف مختلفة ..
الموقف الأول :
عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه ..
قال تعالى :
{ قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى }
هذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية صغيرة ..
الموقف الثاني :
عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه ..
قال تعالى :
{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ }
فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى .. فتحولت هنا إلى ثعبان ضخم مخيف ..
الموقف الثالث :
عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس .. فألقى موسى عصاه ..
قال تعالى :
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ }
لا نجد في هذه الآية وهذا الموقف أي حديث عن ثعبان أو حية .. فلماذا ؟
إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى،
كما قال تعالى :
{ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }
وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس من الثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى حية ..
بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي ؛
لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل ، وعصا موسى تمثل الحق والصدق ..
ولذلك يقول تعالى :
{ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ }
سبحان الله العظيم على الدقة المعجزة.. حقا لا يمكن إحلال كلمة مكان أخرى في القرآن .
jHlghj td Ndhj lk ;jhf hggi lk hggi jHlghj ;jhf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|