عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2013, 04:45 PM   #3


يوسفية الملامح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2428
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 12-20-2014 (03:39 PM)
 المشاركات : 9,772 [ + ]
 التقييم :  20029
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Firebrick
افتراضي رد: رمضان.. مدرسة الثلاثين يومًا للأسرة



- المحور الاجتماعي

1- اجتماع عاجل:
عندما يأتي الحديث عن الشهر الكريم يستشعر المؤمن أنه سيدخل على جنة عطرة فيحاء وسط ظلمة الحياة ومشاغلها، هذا الشعور الطيب يجب أن تحمله الأسرة وأفرادها.
يستحق رمضان الكريم من الأسرة جزءًا يسيرًا من وقتها؛ لتقوم بالتخطيط لليوم الرمضاني، وتنظيم أعمال العبادة مع الواجبات اليومية من دراسة أو وظيفة أو صلة رحم وخلافه.
الأمر في حاجةٍ إلى جلسة أسرية تناقش الأسرة فيها كيفية الاستفادة من نفحات الشهر الكريم، بعد أن يقوم الأبوان بأسلوب جميل بوصف جنة رمضان، وما تحمله من خيرٍ للمؤمن حتى يتعلق أفراد الأسرة وخصوصًا الأطفال بالشهر الكريم، ويا حبذا لو استخدم الأبوان أسلوب التشبيه المجازي، وكأنَّ رمضان جنة خضراء مليئة بالزهور والورود والأنهار، يدخلها المؤمن فيجد من الثواب والخير كذا وكذا، وفائدة هذا الأسلوب أنه سيعلق في ذهن الأبناء كرابط يذكرهم برمضان، كما يقول رواد البرمجة اللغوية العصبية.
وخلال ذلك الاجتماع أيضًا تحفز الأم الأبناء على اقتراح أعمال خير وطاعات جماعية أو فردية، كمثال: مسابقة لأفراد الأسرة في التلاوة، مسابقة القيام، عمل بطاقات للعائلة والجيران، عبادات إضافية، وخصوصًا يوم الجمعة كجلسة إيمانية للأسرة، أو دعاء قبيل المغرب يجمع جميع أفراد الأسرة.
2- جلسة صفا:
جاءت تشتكي يومًا وهي حزينة من رد فعل زوجها السلبي عندما حاولت أن توقظه لصلاة القيام، تأثرت كثيرًا وأصابها الإحباط.
كيف لا يحدث ذلك، وكل منهما منفصل عن الآخر في طموحاته وأهدافه للارتقاء بنفسه، فيأتي الشهر الكريم، وينتهي دون أن ترى أثر نفحات الشهر الكريم على علاقتهم وروحانياتهم.
لو أنهما بدآ الشهر بجلسةٍ كلها حب وود، جلسة صفا تمسح ما بينهما من أمور صغيرة ربما تكون عائقًا في تفاهمها معًا، جلسة مصارحة يخرج كل منهما ما في قلبه نحو الآخر، فيدخل عليهما الشهر الكريم، وهما يحملان مشاعر دافئة تساعدهما على أن يكون كل منها عونًا للآخر على الارتقاء بنفسه.
3- قبيل المغرب:
يا له من عملٍ طيبٍ إن اتفقت الأسرة على إعداد علب صغيرة من التمر مغلفةً بشكلٍ جميل، مع بطاقة تهنئة بقدوم الشهر الفضيل، ثم يقوم الأبناء بالمرور على الأقارب والأصدقاء والجيران لتهنئتهم، وتقديم التمر لهم.
لفتة طيبة تحمل معها مشاعر الأخوة الصادقة مع نفحات رمضان الربانية، ولا بأسَ أن يكون مع التمر وصايا رمضانية يقوم الآباء بإعدادها؛ مما سيكون له مردود تربوي طيب على الأبناء أيضًا.
4- دفء العائلة:
دور كبير يمكن أن تقوم به الأسرة المسلمة مع العائلة الكبيرة قبل دخول الشهر الكريم وأثناءه وبعده، قبل دخول الشهر الكريم باتصالٍ هاتفي بأفراد العائلة من أخوال وأعمام، ويا حبذا لو طال الاتصال بمَن قد انقطع بهم عن العائلة لفتراتٍ لظروفٍ أو أخرى، فيكون الشهر الكريم بدايةً لتواصل العائلة كلها معًا.
جميلٌ أن يقوم بهذا الاتصال الأبناء بأنفسهم بتحفيزٍ من الأبوين، حتى يشعروا بأهميته، ويستشعروا رد فعل الأهل وفرحتهم بهم.
5- بطاقة على مائدة الإفطار:
من الأفكار الجميلة التي لها مردود رائع على العائلة الكبيرة، وعلى أفراد الأسرة الواحدة، هي أن تقوم الأم بتحفيز الأبناء على تصميم بطاقاتٍ صغيرة، بها كلمات ترحيب بضيوف الإفطار وبعض الوصايا الجميلة، سيقضي الأطفال وقتًا جيدًا أثناء إعدادها؛ مما يغرس في نفوسهم شعورًا طيبًا بإكرام الضيف، وتقديم النصيحة بشكلٍ جيد.
وقبل قدوم الضيوف يبدأ الأبناء بإعداد المائدة مع الأم ووضع البطاقات، دون أن تغفل الأم على التعليق وتحفيزهم بالثواب الذي سيحصلون عليه.
6- طبق الجار:
قديمًا عندما يدق الباب قبل الإفطار كنا نعرف أنه أحد أبناء الجيران حاملاً طبقًا صغيرًا به شيء بسيط؛ مما أعدَّت الجارة التي نكاد لا نعرفها، قائلاً: أمي تسلم عليكم، وتقول لا تنسونا من الدعاء أثناء الإفطار.
اندثرت تلك العادة بعد أن أغلق كلٌّ بابه، وبالعودة إليها نجد أنها من العادات التي كانت تُقرِّب بين الجيران، وتزيد الصلة بين المسلمين، وخصوصًا الجار الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلما كان الأمر بسيطًا كان استمرار عادة مثل تلك العادة سهلاً.
رمضان فرصة للأهل لمعالجة بعض السلوكيات الخاطئة والآداب التي ربما تظهر أكثر خلال تجمعات الأهل والعائلة، وفي الزيارات وأثناء الصلاة في المسجد، مثال:
- التحدث بصوت منخفض واستخدام كلمات الترحيب مع الضيوف.
- سلوكيات الضيافة وآداب الزيارة.
- الإيثار، وخاصةً عند لحظة الإفطار
وغيرها مما تراه الأسرة من سلوكياتٍ مهمة لها علاقة بمواقف مرتبطة بشهر رمضان.
4- المحور الثقافي
1- خريطة انتصارات رمضان:
الهدف:
- حثُّ الأبناء على التعرف على التاريخ الإسلامي.
- غرس روح العزة في نفوسهم.
- ربط النصر بالإيمان والعلاقة مع الله عزَّ وجلَّ.
- ربط الأبناء بأبطال الإسلام، وغرس سمات القائد المسلم بشكلٍ غير مباشر.
الفكرة:
يرسم الأبناء على لوحةٍ كبيرةٍ بالاستعانة ببعض المصادر أهم المعارك والغزوات التي تمت في رمضان، ثم يتم عمل قرعة على الأحداث لكل فردٍ من الأسرة؛ بحيث يكون من مهام كل فرد: وضع أسباب النصر في الدائرة الفارغة، واسم بطل المعركة، وأهم مميزاته أو سماته التي جعلت منه بطلاً.
من المهم أن يتعلم الطفل كيفية استنباط المعلومة، وربطها بالواقع؛ كي يكون للمعرفة والمعلومة مردود على شخصيته، ربما لا يقصر الآباء ومشرفو التربية في تزويد الأبناء بالثقافة الإسلامية المطلوبة، فترى الكثير من المهتمين بأبنائهم يعقدون جلسات ثقافية، ويُوفِّرون لأبنائهم الكتب والقصص التي تحكي وتسرد الكثير من المعلومات والمعارف المهمة، لكن المشكلة أن ثقافة أبنائنا في القراءة والتزود بالعلم تأثَّرت بنمط التعليم المتبع في دولنا العربية، لا استنتاج ولا تحليل ولا ربط بالواقع.
لذا على الآباء والمربين اتباع أسلوب القراءة الصحيحة، أو الاستقراء وتعويد الأبناء على استنباط المعلومة والاستفادة منها حياتيًّا.
في هذه الفكرة يحاول الآباء أو المشرفون بطلبهم من الأبناء سرد قصة المعركة بشكلٍ مختلف تعويدهم على هذه المهارة.
للاستفادة من هذه اللعبة:
- لا تطلب من الأبناء السرد العادي لأحداث المعركة.
- اطلب منه أن يحاوركم في عوامل النصر في هذه المعركة، ومَن ثم يقوم الأب أو الأم بربط عوامل النصر بالناحية الإيمانية؛ مما يعززها لدى الطفل ويقويها، أيضًا عند الحديث عن بطل المعركة، يبدأ الطفل بالحديث عنه وعن أبرز سماته التي جعلت منه بطلاً مما يفيد في:
* أن يرتبط الأبناء بأبطال الإسلام كبديلٍ عن أبطال الكرتون الخيالية.
* أن يدرك الطفل أهم السمات التي تجعل من الإنسان بطلاً ذا قيمة في المجتمع.
* أن يستحثَّ هذا الشعور، بالرغبة بأن يقلد البطل في سماته وشخصيته.
2- مسابقة الجيران:
الهدف:
- تشجيع الأبناء على نشر العلم المفيد في محيطهم.
- تزويدهم بمعلومات إسلامية مهمة بشكلٍ غير مباشر وممتع.
يطلب المشرف أو الآباء من الأبناء إعداد مسابقة يومية؛ عبارة عن سؤالٍ واحدٍ في فقه الصيام، أو ما شابه بإجابته؛ بحيث يقوم الأبناء باختيار الأسئلة والتعرف على الإجابة بأنفسهم.
يكتب السؤال في ورقةٍ صغيرةٍ مع تهنئةٍ بقدوم رمضان، ويقوم الأبناء بالمرور على الجيران، وتهنئتهم برمضان، وتعريفهم بأن هناك سؤالاً يوميًّا في هذه الورقة.
في اليوم التالي، وقبيل المغرب يوزع الأبناء الإجابة في ورقةٍ مع ثلاث تمرات أو هدية بسيطة إن تم التعرف على الإجابة.
تجهيز بعض الهدايا البسيطة له أثر طيب بين الجيران.
3- رابطة وأخوة:
الهدف:
- ربط الأبناء بإخوانهم في العالم الإسلامي.
- تعريف الأبناء بالأقليات المسلمة.
- رفع الشعور بالعزة بالإسلام والمسلمين.
يطبع المشرف أو ولي الأمر خريطة العالم، ويطلب من الحضور أن يحاولوا التعرف على الدول الإسلامية في العالم.
وعلى شكل ألغاز مسلية يسألهم كم عدد الدول الإسلامية في كل قارة، وخاصةً في القارة الأمريكية التي لا يعرف الكثير من المسلمين أن بها دولتين إسلاميتين.
ثم يستخدم بطاقات ملونة عليها أسماء الدول، يختار كل فردٍ بطاقة أو بطاقتين حسب العدد، ويطلب منه في جلسات أخرى متتابعة أن يقدم معلومات عن المسلمين في هذه الدولة.
يمكن استخدام الدبابيس الملونة، وتكبير الخريطة، ووضعها في غرفة الأبناء.
رؤية الخريطة بشكلٍ مستمر مع ربط الذهن بالدول الإسلامية، سيحث في النفس العزة والفخر بالإسلام والمسلمين، وبالتالي يدفع إلى العمل على نصرتهم، والوقوف إلى جانبهم.
4- مجلة الأسرة:
الهدف:
- تشجيع الأبناء على القراءة والاطلاع.
- تدريب الأبناء على التعامل مع الناس، والتفاعل معهم أثناء توزيع وعرض المجلة.
الفكرة:
- يطلب الأب والأم من الأبناء تجهيز مجلة ورقية صغيرة بسيطة لتوزيعها على الضيوف أثناء إفطارات وعزائم رمضان.
- يساعد الأبوان الأطفال في المحتوى (مسابقات، قيم، معانٍ تربوية..)
وأخيرًا..
ليس المهم هو إعداد برنامج عملي، أو وضع أفكار لاستثمار مناسب لنفحات الشهر الكريم، وإنما الأهم هو أن يحمل كل أب وأم أو مربٍ في قلبه تلك الروح التي تدفعه إلى بذل كل ما يملك كي ينفع نفسه، ومن حوله بما يملك من خير.
ربما بفكرة بسيطة، لكن بقلبٍ حي مؤمن يفتح الله علينا، وعلى من حولنا بفائدة عظيمة.. فاللهم افتح بيننا، وبين قومنا بالحق، وتقبل منا صيام رمضان، وارزقنا خيره.. اللهم آمين.




 
 توقيع : يوسفية الملامح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس